أكدت مجلة "فورين بوليسي" أنه وللمرة الأولى بعد الثورة تقع جماعة الإخوان تحت التهديد، من تشكيلة متنوعة من اللاعبين السياسيين في الوقت الذي لا يظهر الإخوان أي علامة على التراجع. وقالت المجلة: إن مستشاري الرئيس يصرون على أن مرسي ليس مبارك بلحية، وما فعله مرسي هو مجرد خطوة استباقية لمؤامرة من قِبل المتبقيين من نظام مبارك والمعارضين السياسيين، يتزامن مع صدور حكم من المحكمة الدستورية بحل الجمعية التأسيسية وإلغاء فوز الرئيس في الانتخابات، ويرى مستشارو الرئيس أن انقلاب القضاء من شأنه أن يلقي بالبلاد في حالة من الفوضى. وأشارت المجلة إلى أن انتصارات الإخوان في الانتخابات أنعشت ثقتهم، وعمقت من فكرتهم المسبقة عن المعارضة غير الإسلامية بأنها صغيرة ولا علاقة لها بالشارع، وأن الإسلاميين متفوقون عنهم مما يسمح بتمرير أجندة الإخوان، وليس في حسابات الإخوان الاستراتيجية فقدان الأغلبية. ونقلت المجلة عن حازم خير الدين، المستشار السياسي لحزب الحرية والعدالة، قول "هل ينبغي لنا أن نظهر ما أوتينا من قوة؟" وأضاف "إذا كان يمكننا أن نعبيء نصف مليون رجل فإننا نستطيع أيضا أن نحشد 20 مليون رجل" رغم فوزهم بفارق ضئيل في الانتخابات الرئاسية الماضية. وأشارت "فورين بوليسي" إلى أن مجموعة صنع القرار لاتزال مبهمة، وأعضاء الجماعة الأكثر نفوذًا لاتزال تلتزم الاعتقاد بأن الدولة العميقة تتحد مع خصومهم السياسيين لتدميرهم، وأضافت المجلة أن إحساس الإخوان بالعظمة "البرانويا" جعلهم يستولون على السلطة في الأسبوع الماضي، وذلك يعني المزيد من المواجهة. وتقول المجلة: إن الإخوان لا يسعون إلى حل وسط ولكن يدفعون قدما في الضغط لإثارة المزيد من الصراعات، حيث انتهت الجمعية التأسيسية التي يهيمن عليها الإخوان والسلفيون من مسودة الدستور وصوتوا عليها يوم الجمعة، وسوف تذهب على الأرجح إلى استفتاء شعبي في أقل من شهر. ونقلت المجلة وجهة نظر الإخوان فيما يحدث في الجمعية العامة للدستور على أنه تمثيلية لتعطيل صياغة الدستور، حتى لا يحوز الإخوان على الثقة في أنها صاغت أول دستور ما بعد الثورة، وأن المعارضين يخشون من تفوق الإسلاميين مثلما يحدث في تركيا، حتى لا تظل السلطة في أيديهم لمدة 20 أو 30 عامًا. وتشير المجلة إلى أن التفوق الساحق الذي نالته الجماعة، جعلهم ينسبون أي هزيمة أو إخفاق ل"تأثيرات" شريرة أو تآمر عليهم. Comment *