ظهر انقسام بين الصين والولاياتالمتحدة اليوم الأربعاء حول كيفية إنهاء الصراع في سوريا ونزع فتيل التوترات في بحر الصين الجنوبي ومناطق مضطربة أخرى في العالم لكن البلدين أكدا على الأمل في إقامة علاقات متوازنة بينما يقترب كلاهما من تغييرات داخلية. وتعهدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ووزير الخارجية الصيني يانج جيه تشي بحسن النوايا بعد محادثات سبقتها انتقادات من بكين لدعوة كلينتون للتوصل إلى حل متعدد الأطراف للنزاعات على الأراضي في بحر الصين الجنوبي وبحر الصين الشرقي. وقالت كلينتون للصحفيين إن مثل تلك الخلافات لن تعوق بالضرورة التعاون بين البلدين وقالت "أؤكد مجددا على ما قلته في العديد من المناسبات أن الولاياتالمتحدة لا تنحاز في نزاعات على أراض. مصالحنا في أقرار السلام والاستقرار واحترام القانون الدولي وحرية الابحار وعدم تعويق التجارة المشروعة. وكدولة صديقة للدول المعنية نعتقد أن من مصلحة الجميع أن تدخل الصين ودول اسيان في عملية دبلوماسية للتوصل إلى ميثاق شرف." ولم يقدم أي من الجانبين تنازلات في النزاع ببحر الصين الجنوبي والذي أصبح قضية مسببة للتوتر مما يظهر الريبة في بكين من أن إدارة أوباما تسعى للحد من النفوذ الصيني بالمنطقة. وثار غضب الصين على وجه الخصوص من دعم الولاياتالمتحدة اقتراحات بالتوصل إلى حل متعدد الأطراف للنزاع في بحر الصين الجنوبي وبحر الصين الشرقي إذ تفضل بكين أن تتفاوض بشكل فردي مع كل دولة تخوض نزاع مع الصين بالمنطقة. وقال وزير الخارجية يانغ للصحفيين "فيما يتعلق ببحر الصين الجنوبي فإن موقف الحكومة الصينية متسق وواضح. للصين سيادة على الجزر في بحر الصين الجنوبي والمياه المتاخمة." وأضاف "فيما يتعلق بالنزاعات المتعلقة بالسيادة على جزر وتضارب مصالح ومطالب على أجزاء من بحر الصين الجنوبي، يتعين ان تبحث هذه القضايا مع الأطراف المعني مباشرة مع احترام الحقائق التاريخية والقانون الدولي ويتم التعامل معها وتسويتها من خلال مفاوضات مباشرة ومشاورات ودية." واختلف الطرفان كذلك بشأن الأزمة في سوريا. وقالت كلينتون "فيما يتعلق بسوريا لا يخفى على أحد أننا شعرنا بخيبة أمل من موقف كل من الصين وروسيا وتعطيلهما لفرض قرارات أكثر صرامة في مجلس الأمن الدولي ونأمل في التوحد على مسار حقيقي لإنهاء العنف في سوريا." وقال يانج إن الصين التزمت بموقفها الثابت من عدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول أخرى. وتابع "مثل دول أخرى نحن ندعم مرحلة تحول سياسي في سوريا. وفي نفس الوقت نعتقد أن أي حل يجب أن يأتي من الشعب السوري ويعكس مصالحه. يتعين ألا يفرض عليه من الخارج." وقال يانج أيضا إن حكومته تعارض سعي أي بلد بما في ذلك إيران لصنع أسلحة نووية وهو ما تنفيه طهران. وتابع "بالطبع كنا على الدوام نعارض فرض عقوبات من جانب واحد. مثل هذه العقوبات تؤثر على دول أخرى وتضر بمصالحها وهو ما لا نقبله." وحثت كلينتون الصين على التعاون في احتواء البرنامج النووي لكوريا الشمالية. وقالت "اجرينا حوارا بناء بشأن كيف يمكن للصين استخدام نفوذها الفريد فيما يتعلق بكوريا الشمالية. هناك فرصة أمام القيادة في كوريا الشمالية لأن تحسن من معيشة شعبها. وفي الوقت نفسه نأمل في استمرار جهودنا المشتركة لنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية. وأكدت بكين وواشنطن على العمل على تقوية العلاقات بينما يركز كل منهما على السياسة المحلية إذ ينشغل الحزب الشيوعي بتغيير القيادة والذي يحدث مرة كل عشر سنوات في الأشهر القادمة بينما يخوض الرئيس الأمريكي باراك أوباما انتخابات الرئاسة في نوفمبر. Comment *