تناولت معظم الصحف الأمريكية أمس، بالنقد والتحليل الأزمة السورية المتفاقمة، وخاصة مع عزم الرئيس الأمريكي باراك أوباما توجيه ضربة لسوريا بعد مزاعم استخدام السلاح الكيماوي، وتساءلت إحداها عن أهداف الضربة، وأخرى عن سر الصمت الألماني، وقالت ثالثة إن عدم توجيهها يقوي تنظيم القاعدة، فيما وصفت صحيفة رابعة الضربة بأنها غير شرعية. وتساءلت صحيفة واشنطن بوست في مقال للكاتب الأمريكي تشالز كروثامر عن الأهداف المطلوب تحقيقها عبر توجيه ضربة عسكرية ساحقة لقوات الرئيس السوري، وقالت إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أوضح أن الهدف من الضربة هو منع استخدام أسلحة الدمار الشامل مرة أخرى في العالم. وأضافت أن الرئيس الأمريكي لا يريد أن يحتل سوريا أو جزءًا منها، ولكنه دعا إلى تنحي الأسد منذ أكثر من عامين دون أن يفعل شيئا على الأرض باستثناء وضعه خطا أحمر للأسد بشأن الأسلحة الكيميائية. وقالت إن سلبية وتناقض وتردد إدارة أوباما في ردع الأسد وعدم محاولتها العمل على وقف حمام الدم المتدفق في سوريا انعكس سلبًا في نظر حلفاء الولاياتالمتحدة، والذين أصيبوا بالصدمة، وبدؤوا بفقدان الثقة في السياسة الأمريكية برمتها. وقالت الصحيفة إن هناك مخاوف إسرائيلية من انتقال أسلحة فتاكة من سوريا إلى حزب الله اللبناني، وأن إسرائيل تعمل جاهدة على ردع الأسد وحلفائه. كما طرحت الواشنطن بوست تساؤلا حول الأسباب التي تدفع روسيا إلى التحالف مع سوريا ضد أي هجمة عسكرية على نظام الأسد، ولخصتها في أربعة أسباب، أولها، وجود قاعدة بحرية روسية في سوريا، وهي تعتبر مهمة جدًا للوجود العسكري الروسي. أما السبب الثاني، فهو أن روسيا مازالت تمتلك بقايا من فكر الحرب الباردة، إضافة إلى إحساس بعدم الأمان، والسبب الثالث هو حالة عدم الارتياح لدى الروس من أي تدخل خارجي في دول مثل سوريا، لأنها تمثل سيطرة الإمبريالية الغربية على العالم، وهو ما يهدد روسيا ذاتها. والسبب الأخير، وهو الأهم بالنسبة للروس، هو أن روسيا تصدر الكثير من الأسلحة لسوريا، لحاجتها الشديدة للمال. من جانبها تساءلت صحيفة نيويورك تايمز في مقال للكاتب روجر كوهين عن الصمت اللافت الذي تطبقه ألمانيا بشأن الأزمة السورية المتفاقمة، وقالت إن لألمانيا دورًا دوليًا ينبغي لها أن تلعبه، ولكن الاعتراض البريطاني على الضربة أسهم في صمت ألمانيا. من جانبها حذرت مجلة تايم من أن الولاياتالمتحدة قد تنتهك القانون الدولي إذا وجهت ضربة لسوريا بدون الرجوع إلى مجلس الأمن، وتساءلت إذا ما كان الدور الذي لعبه حلف شمال الأطلسي (ناتو) في كوسوفو يشكل مثالا يحتذى بالنسبة للحرب الأهلية الدامية المستعرة في سوريا منذ أكثر من عامين؟.