أدانت الأحزاب السياسية المصرية التدخل الأمريكي في سوريا واعتبرت أن مسألة توجيه ضربة عسكرية ضدها بدون إقرار مجلس الأمن بالأمر غير المقبول حتى لو كان محدودًا. وحول هذا الموضوع أوضح الدكتور "فريد زهران" نائب رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي ل"البديل" أن أوباما لا يستطيع توجيه ضربة عسكرية لسوريا أو لأي دولة أخرى بدون موافقة الكونجرس ومجلس الأمن. وأضاف أن أمريكا تحاول التدخل في سوريا بأي شكل ولكنها لن تستطيع لمعارضة روسيا والصين وعدة بلدان عربية، كما أنه ليس بالسهل أن يتخذ الكونجرس مثل هذا القرار. وتابع أن التدخل الأمريكي في مصر بما يخص أحداث 30 يونيه مختلف تماما عن التدخل في سوريا، لأن أوباما يتحدث عن توجيه ضربة عسكرية لسوريا ومصر لن تصل إلى هذا الحد، مشيرا إلى أن مواقف أمريكا من العالم أمر وارد ولكن عليها أن تلتزم بعدم التدخل في شئون الدول وأن يكون موقفها في حدود ما يكون مقبولا دبلوماسيا بدون أي ضغط. وتوجه "زهران" برسالة إلى أوباما قائلا "إن تدخل أمريكا في سوريا أمر يمس المصالح الأمريكية وليس في صالح المنطقة أو الولاياتالمتحدة التدخل وذلك على المدى الطويل". من جانبه قال "شهاب وجيه" المتحدث باسم حزب المصريين الأحرار أن الحزب يقف بقوة ضد التدخل الأمريكي في سوريا ويرى أن هذا نوع من أنواع فرض لسنة البلطجة في السياسة الدولية وهذا أسلوب مرفوض تماما. وتابع بأن أوباما لا يمكنه القيام بأي ضربات بدون تفويض من الكونجرس ومجلس الأمن، وإذا كان أوباما يدعي بأنه يتدخل في سوريا من أجل نصرة حقوق الإنسان ومن أجل نصرة الديمقراطية، فهذا أيضا يستوجب تفويض من الأممالمتحدة أو من مجلس الأمن، وإذا لم يحصل على أحدهم فإن هذا يكشف الموضوع على حقيقته بأن ما يحدث هو مجرد نوع من أنواع التدخل الأمريكي في شئون الدول العربية. وفي سياق متصل أدان "محمد محيي الدين" نائب رئيس حزب غد الثورة التدخل الأمريكي في سوريا، مضيفا أن التدخل الأمريكي في سوريا هو تدخل في الأمن القومي لمصر أيضا، ومهما تباينت المواقف أو الرأي في النظام السوري فهو يشكل تهديدا للأمن القومي المصري. وتابع بأن الدول العربية كان من المفترض أن تأخذ موقفا حاسما وأن تقوم بدور الوساطة لتمنع التدخل الأمريكي في سوريا، ولكن للأسف تقاعست وتركت الأمر للدول الغربية والتي يعمل بعضها لصالح أمريكا. وأضاف أن ضرب سوريا يخالف مواثيق الأممالمتحدة ولكنه يرتبط بمصالح أمريكا لأنه يضعف ألد أعداء إسرائيل ومن ثم فهو يأتي في تحقيق مصلحة أمريكية ومن ثم مصلحة إسرائيل بالتبعية. فيما قالت الدكتورة "جيهان كامل" العضو المؤسس بحزب الدستور أن تصريحات أوباما بشأن توجيه ضربة عسكرية محتملة ضد سوريا سيكون في إطار عملية "محدودة" تهدف إلى معاقبة الحكومة السورية جراء استخدامها المزعوم للأسلحة الكيمائية الأسبوع الماضي، فنحن لا نعلم أن هذا العقاب لمن تحديدا، ولكنه ربما يكون إما للمعارضة التي استخدمت الحرب الكيميائية أو عقاب للنظام وربما يكون الرئيس أوباما يريد أن يوصل رسالة إلى دول العالم بأن استخدام الكيماوي خط أحمر ستعاقب عليه الدول ولكن في كل الحالات نحن نرفض أي تدخل أمريكي في سوريا. وتابعت " كامل " أن أوباما لن يستطيع اتخاذ مثل هذه القرارات بدون موافقة مجلس الأمن وهناك احتمال كبير جدا برفض هذه الضربة تجاه سوريا.