قال الباحثان الفرنسيان نيكولاس بوا وجاك ماري بورجيه في مقال لهما في صحيفة " لو نوفل أوبسرفاتور " الفرنسية إن قطر ليست نظاما ديمقراطيا، بل هي نظام ديكتاتوري. وانتقد الباحثان قيام رجال السياسة في العالم وممثلي البرلمان الفرنسي وممثلي الدول بحضور مؤتمر الدوحة الذي عقد في نهاية الشهر الماضي بقطر؛ لمناقشة " الديمقراطية !"،قائلين"هل يعقل أن نرى هؤلاء السياسيين يحضرون مؤتمرا في بلاروسيا؟ مستحيل، حيث إنهم يرفضون أن يضعوا يدهم في يد الديكتاتور لوكا شنكو. والتفت الباحثان، إلى أن ساسة العالم يسرعون في الذهاب إلى قطر مع أنهم يعلمون جيدا بأنها دولة ديكتاتورية، وذلك لقضاء وقت ممتع وليس للتباحث السياسي؛ فوفق صحيفة " ذا إيكونمست " فإن قطر تأتي في المرتبة 136 من الدول الديمقراطية أي أنها تعادل تقريبا ديكتاتورية بلاروسيا. وفي هذا السياق، يستطرد الباحثان: غير أن الفرق بين لوكاشنكو والأمير حمد بن خليفة آل ثاني هو أن هذا الأخير ثري، مثل بئر لا ينضب. ويستشهد الباحثان بإن رجال السياسة في العالم يذهبون لقطر لقضاء وقت جميل وليس للتباحث السياسي، بما قاله رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك أريلوت بأنه " قبل أن أذهب إلى قطر، فإني أنشغل بمسألة واحدة فقط: هل يمكنني اصطحاب عائلتي إلى هناك! ". كما سخرت النائبة عن الحزب الاشتراكي في البرلمان الفرنسي شانتال جويتت بعد عودتها من مؤتمر الدوحة قائلة " كنت أعتقد عندما ذهبت إلى مؤتمر الدوحة بقطر، بأنني سأجلس حول المائدة المستديرة مع سياسيين عالميين، في الواقع، لقد كانت رحلة سياحية رائعة، كان يمكنني أن أحضر عائلتي معي. وأضافت النائبة الفرنسية: باختصار، قطر تستدعي الشخصيات السياسية إلى بلادها كي يتنزهوا على البحر. ويوضح الباحثان أن قطر تستدعي الشخصيات السياسية العالمية والصحفيين والنواب الأوربيين، مع تذاكر طيران ذهاب وعودة مهداة من قطر، حتى يغلقوا أعينهم عن استبدادية الملكية القطرية. ويبين الباحثان بأن قطر مملكة تحرم قانون إنشاء المنظمات، كما أن القانون في هذه الملكية الصغيرة ما هو إلا لخدمة مزاج الأمير والمقربين له. كما أن العمال الأجانب في قطر الذين يصل عددهم لأكثر من مليون يخضعون لما سمته منظمة الأممالمتحدة " بالعبودية الحديثة"، ويضاف إلى ذلك قوانين الصحافة غير الموجودة، والسجن الاستبدادي كما حدث ضد الشاعر العجمي الذي حكم عليه بخمسة عشر عاما سجنا لمجرد قصيدة تمجد الربيع العربي. وتساءل الباحثان: هل جاء في ذهن أحد هؤلاء المدعوين أن يوجه سؤالا إلى أمير قطر بأنه " كيف نناقش في مؤتمرك الديمقراطية الجديدة في حين أنها غير موجودة في بلدك من الأساس ؟؟!.