دخلت مصر منعطفًا خطيرا بعد مقتل العشرات أمام الحرس الجمهوري وجرح المئات، مما يتبادر إلى الأذهان تكرار السيناريو الجزائري في مصر، والسؤال هل الظروف مواتية لتكرار السيناريو؟! "البديل" استطلعت آراء الدبلوماسيين ورؤيتهم في تكرار تجربة الجزائر وتصديرها لمصر: يقول السفير أمين شلبي -المدير التنفيذي للمجلس المصري للشئون الخارجية- "المؤسسة العسكرية المصرية استجابت للشعب المصري وتطلعاته وحمت البلاد من مؤامرات خطيرة"، مشيرًا إلى أن السيناريو الجزائري غير قابل للتنفيذ في مصر، لأن هناك فروقًا جوهرية بين البلدين حيث قامت في الجزائر انتخابات فاز فيها الحزب الإسلامي ثم تدخل الجيش. وتابع قائلا:" الأحداث فى مصر مختلفة تماما، حيث خرج الملايين من الشعب لرفض حكم الإخوان المسلمين والرئيس محمد مرسي، طالبين من القوات المسلحة الاستجابة للإرادة الشعبية، إذن تدخل الجيش حمى البلاد من الفوضى والحرب الأهلية. وتوقع شلبي أن تحدث مقاومة من الإخوان المسلمين لرفضهم ما حدث، ولكن الشعب المصري سيحبط ذلك المخطط لرفضهم حكم الإخوان. من جانبه قال السفير محمد منسي -مساعد وزير الخارجية الأسبق- إن هناك اختلافًا واضحًا بين مصر والجزائر لأن الجيش والشرطة المصرية لهما تواجد في الشارع وفرض السيطرة على جميع المحافظات باستثناء شبه جزيرة سيناء. أما في الجزائر فنظرا للطبيعة الجعرافية، فهناك بعض المناطق المعزولة يصعب الوصول إليها وتستغرق وقتا طويلا للاستقرار، مضيفًا"مصر دولة منبسطة أجزاؤها، يعيشون في مساحة واحدة تقريبا باستثناء سيناء، فأنا متأكد من عدم تكرار السيناريو في مصر". وأشار السفير فتحي الشاذلي -مساعد وزير الخارجية-إلى أن السيناريو الجزائري غير وارد الحدوث في مصر لأن ما حدث بالجزائر هو توقف للعملية السياسية والتحول الديمقراطي حيث أقيمت الانتخابات وقبل إعلان النتيجة تدخل الجيش الجزائري لإحباط تلك العملية. وأضاف" فى مصرهناك بشائر لبدء المرحلة الانتقالية وتصحيح مسار الثورة، حيث أعلن عن تشكيل الحكومة والبدء في خطوات تنفيذية لتعديل الدستور وعمل انتخابات برلمانية ورئاسية".