أعلن حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله أن المقاومة قادرة على تجاوز كل الصعوبات الحالية والآتية، والعدو يراجع كل خططه وحساباته أمام ما جرى في الأشهر القليلة الماضية، مشيرًا إلى أن العدو في أي حرب مقبلة ستكون عينه على الجليل قبل بيروت، ولا أحد بعد اليوم يستطيع أن يعتدي على لبنان دون أن يدفع الأثمان. وأضاف نصر الله خلال حفل الإفطار المركزي الذي أقامته "هيئة دعم المقاومة الإسلامية"، أمس الجمعة، أن ما يجري اليوم من استهداف للمقاومة وأهلها هو تبعات وأثمان بلد مستقل محمي أمام الاعتداءات الإسرائيلية، وكل ذلك تحقق بفضل الله وصبر الناس وتضحياتهم ووقوفهم إلى جانب المقاومة. وأكد نصر الله أن المقاومة التي حققت الانتصارات في 1982 وفي عام 2000 وفي عام 2006 استطاعت أن تحطم مشروع الشرق الأوسط الجديد، ومن الطبيعي أن تتعرض للاستهداف، وأنه إلى جانب مواجهته للعدو عسكريًّا كانت المقاومة تواجه الاستهداف الذي على كافة المستويات عسكريًّا أو أمنيًّا أو ثقافيًّا أو اجتماعيًّا. ولفت نصر إلى أنه عندما لا تكون المقاومة في دائرة الاستهداف فهذا يعني أنها غير فاعلة ولا يحسب لها العدو حسابًا، ومن هنا من الطبيعي أن يستهدف كل من يقف إلى جانبها ويدعمها وكذلك بيئتها وشعبها. كما أكد نصر الله أن المقاومة تستند إلى هذه الحجة وهذه التجربة وإلى الانتصارات التي تحققت والتي تثبت الجدوى من استمرار المقاومة قائلاً "فنحن نقدم وقائع وندعو لأخذ العبر منها؛ لمواصلة حماية لبنان"، مشيرًا إلى أنه لا أحد يستطيع إعطاء لبنان ضمانات لحمايته من الأخطار الإسرائيلية، وما يحمي هذا البلد هو الاعتماد على النفس وتأمين وسائل القوة التي تردع العدو، وأن المقاومة قوية وراسخة في الذهن الشعبي، وهي عصية على الكسر، ونحن هنا لا نتحدث عن حزب الله فقط. وتساءل نصر الله: هل بات لبنان خارج دائرة الأطماع والأخطار الإسرائيلية؟ هل يناقش أحد في لبنان في ذلك؟ إذا كان أحد يناقش ذلك، تكون هناك "مصيبة"، مؤكدًا أن الإسرائيلي لا حدود لأطماعه. وشدد على أن كل من حاول ويحاول كسر أو عزل هذه المقاومة يفشل؛ لأنها ليست تنظيمًا وفصيلاً، بل إرادة شعبية عارمة مع استعداد كبير للعطاء. وأشار إلى أن شرفاء البلد "استثمروا" في المقاومة بأعز ما لديهم بفلذات أكبادهم بدمائهم بأعزائهم، لذلك فالمقاومة ليست فصيلاً يمكنك أن تحاصره أو تعزله. وأبدى نصر الله استعداده للحوار ضمن طاولة الحوار الحالية أو أي صيغة أخرى لمناقشة الاستراتيجية الوطنية للدفاع، وذلك قبل تشكيل الحكومة أو بعده قائلاً "إذا كنتم تريدون حوارًا، نحن جاهزون"، لافتًا إلى أنه لا جدية في البحث عن استراتيجية وطنية للدفاع، بل لديهم موضوع واحد "يا شباب أعطونا سلاحاتكم والله يعطيكم العافية"، ووصل الإنكار إلى حد قول إن حزب الله لم يقدم استراتيجية للدفاع. وأكد أن هناك حاجة وطنية حقيقية جدية لأن يضع لبنان استراتيجية دفاع وطني في مواجهة الأخطار والتهديدات، وسأل: من يهاجم سلاح المقاومة؟ ما هو البديل؟ ودعا نصر الله اللبنانيين إلى الحذر الشديد على ضوء التطورات السياسية والأمنية وحدّة الانقسامات في البلد، مشيرًا إلى أنه إذا سقط الجيش أو قسم لن يبقى سلم واستقرار في البلد، وإذا أصاب الجيش انقسام أو سقوط لن تبقى دولة ولن يبقى بلد، وقال "لذلك نداؤنا الليلة أن نتفق على تحييد هذه المؤسسة التي ندعو إلى تقويتها وتعزيزها، فلنحافظ على الجيش ولا نشتته ولا نمزقه حتى لو حصلت أخطاء هنا وهناك، يجب أن تعالج بحدودها، لكن المؤسسة كمؤسسة يجب المحافظة عليها بكل جهد، وهذا من أهم الواجبات الوطنية في هذه المرحلة إذا أردنا أن نحافظ على آخر الضمانات". وأعطى أمثلة كيف أن الضاحية والمقاومة وجهورها لم يطلقوا النار على الجيش في عدة حالات أطلق النار ضباط وجنود من الجيش فيها النار على المدنيين وقتلوا عددًا منهم. وأضاف نصر الله أنه في الوضع الأمني لا شك أن المقاومة في وضع جديد، ولا وقت لكي يناقش الآن هل هذا من تبعات التدخل في سوريا أو ليس من تبعاته، متسائلاً: هل كان البلد بأفضل حال قبل ذلك ولم يكن لأحد مشاكل مع أحد؟ ووجه دعوة لوسائل الإعلام لضبط مسألة الأخبار العاجلة والأخبار غير الصحيحة، لافتًا إلى كثرة الأخبار حول اكتشاف السيارات المفخخة، وهذا غير صحيح ويوتر الناس. وأكد نصر الله أن نظريات الإقصاء والعزل لا توصل إلى مكان وأنهم مدعوون إلى التحاور والبحث عن مخارج، ومهما كانت العداوة لا خيار إلا الاتفاق مع بعض. وختم "أعلن في هذا الشهر الكريم رغم الخصومات السياسية أو الاتهامات أو الموقف النفسي، ببركة هذا الشهر الكريم، يدنا ممدودة ومستعدون لكل حوار وكل تلاقي؛ لأن الناس بالنهاية ستجلس مع بعضها، فلنستفد من الوقت.. هذا لا يعني أننا إذا ذهبنا إلى نقاشات، فالأمور ستكون سهلة، لكن أفضل من الوضع الذي نحن فيه".