في مثل هذا اليوم.. 8 مارس عام 2003 اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي واحدًا من أعلام الجهاد بالأرض المقدسة. كان "إبراهيم أحمد خالد المقادمة" صاحب عزيمة ماضية وهمة عالية، فلم تعرف نفسه يومًا الخضوع والخنوع، قيل عنه إنه رجل المرحلة وأحد مجاهدي ومفكري الإخوان المسلمين، شارك في تأسيس الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس مع المجاهد صلاح شحادة. ولد المقادمة عام 1950 في "بيت دراس" بعد أن هاجرت عائلته من بلدة "يبنا" مع آلاف الفلسطينيين عام 1948؛ بسبب العصابات الصهيونية الإرهابية التي ذبحت الفلسطينيين الآمنين وسط صمت ما يُسمَّى بالمجتمع الدولي، ثم انتقل للعيش في مخيم البريج وسط قطاع غزة، وهو متزوج وأب لسبعة من الأبناء، وانتقل للعيش خلال انتفاضة الأقصى في مدينة غزة بسبب تقطيع قوات الاحتلال أوصال قطاع غزة. انضم المقادمة إلى حركة الإخوان المسلمين في سنوات شبابه الأولى، وبعد أن أنهى دراسته الجامعية وعودته إلى قطاع غزة، أصبح أحد قادة الحركة، وكان من المقربين للشيخ أحمد ياسين زعيم ومؤسس حركة المقاومة الإسلامية حماس. شكل المقادمة النواة الأولى للجهاز العسكري الخاص بالإخوان المسلمين في قطاع غزة "مجد" هو وعدد من قادة الإخوان، وعمل على إمداد المقاتلين بالأسلحة، وفي عام 1984م اعتقل للمرة الأولى بتهمة الحصول على أسلحة وإنشاء جهاز عسكري للإخوان المسلمين في قطاع غزة وحكم عليه بالسجن ثماني سنوات قضاها في باستيلات الاحتلال. وكان من أشد المعارضين لاتفاق أوسلو، ورأيه فى ذلك أن أي اتفاق سلام مع العدو الصهيوني سيؤدي في النهاية إلى قتل كل الفلسطينيين وإنهاء قضيتهم، وأن المقاومة هي السبيل الوحيد للاستقلال والحصول على الدولة الفلسطينية وإن كان ذلك سيؤدي إلى استشهاد نصف الشعب الفلسطيني. اعتقل عام 1984 للمرة الأولى بتهمة إنشاء جهاز عسكري للإخوان المسلمين في قطاع غزة، وحكم عليه بالسجن ثماني سنوات قضاها في باستيلات الاحتلال. وفي عام 1996 اعتقلته السلطات الفلسطينية بتهمة تأسيس جهاز عسكري سري لحركة حماس في غزة، وأطلقت سراحه بعد ثلاث سنوات تعرض خلالها لشتى أنواع التعذيب، وعاودت أجهزة الأمن اعتقاله أكثر من مرة. ونشط في الفترة الأخيرة من حياته في المجال الدعوي والفكري لحركة حماس، وكان يقوم بإلقاء الدروس الدينية والسياسية والحركية خاصة بين شباب حركة حماس والجامعيين بوجه أخص، وكان له حضور كبير. اغتالته قوات الاحتلال الإسرائيلي مع ثلاثة من مرافقيه صباح السبت 8 مارس 2003، حيث قصفت طيارات الأباتشي سيارته بالصواريخ قصفًا أدى إلى وفاتهم ووفاة طفلة كانت مارة في الطريق. وفى مساء يوم استشهاده أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن سر تسمية صاروخ m75 محلي الصنع والذي قصفت فيه مقر الكنيست الإسرائيلي بمدينة القدسالمحتلة، ومدينة تل الربيع المحتلة في ،حيث إن حرف m هو الحرف الأول من كلمة مقادمة؛ وذلك تخليدًا لروح "القائد المؤسس الشهيد إبراهيم المقادمة". قال الكاتب الفلسطينى عبد القادر ياسين إن المقادمة قد تعرض لأبشع وسائل التعذيب من سلطات الاحتلال الإسرائيلى ومن بعدها من سلطات الحكم الداخلى بفلسطين، وهو أهل لهذا التعذيب، حيث كان المقادمة مهندس العمليات العسكرية لحركة المقاومة الفلسطينية حماس ضد العدو الصهيونى، كما أنه كان حلقة الوصل بين السلطة السياسية فى فلسطين والأطراف العسكرية. وأضاف ياسين أن البطل المقادمة لم يأخذ حقه طول فترة حياته وحتى بعد مماته، مطالبًا حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) بتقديم سيرته وقصة كفاحة إلى الأجيال الجديدة للاستفادة منها وأخذ القدوة. ياسين: "المقادمة" مهندس العمليات العسكرية لحركة حماس سر تسمية صاروخ m75 محلي الصنع أن حرف m هو الحرف الأول من كلمة مقادمة