نشرت صحيفة "معاريف" العبرية اليوم الثلاثاء، تقريرا لها حول تعامل حركة "حماس" مع الربيع العربي، خاصة حيال الحرب الدائرة في سوريا. بدأت "معاريف" تقريرها بأن الأزمة السورية كانت نقطة فاصلة في نشوب خلاف بين حركة حماس وحزب الله، مضيفة أن هذا الخلاف ظهر جليا علي الرغم من توحد جهود الحركة الفلسطينية والحزب اللبناني سابقا ضد عدو واحد مشترك ولمحاربة إسرائيل. وأكدت الصحيفة العبرية علي أن الترابط والتكاتف بين حماس وحزب الله، شهد تغيرا واضحا خلال الفترة الحالية، مشيرة أن موقف قيادات حركة حماس السياسية كانت سببا رئيسيا في تغير موقف حزب الله من الحركة، خاصة بعد تصريحات رئيس المكتب السياسي للحركة "خالد مشعل" ضد النظام السوري. ولفتت صحيفة "معاريف" أن دمشق كانت خلال عشرات السنوات الماضية ملاذا لكبار قيادات حركة "حماس"، معتبرة أن قيادات الحركة في الوقت الحالي بدون مأوى وتفتقد بيتها، مشددة علي أن الأزمة السورية محل خلاف قوي بين قيادات حماس. وأوضحت "معاريف" أن موقف قيادات حركة "حماس" من الأزمة السورية أفقدها كثيرا من الدعم الذي كانت تحظى به، خاصة من إيران والدعم المالي الذي تتلقاه الحركة من طهران. واعتبرت الصحيفة العبرية موقف قيادات حماس أمثال "خالد مشعل" وإسماعيل هنية" من الأزمة السورية بمثابة تخلي عن حليف وقت الشدة، مستشهدة بتصريحات كل منهما بجانب قيادات أخري هاجموا النظام السوري، وأعلنها صراحة "هنية" دعمه للمتمردين والجماعات المسلحة. وأشارت "معاريف" أن قيادات حماس قررت مؤخرا أن تنتقل إلي قطر وتترك سوريا التي احتضنتها لسنوات عديدة حسب وصف الصحيفة العبرية. وعادت الصحيفة العبرية للتحدث عن الخلاف بين حركة حماس وحزب الله، مشيرة أنه تعزز عقب الكشف عن تدريب كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري للحركة، لمجموعة تابعة لما يعرف باسم الجيش الحر، بجانب تدريب عدد من الأشخاص الذين انخرطوا في صفوف الجماعات السورية المسلحة. وأوضحت صحيفة "معاريف" أن موقف بعض قيادات حماس الداعم للمعارضة السوري المسلحة ضد النظام، تسبب في غضب حزب الله من قيادات الحركة، وقرار الأمن اللبناني بطرد عناصر الحركة، مضيفة أن ما عزز الخلاف بين حزب الله وحماس لم يكن الأزمة السورية فقط. واستطردت الصحيفة العبرية أن "القرضاوي" كان سببا آخر في خلاف حماس مع حزب الله، فهاجم الحزب ووصفه بال "حزب الشيطان"، في وقت احتضنت فيه قيادات حماس القرضاوي ورحبت بزيارته لقطاع غزة، مضيفة أن موقف "مشعل " ودعمه للمعارضة وترحيبه بالقرضاوي، على الرغم من معارضه بعض قيادات حماس علي رأسهم "محمود الزهار". وأضافت صحيفة "معاريف" أن "محمود الزهار" أرسل مؤخرا خطابا للأمين العام لحزب الله "حسن نصر الله" يوضح فيه موقفه وعدم ترحيبه أو دعمه للقرضاوي، مؤكدا أن القرضاوي لا يمثل الإسلام. وتطرقت بعد ذلك "معاريف" إلي أن حركة حماس وقياداتها كانت تأمل بعد صعود الإخوان المسلمين للسلطة في مصر وأن تعزز موقفها لكن ذلك لم يحدث، موضحة أن وضع مصر الداخلي والتحديات الاقتصادية لم تمكن الرئيس محمد مرسي من التقارب مع "حماس" بل أجبرته علي الابتعاد عنها. وأوضحت الصحيفة العبرية أن الأحداث الداخلية التي شهدتها سيناء، وتشكك معظم المصريين بضلوع حماس في حادث مقتل 16 جنديا، منع مرسي من التقارب مع حماس، وبدلا من تخطيط الحركة لفتح مكتب لها بالقاهرة، خاض الجيش معركة لتدمير الأنفاق الحدودية. واختتمت "معاريف" قائلة إنه في ظل الوضع الاقتصادي السيئ وخسائر الحركة من عمليات تدمير الأنفاق لم تجد قيادات حماس مثل "مشعل" مفرا من التوجه شطر الدول الخليجية وعلي رأسها قطر؛ لتكون بديلا عن الأموال التي خسرتها من توقف الدعم الإيراني وتدمير الانفاق المصرية.