انتقلت "البديل" لموقع شركة الاسكندرية بورتلاند للاسمنت "تيتان" بوادي القمر بالاسكندرية لتقصي الحقائق حول حادث الاعتداء على العمال، ورصدنا شهادات العمال وبعض المصابين واهالي المعتقلين والمطلوب ضبطهم وإحضارهم وكذلك أهالي وادي القمر. ورصدت "البديل" مآساة نحو 450 عامل مؤقت بعد قرار ايقافهم عن العمل ومنعهم من دخول الشركة، فيما يستمر حبس 18 عاملا من الشركة لليوم التاسع بمديرية أمن الاسكندرية بتهمة احتجاز مديري الإدارة والتخريب، وتم تحديد جلسة لهم، الأربعاء المقبل في محكمة برج العرب. يأتي ذلك بعد اقتحام قوات الأمن المركزي، اعتصام عمال شركة أسمنت بوتلاند " تيتان" بالإسكندرية منذ الخميس 14 فبراير واستمر ثلاثة ايام، حتى تم الهجوم فجر الأحد 17 فبراير، بالكلاب البوليسية. واعتقلت العشرات من العمال بعد الاعتداء عليهم وسحلهم، وإصابة العديد منهم، من بين المصابين حالات خطرة وهم : فتحي محمد يوسف، محمد بسيوني "فكه مكسور" ، ومحمد ناصر مصاب من عضة الكلب ، واسلام حامد ، كدمات ، وعبد المحسن محمد علي ،وذلك بعد الاعتصام. كما حاولت "البديل" الوصول الى شهادات ادارة الشركة الا ان احدا لم يريد التعليق فقد تم الاتصال بالشئون القانونية باحدهم يدعى "عماد" ورفض التعليق بحجة انهم غير متحدثين باسم الشركة، ورفض حتى التصريح بشهاداته بما انه كان احد المحتجزين ، وكذلك لم يرد على الاتصال خالد بدوي المدير التنفيذي للشركة ، او حسام مصطفى احد المهندسين بالادارة. وكانت شركة الاسكندرية لأسمنت بورتلاند اتهمت العمال بالتبعية لإحدى شركات المقاولات المتعاقدة معها باحتجاز عدد من قيادات الشركة داخل المصنع للمطالبة بتثبيتهم بالشركة دون وجه حق بحسب بيانها . ومن جانبها طلبت المحامية سوزان ندا بالمركز المصري للحقوق الاجتماعية والاقتصادية استئناف جلسات التحقيقات مع العمال، كاشفة عن أحد العمال المصابين والمحبوسين كان من المفترض نقله الى مستشفى لاجراء عمليه بفكه المكسور وهو "محمد بسيوني" ولكنهم فوجئوا باحالته لقسم برج العرب. وقابلنا احد المصابين، عبد المحسن محمد علي ، المصاب بكسر في القدم جراء وقوعه من الدور الثاني اثناء مهاجمة الأمن لهم بالكلاب البوليسية، فقال : انه يعمل بالشركة منذ 9 سنوات بالمحاجر، وكان مطلبهم هو التثبيت وعرضوه على مديرة الشركة، والتي بدورها أعربت تضامنها معهم وانها لن تتركهم الا بتنفيذ مطالبهم . وعن اصابته قال انه كان معتصما في مقر الإدارة بالدور الثاني ووقت سماعة لدخول العساكر هرول لنزول السلم ووجد الكلاب امامه والعساكر الذي دفعه احدهم وسقط ارضا من الدور الثاني بحسب قوله . مضيفا ان العساكر قد اقتحموا المسجد بالكلاب البوليسية وقت الصلاة وابرحوهم ضربا ثم اقتيادهم للقسم ومديرية الامن . واوضح "عبد المحسن " انه من بين العمال من يتراوح مدة خدمته بالشركة من 9 : 15 عاما ولم يتم تثبيتهم ، على امل التعين كل عام ، ويأتي العام لتؤكد الادارة بانه لا توجد تعينات ،مشيرا الى انهم تقدموا بطلب مفاوضة جماعية بوزارة القوى العاملة وبعدما تم تحريكه تم حفظه وتجاهله. وعن مطالبهم كما قال محمد السيد محمد ،ان مطالبهم هي التثبيت والحصول على حقهم في الارباح والعلاج