أكدت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، اليوم الاربعاء، في تقرير لها عن فقدان خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس السيطرة على الجناح العسكري للحركة "كتائب عز الدين القسام"، كذلك عدم مقدرة مشعل إدارة الأمور كما كانت بالنسبة لحماس الداخل في قطاع غزة. وكانت صحيفة هاآرتس قد نشرت تقريراً الشهر الماضي حول انتخابات داخلية سرية أجرتها حركة حماس في قطاع غزة، نتج عنها فوز إسماعيل هنية، رئيس الوزراء الفلسطيني المنتهية ولايته في قطاع غزة، بمنصب رئيس المكتب السياسي للحركة في القطاع، وأيضا فوز أعضاء كتائب عز الدين القسام بالنسبة الأكبر في عضوية المكتب السياسي للحركة في غزة، كذلك بالنسبة لأعضاء حماس الداخل الموالين لجناح هنية-الزهار. مشعل الذي يقيم الآن في قطر، كان من المتوقع أن يكون خارج قيادة حماس في أي انتخابات مقبلة على مستوى الحركة في الداخل والخارج، ولكن ما حدث هو أن قلصت سلطات مشعل فأصبحت ميزانية الحركة والقيادة السياسية لكتائب عز الدين القسام من نصيب رئيس المكتب السياسي في غزة، إسماعيل هنية، وذلك حسبما أوضحت مصادر صحفية لهاآرتس تقريرها اليوم . وأشار التقرير إلى أن الانتخابات الداخلية، وانتقال أعضاء الحركة للإقامة في عدة دول عربية مثل الدوحة التي يقيم فيها مشعل ومصر التي يقيم فيها نائبة موسى أبو مرزوق، يأتي في إطار إعادة تنظيم الحركة في ظل المتغيرات التي حدثت في المنطقة، وأخرها الاضطرابات التي حدثت في سوريا، والتي أشار محللين عرب وأجانب أن مغادرة قيادة حماس لدمشق أتى على خلفية صدام مع القيادة السورية هناك، فبعد أن توسطت حركة حماس بإيعاز من حزب الله اللبناني لفتح قنوات اتصال مع المعارضة السورية وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمون هناك، غضبت القيادة السورية من أن حركة حماس بصفتها تنتمي للإخوان المسلمون، واعتبرتها"وسيط منحاز"، وهو ما أدى لتأزم العلاقة ما بين قيادة حماس في دمشق والنظام السوري، تلخصت في مغادرة مشعل لدمشق في يوم كان من المفترض فيه أن يلتقي بالرئيس السوري بشار الأسد. وباستقرار قادة حماس في عدد من الدول العربية، وتركيا. زقد رجح العديد من المحللين السياسيين أن تكون حركة حماس قد تلقت تطمينات عربية بعد تخليها عن النظام السوري الداعم الأساسي السابق لها، وبجانب هذا فأن الصراع ما بين حماس الداخل والخارج، قد تفاقم لأسباب عديدة كان أخرها أتفاق الدوحة ما بين حماس وفتح، الذي وقع عليه مشعل دون استشارة قادة حماس في القطاع، وقد تكون الانتخابات الداخلية الأخيرة في إطار إعادة ترتيب الحركة لصالح حماس الداخل وجناح هنية- الزهار، وسط تراجع لجناح مشعل –أبو مرزوق. ورجح تقرير هاآرتس في ختامه أن يكون إتساع الهوة ما بين حماس الداخل وحماس الخارج، عاملاً أساسياً في انخفاض شعبية الحركة على الساحة الفلسطينية، وهو ما يتقاطع مع تقارير تداولتها الصحف العالمية والعربية عن نفس المسألة، والتي أشارت إلى تراجع شعبية حماس في قطاع غزة نفسه، بسبب الأزمة المعيشية الخانقة التي يعيشها القطاع، والموقف السلبي الذي اتخذته الحركة في العدوان الإسرائيلي الأخير في منتصف مارس الماضي، والذي تصدرت حركة الجهاد الإسلامي التصدي له، على الرغم من إمكانياتها المحدودة مقارنة بحماس. Comment *