أكد الباحث الفرنسي في شئون الشرق الأوسط "جاك ماريه بورجيه" في حوار اليوم مع الصحيفة الجزائرية "ليبرتيه ألجري" أن هناك انتقادات عديدة من قِبَل الشعب الفرنسي تجاه الاستثمار القطري في بلادهم وشراء مباني رمزية للشعب. وأوضح مؤلف كتاب " قطر الصغيرة المخيفة " بمشاركة الباحث "نيكولا بو" أن هناك محاولة من قطر السيطرة على المجتمع الإسلامي في فرنسا الذي يعتبر التجمع الأكثر تأثيرًا في أوربا، مشيرًا إلى أن سيطرة قطر على المجتمع الإسلامي يعني المشاركة في السلطة في فرنسا، مبينًا أن الدور القطري يقلق الحكومة الفرنسية، في إشارة إلى تصريح رئيس الوزراء الفرنسي "جا مارك أريلوت" بأنه "إذا جاء قرار بالسفر إلى قطر، فإني أفكر كثيرًا أولاً". وأضاف أن الرئيس الفرنسي قبل ذاهبه إلى الدوحة الأحد الماضي من المؤكد أنه ألقى نظرة حول تقارير المخابرات السرية فيما يتعلق بقطر، قائلًا: إن المشكلة ليست في شراء قطر مباني شارع "الشانز اليزيه"، ولكنها تكمن في أنها تنشر الفوضى في أي مكان تذهب إليه. من جانب آخر، أوضح أن قطر من أكبر ديكتاتوريات العالم، فعلى الرغم مما تفعله من "شو" إعلامي تظهر فيه أنها دولة ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان وتدافع عن المظلومين إلا إنها تأتي في المرتبة 136 في ترتيب الدول حول الديمقراطية. فعلى الجانب الاقتصادي على سبيل المثال، فالأمير هو الدولة، بمعنى أنه ليس هناك فرق بين ميزانية الدولة وأموال الأمير، فكل أموال الغاز الطبيعي تدخل في جيب الأمير وعائلته. يضاف إلى ذلك العمال الأجانب الذين يعاملون معاملة العبيد، مضيفًا أن المأساة تتركز في أن الإعلام والدول الغربية تقدم لنا هذه "المملكة الديكتاتورية" على أنها دولة شفافة ونموذج يحتذى به في الدول العربية. وعلى صعيد آخر، أوضح أن قطر بدأت تفقد شعبيتها في دول الربيع العربي، ففي مصر تسعى قطر إلى السيطرة على المؤسسات بل وشراء بعضها، من خلال تقديم الدعم للاقتصاد المصري الضعيف، كما أن الإخوان المسلمين يبذرون هذه الأموال دون الاستفادة منها بشكل جدي، وهذا ما يؤدي إلى استمرار الدور القطري، وفيما يتعلق بالدور القطري في منطقة الساحل الإفريقي، أكد بورجيه أن قطر لها علاقات عميقة مع الجماعات الجهادية في مالي والنيجر، فهي تقدم لهم الأموال من خلال منظمة "قطر شاريتي"، مشيرًا إلى أن قطر وصل تأثيرها على السلطات في غرب إفريقيا أيضًا. وعلى جانب آخر، أوضح أن نشر الاضطرابات في الجزائر يعتبر حلم لقطر وأصدقائها، مشيرًا إلى أن قطر حاولت ذلك خلال الفترة الماضية من خلال نشر صور وفيديوهات ملفقة للجزائر بل وللمغرب، مبينًا أن قطر تحاول أن تستولي على البترول والغاز الطبيعي الجزائري، لكن الشعب الجزائري يقظ ويكره الوهابية، لذا فإن محاولات قطر لن تجدي على المدى القريب، موضحًا أن قطر تمارس السياسة ب"وجهين"، حيث نجد الأمير القطري السابق يزور الجزائر ويعد الحكومة الجزائرية بالتعاون والصداقة، في الوقت الذي نجده يستقبل ويمول الجزائري عباسي مدني المناهض للحكم الجزائري، كما نجده أيضًا يمول قناة تليفزيونية في لندن تناهض النظام الجزائري. واختتم الباحث بالقول: هذه هي السياسة التي تعتمد عليها الدبلوماسية القطرية، ففي الوقت الذي نجد أمير قطر يزور حماس، نجده يفتح أبواب بلاده لزيارة وزيرة العدل الإسرائيلية تسيبي ليفني ومسئولين اسرائيليين اخرين، فهو يفتح مكتب لطالبان على بعد خطوات من مواقع الطيران الأمريكي الموجوده في بلاده والتي سبق وأن قصفت افغانستان. فالإمثلة على نفاق هذه الإمارة الصغيرة لا تحصى.