الشهيد الجعبرى بملابس الإحرام أثناء الحج بعد أيام قليلة من عودته من الأراضي الحجازية حيث أدي فريضة الحج، استشهد أحمد الجعبري "أبو محمد" نائب قائد كتائب عز الدين القسام الذراع العسكرية لحركة "حماس" ليسدل الستار علي إنجازات كبيرة حققها رئيس أركان حماس العسكري في سنوات توليه المنصب. الجعبري الذي اغتالته إسرائيل بدم بارد أول أمس في غارة استهدفت سيارته بقطاع غزة، تطلق عليه تل أبيب لقب "رئيس أركان حركة حماس"، كما تعتبره العقل المدبر لعملية خطف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في 2006. وحاز الجعبري علي لقب "رئيس أركان حماس" نظرًا للمكانة الكبيرة التي تفردها له الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في قائمة المطلوبين للتصفية من قبلها، علاوة علي دوره الكبير في مواجهة العدوان الإسرائيلي علي غزة عام 2008 وهو الدور الذي ساهم بشكل كبير في سطوع نجم الجعبري. واعتبرته وسائل إعلام إسرائيلية "مهندس" التصدي لهذا العدوان، وأطلقت عليه لقب "الشبح" نظرًا لعجز إسرائيل عن اغتياله خلال تلك الحرب. ويعتقد علي نحو واسع في فلسطين أن الجعبري هو القائد العام الفعلي لكتائب القسام في ظل الأحاديث عن إصابة القائد الأعلي للمجلس العسكري لحماس محمد الضيف بالشلل التام نتيجة قصف إسرائيلي تعرض له قبل سنوات. وكان الجعبري الذي ولد في حي الشجاعية شرق مدينة غزة عنصرا في حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" التي اعتقل علي خلفية الانتماء إليها ثلاثة عشر عاما، قبل أن يأخذ المنحي الديني الملتزم في السجن وينضم إلي جماعة الإخوان المسلمين قبل إنشاء حركة حماس رسميا عام 1987. وارتبط الجعبري في السجن بعلاقة واسعة مع قياديي حماس الشهداء عبد العزيز الرنتيسي والشيخ أحمد ياسين وإبراهيم المقادمة. واعتقل الجعبري مرتين في سجون السلطة الفلسطينية وفيها توطدت علاقته بمهندس المتفجرات الأول في حماس عدنان الغول الذي استشهد لاحقا، وانتخب عضوًا في المكتب السياسي لحماس لدورتين متتاليتين. ومن أبرز إنجازاته علي الأرض تنظيمه للجناح العسكري لحماس ليكون أشبه بالجيش النظامي الذي يقدر عدده الآن بنحو 20 ألف مقاتل منضبط. وتعرض الجعبري لأربع محاولات اغتيال إسرائيلية.