استضافت الجامعة الأمريكية بالقاهرة أمس في الجناح المصري في بينالي فينيسا معرضاً لشهيد الثورة أحمد بسيوني, والذي نظمه شادي النشقاتي الفنان التشكيلي والأستاذ المساعد بقسم الفنون بالجامعة. واستشهد بسيوني برصاص القناصة يوم 28 يناير أثناء جمعة الغضب في ميدان التحرير. وكان بسيوني أحد الفنانين المصريين المعاصرين الذين بشروا بالثورة, فقبل عام من الثورة، قام بسيوني بالعمل على مشروع بعنوان “30 يوما من الركض في المكان”، حيث ارتدى حلة بلاستيكية مصممة لقياس مقدار العرق وعدد الخطوات التي قام بها أثناء الركض لمدة ساعة يوميا على مدار ثلاثين يوما. ثم تم نقل البيانات لاسلكيا على شاشة كبيرة تقوم بعرض شبكة من الألوان التي تتغير وفقا لاستهلاك الطاقة والناتج من العرق. وكان الهدف من المشروع تمثيل كيف أن ثلاثين عاما في ظل نظام مبارك لم تسفر عن تحقيق أية مكاسب بل نتج عنها طاقة ضائعة فقط. وكان بسيوني من أوائل الفنانين المصريين الشباب الذين استغلوا عملهم لتوضيح الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يعاني المجتمع المصري منها في ظل حكومة قمعية. ويقول النشقاتي، المشرف على المعرض وصديق بسيوني منذ وقت طويل: “ليس هناك فرصة أفضل من عرض مشروع “30 يوما من الركض في المكان” في هذا الحدث الفني العالمي الكبير. فقد كافح بسيوني كل لحظة من حياته من أجل بلاده و سيظل في قلوبنا وعقولنا على الرغم من وفاته”. يعد بينالي فينيسيا أحد أهم المؤسسات الثقافية المرموقة في العالم منذ تنظيمه أول معرض دولي للفنون عام 1895. ومنذ نشأته كان في مقدمة المؤسسات التي تعزز البحوث والاتجاهات الفنية الجديدة، وأصبح اليوم يجتذب أكثر من 370 ألف زائر.