"جردل وفوطة ومساحة" أصبحت الآن هى أدوات الطبيب بدلاً من السماعة وجهاز قياس الضغط, وهذا هو حال الطبيب المصري الذى وصل إليه بعد معاناة ودراسة 7 سنوات واعتصام أمام وزارة الصحة دون جدوى. حركة أطباء الألتراس قررت الاحتجاج بطريقة مختلفة رافعة شعار "أبيع نفسي" بعد أن فاض بهم الكيل ووصلوا لدرجة من الإحباط واليأس مخلوطة بالغضب والاستياء بعد تجاهل الحكومة مطالبهم في إقرار كادر للمهن الطبية لرفع رواتبهم المتدنية ورفع ميزانية الصحة ل 15%, وتأمين المستشفيات بعد حدوث أكثر من واقعة اعتداء على الأطباء وخطفهم من أمام أماكن عملهم. وقام أطباء التكليف بحركة الألتراس بتوزيع منشور على المواطنين المتجهين لميدان التحرير بشارع القصر العينى مكتوبًا بالعامية "ليه الناس بتموت في المستشفيات؟ عشان ما فيش علاج, عشان ما فيش سرير عناية ولا حضانة, عشان ما فيش أجهزة ولا تدريب كفاية للدكاترة والتمريض, طيب ده عشان إحنا دولة فقيرة؟ لا طبعًا, فيه دول كتير أفقر مننا بس الصحة فيها أحسن من كده.. ده للأسف عشان إحنا بنهمل الصحة وميزانيتها ضعيفة وضايعة على الفاضي. من جوا ميزانية الصحة نقدر نحسن أحوال المستشفيات وأحوال العاملين فيها. محتاجين شوية عدل محتاجين شوية مقاومة للفساد. محتاجينكم معانا". وحمل البعض الآخر لافتات مكتوبًا عليها باللغتين "اغسل سيارتك بخمسة جنيه", وقام آخرون ببيع سماعة الطبيب بعشرة جنيهات وجهاز قياس الضغط ب 50 جنيها، وكتب "علمية وطبية", وقام آخر بملابس غرف العمليات والكمامة حاملاً أدوات غسل السيارات في انتظار "زبون" جديد. فيما رفض أحد المارين غسل سيارته وقال "ابنى طبيب مثلكم وحتى الآن أصرف عليه", وقام بشراء عبوة مناديل لسيارته واعتبرها تشجيعًا منه للأطباء للاستمرار في إصرارهم على تنفيذ مطالبهم. من جانبها وصفت الدكتورة امتياز حسونة عضو مجلس النقابة العامة للأطباء ما حدث بأنه "إهانة لمصر كلها وليس للطبيب فقط", واستنكرت تصرفات الوزارة حول إقرار الكادر, وقالت في تصريحات خاصة ل " البديل": "كلما تحدثنا مع المسئولين عن زيادة الكادر تكون المناقشة في قضايا أخرى غير حيوية لن تطبق سوى بتنفيذ الكادر ورفع ميزانية الصحة", وحذرت حسونة من قضية نقص الأدوية والذى تعدى مئات الأصناف, مؤكدة أنها مسألة قضية أمن قومي، ومؤشر لنواقص أخرى يتزايد عددها أكثر من الآن, وهو ما يعنى دخول مصر في مرحلة الأوبئة والأمراض وزيادة أعداد المرضى دون وجود علاج لهم. وقالت الدكتورة منى مينا عضو مجلس النقابة وحركة أطباء بلا حقوق ل "البديل" إنه من المفترض أن تتم مناقشة الكادر بمجلس الشورى في 20 إبريل المقبل، إلا أنه تم إلغاء الجلسة لتتم مناقشة الميزانية يوم 23 إبريل، وتساءلت "أين هو الكادر؟! وكيف تتم مناقشة الميزانية الخاصة بالصحة ورفعها دون الكادر؟!", لافتة إلى أنه ستكون هناك وقفة احتجاجية يوم مناقشة الميزانية أمام الشورى؛ احتجاجًا على إلغاء جلسة مناقشة الكادر من 20 إبريل إلى 23 من الشهر ذاته.