عن نص "ماكبت" لكاتب العبث الروماني الفرنسي يوجين يونسكو (1912-1994)، قدم المخرج أشرف سند على مسرح الهناجر رؤية جديدة للنص الذي يمثل قراءة عبثية ساخرة ليونسكو لمسرحية شكسبير الشهيرة "ماكبث"، وتركز رؤية سند على قضية الصراع الدموي على كرسي السلطة والقوى المختلفة الفاعلة في هذا الصراع بصورة عصرية. تناول العرض شخصية "ماكبت" عن الوجوه المختلفة للديكتاتور الطامح للوصول للسلطة والخلاص من كل منافسيه، ومنح المخرج الأحداث مستوى أعمق بإضافة دور قوة خارجية مسيطرة قد تكون النظام العالمي الجديد أو القوة العظمى سياسيا، تحرك الأحداث وتخدع ماكبت، وجعل من الساحرات الثلاث رمزًا لقوى متعددة، منها الأبعاد الأسطورية والواقعية باعتبارها الملكة ووصيفتيها، وفي مستوى آخر هي ممثل القوة العظمى التي تدير الأحداث. وحول رؤيته التي قدمها قال "سند" ل"البديل": إن يونسكو كتب هذا النص بعد الحرب العالمية الثانية، في إطار اهتمامه بالصراع الدموي حول فكرة السلطة، وهو ما وجد فيه تحليلا لا يبتعد كثيرًا عما حدث بعد ثورة 25 يناير في الصراع الشرس حول السلطة على حساب طبقة كبيرة من بسطاء الشعب المصري، مضيفًا أنه لا يركز فقط علي دور المؤسسة العسكرية كما في النص، وإنما يعرض لدور كل المؤسسات الفاعلة الدينية والسياسية والاقتصادية، ومن خلال الساحرات حاول التعرض لدور مؤسسات خارجية قد تكون مؤسسة اقتصادية أو دولة كبرى. المسرحية بطولة محمد عبد العظيم، إيهاب بكير، أحمد عبد الحي، شمس الشرقاوي، سامح فكري، علاء النقيب، هلال حاكمي، زينب غريب، صفاء محمدي، ومنة الجمل، ومحمود لاشين، عن نص يوجين يونسكو، ترجمة د. هدى وصفي، ديكور وملابس فادي فوكيه، كريوجراف محمد فوزي ومحمد الشبراوي، والعرائس إهداء كيان ماريونت للفنان محمد فوزي.