أحبط هدوء الجيش ووعي قطاع كبير من متظاهري التحرير في احتفالية «حب مصر» مساء أمس الاول محاولة للوقيعة بين قوات الشرطة والجيش بالميدان من جانب وشباب الثورة من جانب آخر، ففي حين شهد الميدان توافد قرابة ألف مواطن للافطار في الميدان حيث افترش عدد من مريدي الطرق الصوفية وممثلي بعض الحركات السياسية الطرقات للافطار، فقد تزايد العدد عقب أذان المغرب بنصف ساعة حيث توافدت الأسر والشباب الذين فضلوا الافطار في المطاعم القريبة من الميدان، فيما طوقت قلب الميدان قوات كثيفة من الجيش ووسط الدائرة كانت تقف قوات الأمن المركزي لمنع المتظاهرين من المبيت في الميدان وتكرار الاعتصام المفتوح. ورغم البداية الهادئة إلا أن عددا من الشباب رفع شعارات مناوئة للمجلس العسكري وطالب البعض بإسقاط المشير فيما حاول البعض استفزاز قوات الجيش بالدوران حول «الدائرة» التي تتوسط الميدان ساخرين من القوات حيث ظلت فتاة تهتف «قوات حفظ النجيلة» فيما حاول آخر الحديث مع الجنود مشتبكا لفظيا مع أحد الضباط برتبة ملازم مما دفع قيادته للتدخل والحوار مع بعض الشباب بعيدا عن القوات لينتهي الحوار بمحاولة أحد الشباب التهجم علي عميد بالقوات المسلحة مما دفعه للانصراف من أمام الشباب منعا للتصعيد، إلا أن عددا من الشباب بدأ يقذف قوات الجيش والشرطة بالحجارة بعد أن أشاع أحدهم القبض علي أحد المتظاهرين لتتوتر الأمور وتنهال الحجارة علي الجيش لخمس دقائق التزمت خلالها القوات موضع المدافع عن النفس حيث رفع الجنود الصدادات الشفافة أعلي الوجه فيما لم يصدر رد فعل سوي أن رد بعض الجنود في قلب دائرة الميدان الحجارة علي ملقيها مما دفع قطاعا كبيرا من الشباب لتكتل هاتفين سلمية سلمية مشكلين درعا واقية للجنود من الحجارة للحيلولة دون التحام الشباب الغاضب وقوات الجيش الأمر الذي أسفر عن هدوء الموقف. وفوجئ الشباب بأحدهم يلقي بصاروخ ناري محدثا دويا في اتجاه الجنود فلاحقه بعض الشباب ملقيا الحجارة والصواريخ مشتبكين معهم محذرين من الوقيعة بين الشعب والجيش ليعود الهدوء يسيطر علي الميدان. ورغم المناوشات بداية الليل إلا أن الميدان شهد تزايد اعداد الحضور ليصل المشاركون إلي قرابة 5 آلاف وسط حضور أمني كثيف حيث بلغت السيارات الخاصة بالأمن المركزي في الطرق الفرعية المؤدية للميدان قرابة 60 عربة فيما هتف المشاركون مطالبين بالدولة المدنية. ورفض المتظاهرون رفع السلفية لاعلام المملكة العربية السعودية في الميدان خلال مظاهرة الشريعة الاسلامية مؤكدين تمسك غالبية الشعب المصري بالدولة المدنية. وقال الشيخ علاء الدين أبوالعزايم إن هذه التظاهرة هدفها المطالبة بالدولة المدنية والاحتفال مع الشعب المصري بشهر رمضان الكريم وليس رداً علي مليونيات أخري أو استعراض الصوفية لعضلاتهم مشيدا بالجيش المصري وموافقة المجلس العسكري ومجلس الوزراء علي تنظيم الصوفية لهذه الاحتفالية مؤكدا أن مسلمي مصر ومسيحييها يد واحدة. فيما شارك القمص بطرس راعي كنيسة البحر الأحمر في الاحتفالية قائلا نريدها مدنية مستطردا مدنية لا تعني العلمانية بل يعني أن يوضع دستور مدني يعطي كل فئات الشعب حقوقهم دون تمييز علي أساس الدين أو العرق مضيفا لا نسعي للرد علي السلفية بل نطلب محبة الاخوان والسلفيين والصوفية وجميع المصريين. في قلب الميدان كان هناك طريق للسيارات وسط الصفوف حيث وقف شاب سلفي ينظم المرور في احتفالية الصوفية إلا أن أحد قادة السيارات كان سلفيا فلاحظ الشباب فتوقف أمامه قائلا: «اتركهم دول شوية كلاب» الأمر الذي يعكس الصدام بين التيارات فابتسم له صديقه إلا أنه ركن السيارة وعاد ليثنيه عن دوره في تنظيم المرور إلا أنه رفض وواصل مهمته مبديا سماحة عند مقابلة القمص بطرس مقابلا إياه بالأحضان والقبلات ليعكس تناقض المواقف بين أبناء التيار السلفي الواحد. فيما شهد الميدان احتفالية كرنفالية حيث غنت علي المنصة فرقة الانشاد الديني الصوفي ورقصات التنورة كما قدم فنان الثورة رامي عصام فقرة غنائية بالجيتار فيما قدمت فرقة طنطا للراب أغاني راب وسط بهجة الشباب والعائلات التي اصطحبت أطفالها للاحتفال في حب مصر ليصل العدد إلي قرابة 10 آلاف قبل نهاية الحفل في تمام الساعة الثانية عشرة من صباح السبت. وكان من اللافت حضور الشرطة للمرة الأولي في قلب الميدان حيث تجول ضباط وسط المتظاهرين في تقبل من المتظاهرين لهم مما يعد تحولا نوعيا في علاقة متظاهري التحرير بقوات الشرطة.