على غير العادة احتفل الرئيس محمد مرسي بعيد العمال بالقصر الجمهوري ولم يتوجه إلى العمال في دارهم أو في أحد القاعات العامةو يأتي الاحتفال متجاهلا ما تم إعلانه وفقا لتقارير حقوقية عن أن إجمالي الاحتجاجات في 10 سنوات قبل الثورة من عام 2000 إلى 2010 كان 3331 طبقا لتقرير المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية الذي أكد أن شهر سبتمبر من عام 2012 هو أعلى شهور الاحتجاجات خلال العام والتي تجاوزت 615، وهو ما يتجاوز إجمالي الاحتجاجات التي تمت خلال 12 شهر من عام 2010 قبل الثورة. كما بلغت في شهر يناير الماضي لعام 2013 فقط 578 احتجاج ، وصعد في شهر فبراير إلى 900 ، وفي مارس وصل إلى 945. واتضح من التقرير أن الطبقة العاملة وحدها قامت خلال عام 2012 بأكثر من 1,969 احتجاج في جميع المحافظات والقطاعات الإنتاجية وبتحليل أسبابها اتضح أن 708 منها نظمت من أجل تحسين الأجور وصرف الحوافز والبدلات والأرباح ورفع المكافآت السنوية، وقد مثلت أكثر 36 % من الاحتجاجات العمالية بواقع 5 يوميا، من بينها اثنين بسبب مشاكل الأجور وتوابعها. وأضاف التقرير أن 108 احتجاج خلال 2012 كان بسبب الفصل التعسفي وللمطالبة بالعودة للعمل، بمعدل 5.5% من إجماليها، وشكل تعسف الإدارة سببا لأكثر من 71 ضد النقل التعسفي وسوء المعاملة، بما يمثل 3.6% من الاحتجاجات. وأوضح أن القطاع الحكومي شهد 1,355 احتجاج خلال العام بمتوسط 4 احتجاجات يوميا ، وفي العام الجاري شهد القطاع في شهر يناير 202 احتجاج ، وفي فبراير 304 ، وفي مارس 372 ليسجل أعلى نسبة مقارنة بالقطاعات الأخرى. أما القطاع الخاص فقد شهد 393 احتجاج خلال عام 2012 ، وتتواصل الاحتجاجات بالقطاع العام الجاري 2013 حيث بلغت 62 خلال يناير و 97 في فبراير و 88 في مارس. بدأ الاحتفال بإمامة الرئيس لحضور الاحتفال بقصر القبة لتأدية صلاة المغرب، تلتها قراءة الشيخ سيد متولي عبد العال لآيات من القرآن الكريم ثم كلمة منظمات أصحاب الأعمال التي ألقاها سمير علام، رئيس لجنة العمل باتحاد الصناعات المصرية وعضو مجلس إدارة منظمة العمل الدولية، ثم ألقى جبالي المراغي، رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر كلمته وبعدها قدم مرسي الأوسمة والأنواط للمكرمين وعددهم 10 قدامى نقابين و3 من قدامى العاملين بوزارة القوى العاملة، وفي الختام ألقى مرسي خطابا. ويرى صلاح الأنصاري ، القيادي العمالي، أنه لا يلمس أي اختلاف في طريقة احتفال مرسي بعيد العمال عن سابقه حسني مبارك، ساخرا من الاحتفال بعيد العمال بقصر القبة على الرغم من أن اتحاد العمال هو من دعى الرئيس لحضور الاحتفال وكأن عنوان الاتحاد تبدل ليصبح في قصر القبة ورئاسة الجمهورية ذهبت إلى 90 شارع الجلاء بوسط القاهرة. وأكد الأنصاري أن هذا الاحتفال لا يعبر عن العمال ولا يمثلهم وسيحتفلون على طريقتهم في شوارع القاهرة ولكن ليس تحت رعاية الرئيس. واتفق معه كمال أبوعيطة، رئيس الاتحاد المصري للنقابات المستقلة مؤكدا أن الاحتفال الحقيقي للعمال سيكون بالاحتشاد في الميادين للضغط لنيل حقوقهم يوم الاربعاء، مستنكرا الطريقة التي أدير بها احتفال الرئاسة، مشيرا إلى أن الطبيعي أن يذهب الرئيس للعمال في بيتهم ويقدم لهم وللشعب المصري كشف حساب عما أنجزه. وأضاف أن مرسي ونظامه قضى على حق العمال في نسبة تمثيلهم ب50% في المجالس المنتخبة، بالإضافة إلى فصل 650 نقابيا مستقلا بسببهم نشاطهم، وعدم تنفيذ أحكام مجلس الدولة بعودة الشركات التي بيعت لرجال أعمال بشكل غير قانوني إلى الدولة. وحدد الخبير الاقتصادي إلهامي الميرغني أسباب احتجاجات العمال الدائرة، مشيرا إلى أن القضية الرئيسية بعد الأجور والبدلات وعدم تناسبها مع مستويات ارتفاع الأسعار هي التثبيت والتي تثببت في 20% من الاحتجاجات العمالية بالإضافة إلى 7% ضد الفساد و6% ضد الفصل التعسفي. وأشار إلى أن المحرك الرئيسي طوال عام 2012 للاحتجاجات هو عدم إقرار الحد الأدنى للأجور في ظل انفلات التضخم والأسعار و إصرار الرئيس مرسي على العمل بقانون 35 لسنة 67 بتعديلاته وعدم إصدار قانون الحريات النقابية ، متوقعا تفاقم الاحتجاجات حال الاستمرار في عدم تطبيق قانون الحد الأدنى والأقصى للأجور. أبوعيطة: الاحتفال الحقيقي للعمال سيكون بالاحتجاج غدا في الميادين تقرير يؤكد: احتجاجات 2012 فاقت 10 سنوات من حكم مبارك صلاح الأنصاري: أستغرب ذهاب قيادات اتحاد العمال لقصر الرئاسة إلهامي الميرغني: أتوقع تفاقم الاحتجاجات إذا لم يقر الحد الأدنى للأجور