الاسري . متفقا معه عبد الله يحيى، مشرف مشاون في المحاجر فقال: انهم كانوا معتصمين من أجل مساواتهم بعمال الشركة في الرواتب والارباح ،وعن واقعة اقتحام الاعتصام من قوات الشرطة ، قال انهم شعروا بتحرك غير طبيعي من قيادات الشرطة التي كانت متواجدة بالمصنع ، وانقسم العمال فريقين احدهم لتأمين البوابات والباقي ذهبوا لاداء صلاة الفجر. مضيفا انهم فوجئوا بعدها بهجوم قوات خاصة من الشرطة تتعدى عليهم بالضرب مستخدمين العصا، قائلا : " سمعنا صوت كسر الزجاج وفوجئنا بضرب وكلاب طالعة علينا، وقبضو علينا جميعاً، ثم أجروا معنا تحقيق، واتهمونا بكسره". واتهم "يحيى" الرئيس محمد مرسي بإصدار تعليمات لمدير أمن الاسكندرية بفض اعتصام العمال إرضاءا لمدير المصنع الهندي الجنسية. وشاركه عامل آخر الحديث قائلاً: ان تدخلات حزب النور كانت لتكسير ارادة العمال واقناعهم بعدم تنظيم اي احتجاج بحجة ان ذلك من شانه التأثير على العمال داخل محبسهم . كان عدد العاملين بالشركة حين كانت تابعة للقطاع العام 2500 عامل، وانخفض مؤخراً إلى 320 عامل، وتعاقدت الشركة الام مع ثلاث شركات لتوريد العمالة وهم بمثابة "مقاولي الانفار" وهم شركات “ibs " و "انوركو انور حامد " و"جود سيرفيس" بجانب عمال الشركة الاساسين . وأضاف عامل آخر رفض نشر أسمه، انه يعمل منذ 8 سنوات بالشركة ولم يتم تثبيته، وقدموا اكثر من طلب الى الشركات التابعين لها، وقالت لهم انها اتت من اجل التعرف عليهم بعد 7 سنوات من توليها منصبها، مضيفا ان لهم علاوات سنوية لم تصرف لهم خاصة بثلاث سنوات وهي 2007 و2008 و 2009 ، ووعدتهم مديرة الشركة ناهد قطامش بأن الزيادات المطلوبة لابد وان توافق عليها ادارة الشركة الام . وعن شهادته بخصوص واقعة الاعتداء عليهم قال: ان خارج الشركة كان يوجد 20 عربية امن مركزي، القوا القبض عليهم بعد ضربهم المبرح، واختتم معلقا على قرار الايقاف عن العمل قائلا : "احنا كدة بقينا في الشارع وكل واحد فينا فاتح بيت ووراه كوم لحم". ومن اهالي العمال المعتقلين، علقت والدة العامل عادل محمد عامر ،ان ابنها يعمل بشركة الاسمنت منذ 13 سنة وعبرت قائلة : "ابني محترم مش صايع، ولا بلطجي " عشان يضربوه كدة ويقبضوا عليه"، لافتة الى ان ابنائها الاثنين يعملان بالشركة ويعولان الاسرة لان معاشها ضعيف وهي تعاني من الحساسية والازمة الصدرية. وقاطعها شقيق "عادل " قائلا عنه انه يعمل بالشركة قبل تجاوزه السن القانوني وكان يبلغ "عادل " 16 سنة والى اليوم لم يحصل على حقوقه وهو يعمل لدى شركة "انوركو" لتوريد العمالة ببوتلاند. واضاف احمد عامر، انه يعمل ايضا بالشركة ، وان العمال طالبوا كثيرا بالحصول على حقوقهم الا انه لم يتم الغاء شركة توريد العمالة وتثبيتهم ، كما تم تحرير عدد كبير من المحاضر بالمخالفات على هذه الشركة وتم وعدنا بصرف مستحقاتنا كاملة وتحرير عقود عمل ، وعلق قائلا : "مشوفناش اي حلول". وعن احتجاز المديرين قال "عامر" انهم لم يتم احتجازهم بالمعنى الدارج ولكنهم كانوا يتحركون بكل حرية وكل طلباتهم كان ينفذها العمال ، الا اننا فوجئنا بفجر يوم الاحد بقوات خاصة "دخلت علينا بالضرب والشتيمة" ، لتصيب زملائنا الراقدين في المستشفى