دمر مجهولون ضريح ومسجد "سيدي الأندلسي" بمنطقة تاجوراء وسط العاصمة الليبية طرابلس ،والذي يعد أحد المعالم الأثرية والتاريخية بالمدينة ،باستخدام مواد متفجرة ما ألحق أضرارا جسيمة بالمبنى وأدى إلى إحراق محتوياته وفقا لوكالة الأنباء الليبية الرسمية. واستنكر رئيس مجلس طرابلس المحلي السادات البدري خلال زيارته لموقع الضريح هذا العمل الذي اعتبره "غير المسؤول، باعتبار الضريح والمسجد يعدان معلما أثريا ونقطة دالة في طرابلس". وشدد البدري بحسب الوكالة على "عدم التهاون والسكوت على مثل هذه الأفعال التي تسيئ إلى الإسلام وإلى كرامة الليبيين واحترام عرفهم وأخلاقهم وتقاليدهم". كما نقلت الوكالة عن رئيس المجلس الفرعي بمنطقة تاجوراء عز الدين كلّيش أن الضريح و المسجد "يعود تاريخ إنشائهما إلى ما يزيد عن 500 سنة ، وهو معلم من معالم هذه المدينة" . وطالب كليش مفتي عام ليبيا بأن "يقف وقفة جادة حيال استمرار هدم الأضرحة ونبش القبور، وإصدار فتوى شرعية بشأن هذه الأعمال". وكان إسلاميون متشددون قد هدموا العام الماضي ضريح الشعاب الدهماني في العاصمة طرابلس وفجروا ضريح العالم الصوفي الشيخ عبد السلام الاسمر - الذي عاش في القرن التاسع عشر - في زليتن وانتهكوا حرمة القبر ودمروا ضريح ولي آخر هو الشيخ أحمد الزروق في مصراتة. وندد رئيس المؤتمر الوطني العام الليبي محمد المقريف حينها بتدمير التراث الثقافي والإسلامي في المدن الثلاث في كلمة له الى الشعب بثها التلفزيون الوطني يوم 25 أغسطس، واتهم محسوبين على الأجهزة الأمنية والثوار بالمشاركة في تلك الأعمال وتعهد بملاحقة مرتكبيها. وإثر ذلك تعرض وزير الداخلية الليبي فوزي عبد العال لانتقادات شرسة من قبل النواب بسبب تدهور الأوضاع الأمنية، فقدم استقالته اعترافا بفشل وزارته في حفظ الأمن إلا أنه تراجع عنها بعد يومين مخافة تدهور الأوضاع أكثر. وأوضح وزير الداخلية الليبي أنه لا يمكن الدخول في مواجهة مع آلاف الليبيين بسبب قبر، على حد وصفه. ومن جهتها حثت منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) السلطات الليبية على حماية المساجد والأضرحة الصوفية التي يستهدفها إسلاميون متشددون يعتبرون المدرسة الصوفية التقليدية هرطقة. وبقي السلفيون المتشددون في الظل في عهود الحكام الشموليين الذين أطيح بهم في الربيع العربي وشنوا حملات خلال العام المنصرم للقضاء على ما يرون أنه وثنية في الأضرحة والمساجد الصوفية التقليدية في ليبيا وتونس ومصر. وكالات أخبارمصر-عربى-البديل