في إطار ميثاق الشرف الذي تبناه موقع "البديل" وأعلنه التزامًا أدبيًّا ومهنيًّا، يقوم الموقع بعمل سلسلة من الحوارات المجتمعية حول الخروج من الأزمة الحالية وتطلعات جميع فئات الشعب المصري، ونحرص على أن يكون "البديل" منبرًا يستمع فيه كل منا للآخر؛ حتى تكتمل الصورة وتتضح معالم الطريق، وتظهر لمن يقومون بإدارة البلاد إشارات الخروج للوطن من أزمته. وإزاء ذلك أجرى البديل حواراً مع المهندس معتز الحفناوي عضو تيار الاستقلال لنقابة المهندسين، وعضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي المصري، وعضو المكتب التنفيذي لجبهة الإنقاذ الوطني، وأحد قيادات "مهندسون ضد الحراسة" التي ناضلت من أجل إنهاء الحراسة على نقابة المهندسين وإجراء الانتخابات. * كيف ترى المشهد السياسي فى الشارع المصري؟ وما هي متغيراته في ظل الأحداث الراهنة؟ - نحن فى خضم فعل ثوري شعبي يعتبر هو الموجة الثانية من ثورة 25 يناير، وهي الموجة الأكثر تطورًا والأكثر قوة وعنفًا والأكثر تحقيقًا لأهداف الثورة، وما حدث في 25 يناير من كسر نظام فاسد مستبد ورفع شعارات العيش والحرية والعدالة الاجتماعية هو ترجمة حقيقية لمطالب الشعب المصري في ثورته. والثورة المضادة وعلى رأسها قوى اليمين الديني الرجعية التي سميت بقوى الإسلام السياسي استطاعت أن تقفز على الثورة، وتحقق أهدافًا مناقضة لأهداف الشعب المصري، وتنشر الفتنة والتميز بين المصريين على أساس طائفي والبطش، وتسفك الدماء على مدار سنة، وتستولي على مؤسسات الدولة، وتضع جميع كوادرها فى المؤسسات؛ لتصبح مصر إحدى إمارات الخلافة الإسلامية وتابعة للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين بالتحالف مع القوى الإمبريالية العالمية فى أمريكا، على أساس إقامة دولة شبه دينية تتم بها عمليات إرهابية ضد المصريين المخالفين لهم فى الدين والعقيدة والرأي السياسي. ونحن الآن فى مرحلة شد وجذب بين كسر إرادة الثورة المضادة وانتزاع كل مواقعها في السلطة المصرية بعد الخروج يوم 26 يوليو، ونجحت القوى المدنية في وضع برنامج ديمقراطي لتحقيق مصالح الشعب بإعادة كتابة الدستور والانتخابات البرلمانية والرئاسية؛ لتصبح الدولة بمؤسساتها مكتملة وتستكمل ما بعد المرحلة الانتقالية، على أن تكون السلطة التنفيذية للحكومة خارجة من الأغلبية البرلمانية المنتخبة. * ما رأيك في المصالحة الوطنية؟ وكيفية تحقيقها؟ - المصالحة الوطنية تكون بين قوى لديها برنامج وطني يحقق مصالح الشعب ولا يعتمد على أساليب غير ديمقراطية، وبالتالي نستطيع التفاوض والتصالح مع كل من رفع هذا البرنامج ووافق عليه. أما الإخوان والجماعات الإسلامية فلا ينطبق عليها هذا؛ لأن برنامجها غير ديمقراطي، وأيديهم ملطخة بالدماء. ولا بد من تقديم قيادات الجماعة إلى المحاكمة؛ لأنهم متورطون بالتحريض على العنف، ويجب أن يعتذروا للشعب المصري عن الإساءة التي وجهت له عبر برنامج سياسي تسبب في شق المجتمع المصري إلى قسمين، ولا بد للدولة أن تتخذ إجراءت بعدم بناء أحزاب على أساس ديني. * ما ردك على ما حدث في 30 يونيو ومن يقولون إنه انقلاب عسكري؟ هذه محاولات من اليمين الدولي لتحجيم الفعل الثوري للشعب؛ لاحتواء تأثيره على المنطقة؛ لذلك يحاولون وصف ما حدث بأنه انقلاب عسكري دموي، وأن البرنامج الوطني عليه انقسام من القوى الداعية له من خلال ممثل حزب النور الذي يعترض على الإعلان الدستوري وبعض الرموز والشخصيات التي تقود السلطة الآن ليتمكنوا من وصفه بأنها ليست ثورة شعبية. ما حدث فى 30 يونيو هو ضرب استراتيجي لبرنامج الاستعمار الأمريكي فيما يسمى بإعادة رسم الخارطة بقيادة التيارات الإسلامية التابعة للنظام الإمبريالي، والاتقلاب معروف بأنه يأتي بقيادة عسكرية يحجم الجماهير من السيطرة على الشارع، ويأتي ببرنامج يعمل لصالحه ولا يوافق عليه الشعب، ولكن ما حدث هو تبني الجيش للمطالب التي طرحها الشعب المصري والتي فرضها بخروجه إلى الميادين. * لماذا يستخدم قيادات جماعة الإخوان المسلمين لغة التحريض وإثارة الإرهاب؟ - تاريخيًّا جماعة الإخوان المسلمين فلسفتها العقائدية مبنية على المواجهة العنيفة، ولا تقتنع بأي برنامج ديمقراطي يمكن أن يتحقق على أرض الواقع؛ وبالتالي تدعو إلى الجهاد ضد السلطة التي تعتبرها سلطة كافرة ومرتدة بالعنف في الشارع. والدعوة السلمية داخل الجماعة منذ إنشائها هي الأضعف؛ لأن من يقود الجهاز السري هو الصوت الأعلى فى الجماعة؛ باعتبار أن التمويل يأتي لحسابه، وعلى هذا الأساس يتبنى سياسة العنف دائمًا، وظهر ذلك في الأربعينيات في محاولة اغتيال الشخصيات الوطنية، وحدث في الخمسينيات في محاولة اغتيال جمال عبد الناصر وتفجير بعض مؤسسات الدولة، كما حدث مع السادات، ويحدث الآن؛ لأن الجهاز السري للجماعة دائماً يستخدم العنف، ويعتمد على الأساليب الفاشية. * كيف تري التعامل مع الخلايا الإرهابية في سيناء؟ - نحن فى مواجهة حادة مع قوى إرهابية جاءت فى موقع من المواقع التي يمارس فيها الإرهاب باسم الإسلام، وهو ما حدث فى أفغانستان والشيشان ويوغوسلافيا والعراق واليمن ويحدث الآن على أرض سيناء؛ فهم قوى محترفة دولية من جنسيات كثيرة، ولا تحمل أي بُعد وطني، ولا يهمها التراب الذي تحارب عليه، فهي تحارب من أجل فكرة معينة. وهذه الموجة لا بد أن يتم التعامل معها من خلال مؤسسات الدولة "الشرطة والجيش" في مواجهة هذا العنف الإرهابي، وعلى هذه المؤسسات أن تنجح في تحجيم وتصفية هذه البؤر الإرهابية؛ كي تعود سيناء مرة أخرى جزءًا أصيلاً من الأراضي المصرية يمارس عليه البرنامج الوطني الديمقراطي. * وسائل الخروج من الأزمة الحالية؟ - لا بد من الإسراع في القضاء على البؤر الإرهابية والاعتصامات المسلحة فى ميداني رابعة العدوية والنهضة وإحكام السيطرة بالقبض على المطلوبين جنائيًّا وقضائيًّا من قيادات جماعة الإخوان وسرعة محاكمتهم بشكل علني وشفاف أمام الشعب المصري؛ للتعرف على مدى الجرم الذي ارتكبته هذه الجماعة، وليعلم العالم أن مصر بثورتها استطاعت أن تتخلص من قيادات الإرهاب التي تعمل لغير الصالح الوطني. ولا بد من إحداث تغيير نوعي وفعلي بتحقيق العدالة الاجتماعية بالإعلان عن تطبيق الحد الأدنى 1200 جنيه والبدء فى إعادة صياغة قانون الضرائب؛ لتصبح ضرائب تصاعدية تحقق المصالح الوطنية، والامتناع عن القروض الخارجية، والكف عن مداعبة القوى غير الوطنية من التيارات الدينية التي تتواجد الآن فى الصورة؛ لأنها منحازة للقوى الإسلامية، والكف عن الاستجابة لأي ضغوط خارجية لمحاولة تبييض وجه هذا المجرم الذي يحاكم الآن بتهمة الخيانة العظمة؛ لذلك لا أجد سببًا لمقابلة أشتون ل "مرسي" فى محبسه ولمدة ساعتين؛ لأنه لا يعد رئيسًا سابقًا، فهذا متهم. * هل لبى مجلس نقابة المهندسين طموحات من انتخبوهم؟ - النتيجة مخزية، فعلى مدى سنة ونصف لم يقدم المجلس جديداً، بل استخدم موارد النقابة لمصالح حزبية يمثلها الإخوان المسلمون المتواجدون في النقابة، والذين يعتبرون دون أي تجاوز "مجلس مهندسي الإخوان المسلمين" وليسوا مجلس مهندسي مصر؛ لأنهم يحاولون تحويل النقابة إلى خدمة الجماعة، وصرف اموال النقابة للدعاية للجماعة والرئيس المعزول والدعاية للحقوق التي يجب أن يكتسبوها في الوطن. وعد المجلس بكثير من المطالب التي يطالب بها المهندسون في جمعيتهم العمومية، وفشلوا في تقديم أي حلول، كما أنه لم يسعَ إلى تغيير قانون النقابة وزيادة المعاش، وللعلم بإمكانيات النقابة يمكن زيادة المعاش ليصل إلى 1000 جنيه بدلاً من 450 جنيهًا، ولكنهم يدعون أنه يوجد عجز في الميزانية ولا يمكن زيادة المعاش الآن؛ لأنها ستتسبب فى استنفاد موارد النقابة. * ما رأيك في إصرار مجلس نقابة المهندسين على إدخال النقابة كطرف في الصراع السياسي لصالح جماعة سياسية معينة؟ - أدان المهندسون هذه المسأله، وأرى أن جماعة الإخوان المسلمين من المهندسين مثلها مثل باقي فئات الجماعة تشعر بقرب النهاية وأن سقوط النظام وسلطة الجماعة سيتبعه بالضرورة سقوط كل قياداتهم فى النقابات المهنية فى أول انتخابات؛ لذلك يحاولون من خلال دعاية مكثفة تقليص الآثار السلبية عليهم وعلى تواجدهم وسط جماهير المهندسين ومحاولة تبيض وجه جماعة الإخوان مرة أخرى. * ما رأيك فى حملة تمرد مهندسي مصر لسحب الثقة من النقيب؟ - حملة تمرد مهندسي مصر هي الأمل، ويجب أن تستمر في المطالبة بحقوق المهندسين، ونحن ندعمهم بخبراتنا وطاقتنا، ولا بد أن تنجح فى سحب الثقة من النقيب والمجلس الحالي بجمع عدد أصوات يفوق 100 ألف صوت، وهو عدد المشاركين فى الانتخابات الماضية لإسقاط شرعية المجلس. ونحن ك "تيار الاستقلال" طالبنا بعقد جمعية عمومية لنقابة المهندسين، وفي حالة رفض المجلس تحديد ميعاد، سنقوم برفع دعوى لعقد جمعية عمومية نطبق فيها إرادة تمرد مهندسي مصر من واقع المستندات بسحب الثقة من المجلس المنتخب والعودة لانتخابات في خلال فترة زمنية قصيرة. * كيف ترى آليات النهوض بالنقابة وشباب المهندسين في ظل حملة تمرد المهندسين؟ - لا بد من تواجد شباب المهندسين في العمل النقابي بفرض أنفسهم على اللجان النقابية، وإذا تم منعهم، يقومون بتشكيل لجنة للعمل النقابي يتم من خلالها وضع برنامج انتخابي يمثل تيار الاستقلال الوطني داخل النقابة؛ للعمل على النهوض بالمهندس والاستفادة من موارد النقابة؛ ليتم طرحه بعد نجاح حملة تمرد في سحب الثقة من النقيب والمجلس الحالي. لا يمكن المصالحة مع قوى ليس لديها برنامج وطني ديمقراطي لا بد من الإسراع في القضاء على الاعتصامات المسلحة ب "رابعة والنهضة" مجلس نقابة المهندسين لم يقدم جديداً منذ انتخابه تمرد مهندسي مصر هي الأمل فى سحب الثقة من "مجلس مهندسي الإخوان المسلمين"