تناولت صحيفة "لوموند" الفرنسية استمرار أزمة اليورو وتوتر الأسواق في كل من اسبانيا وايطاليا من ناحية و عدم قدرة اليونان علي الوفاء بالتزاماتها مع الجهات المانحة الدولية من ناحية أخري،هذا التدفق من الأخبار السيئة أعطي انطباع بأن الدول الأوروبية غير قادرة علي الخروج من الأزمة، مما دفع المستثمرين للتخفيف من التزاماتهم تجاه دول مثل اسبانيا و ايطاليا تأثروا بالعدوى. وأضافت الصحيفة أن كون ايطاليا قريبة من نسبة الصفر في النمو الاقتصادي (بعد أن كان بالسالب)، و اعتماد اسبانيا إصلاحات جذرية في منهجها الاقتصادي، لم يغير تصورات المستثمرين، وبالرغم من شعور مواطني الدول بآثار التقشف والفقر علي نطاق واسع، ما يزال المستثمرون لا يثقون في السوق فهم يدركون جيدا الحلقة المفرغة التي حاصرت دولهم. وتابعت الصحيفة قائلة منذ شهر أغسطس 2011 وقيام الهجمات الأولي ضد المضاربة في البلدين صدرت مئات المليارات من الزيادات الضريبية وتخفيضات الإنفاق العام ولكن من دون جدوى، ووصلت معدلات فائدة التي تحصلها ايطاليا في أغسطس 2011 لنفس نسبة برلسكوني مما أدي لزيادة النقد الموجه للرئيس ماريو مونتي. أما عن الأحزاب المؤيدة لحكومة مونتي- التي حصلت علي 85% في الانتخابات- واجهت الانتقادات قائلة بان الإصلاحات لازمة لاستعادة القدرة التنافسية وتنظيف الحسابات العامة مضيفة أن ايطاليا في خلال عام ونصف ستحقق ما توقع فرنسوا اولاند الرئيس الفرنسي تحقيقه في خمس سنوات فيما يتعلق بالمالية العامة في فرنسا. من جانبها اتفقت كل من فرنسا و ألمانيا علي بدء مجموعة عمل ثنائية لوقف المقترحات المشتركة في مجموعة اليورو،حيث صرح وزير المالية الفرنسي "بيير موسكوفيتشي" بأن البلدين ملتزمين باستدامة منطقة اليورو و استقراره و قرروا تطوير عدد من القضايا الثنائية في مجموعة العمل . كما ستنظر مجموعة العمل في تنفيذ القرارات علي اليونان واسبانيا ولكن هناك قضايا أكثر هيكلية في ظل الاتجاه إلي الرقابة المصرفية في بنك الاتحاد و التكامل الأوروبي ، وأعرب وزير المالية الألماني" فولفانج شوبيله" عن رغبته في تعزيز النظام المصرفي الأوروبي مشددا علي الحاجة لإعادة الاتصال مع نمو القوي في أوروبا ومنطقة اليورو وفقا لصحيفة "لى ايكو" الفرنسية. وبالرغم من محاولات الدول الأوروبية فان الاحتمالات تؤكد اختفاء اليورو، وفي ظل الصراع بين الرأي العام الأوروبي مما يهدد استمرارية المغامرة الأوروبية و تزايد عدم الثقة بين الأوروبيين فإن التحدي الحقيقي هو السياسة الأوروبية و ليس الاقتصاد فقط. Comment *