وتعتقل الباقي المحتجزين ،متسائلا : لا نعلم مصير زملائنا ؟. وانتقلنا لمنزل معتقل آخر فقالت والدة محمد حسن عبد المنعم ، انها فوجئت بمكالمة تليفونية فجر يوم الواقعة من ابنها المعتقل لابنها الثاني وقالت : "محمد اتصل باخوه وهوة نايم وقاله الحقني يا خويا الشرطة دخلت علينا والكلاب قطعتنا " واضافت قائلة : "وهو كان مدغدغ ، وزودوا عليه ضرب في القسم ". واضافت قائلة: "اهالي العمال قالوا ان الشرطة خدت فلوس من الادارة عشان تيجي تعمل في عيالنا كدة". لافتة الى ان ابنها المعتقل الان هو من يعول الاسرة بأكملها فضلا عن انه متزوج واب لطفلين قائلة : "ده الكبير بتاعي وابوه متوفي ، وعنده عياله الاتنين واخوه ومراته شوفوا كام واحد في رقبته". واشارت "ام محمد" الى ان محمد يعمل بالشركة منذ 8 سنوات ،وكان والده ايضا عامل في هذه الشركة. اما الحج حامد والد العامل المطلوب ضبطه واحضاره ، فقال ان العمال هم من بنوا هذه الشركة على اكتافهم "كل المديرين بها بقوا مليونيرات من دم الناس الغلابة اللي شقيوا " ، واضاف قائلا : عمرنا مشوفنا الكلاب تدخل للمعتصمين اللي بيطالبوا بحقوقهم ايام السادات او مبارك " متسائلا : "اللي هيطالب بحقه ايام مرسي يطلقه عليه الكلاب ". اما عبده حسني ، بقالنا 10 سنين شغاليت تبع المقاول ولم يتم تثبيتنا ، وعما حدث معهم يوم الهجوم على الاعتصام فعلق قائلا : " الامن اتعامل معانا كتف وارمي في العربية وخلاص على كدة ". واستكمل "عبده " كلامه قائلا : مديرية الامن خدو العمال مضروبين وكملو عليهم هناك ،واضاف حسني ان لواءات الشرطة طلبوا من العمال ان يتقدموا باعتذار لمديري الشركة "يمكن يرضوا يرجعوكو الشغل " ،لافتا الى انهم تم التعامل معهم كبلطجية قائلا : احنا فعلا اتعاملنا معاملة البلطجية. ومن جانبه دعا محمد حامد، رئيس النقابة المستقلة للعمال شركة بورتلاند ، المطلوب ضبطه وإحضاره ، عمال مصر الى البدء في العصيان المدني موجها رسالة لرئيس الجمهورية فيحذره فيها من غضب العمال مدينا التعامل الامني معهم قائلا : "ده شغل ارهاب " ، واحذروا غضب العمال اللي بياكلو بعرق جبينهم ". والجدير بالذكر ان شركة بورتلاند تم تأسيسها بموجب مرسوم ملكي في يونيو عام 1948 بغرض صناعة الاسمنت وتجارته بطاقة انتاجية 140 الف طن سنويا ، وكانت افرانها الثلاثة تعمل بالطريقة الرطبة الملوثة للبيئة وكانت لها رخص صدر اولها عام 1951 ثم انشأ الفرن الرابع وبدأ انتاجه عام 1983 ، ولم يصدر له ترخيص من هيئة التنمية الصناعية ، ثم بيعت الشركة بثمن بخس 620 مليون جنيه في ظل سياسة الخصخصة لحكومة عاطف عبيد الى شركة بلو سركل الانجليزية في يناير 2000 ، ثم بيعت الى شركة لافارج الفرنسية بعدم مليارات في 11 يوليو 2001 ، في صفقة تبرهن على فساد عقد البيع الاول ، قم بيعت مرة ثالثة الى شركة "تيتان" اليونانية في عام 2006 ،وتنظر الان في محكمة القضاء الاداري قضية بطلان عقد البيع وخصخصة الشركة. - رئيس النقابة لمرسي: احذر من غضب العمال - سوزان ندا : فوجئنا باحالة العامل المصاب بكسر في الفك الى الحجز بدلا من المستشفى - والدة عامل معتقل : محمد اتصل بأخوه الفجر وقاله الحقني الشرطة دخلت علينا بالكلاب وقطعتنا