تنبئ أبو القاسم الشابي بما سيحدث في تونس منذ مئات السنين وكانت أبيات من الشعر كانت ملهمة التغيير للشعب التونسي والذي ظل يرددها طوال أيام انتفاضته إذا الشعب يوما أراد الحياة.. فلا بد أن يستجيب القدر ولابد لليل أن ينجلي ..ولا بد للقيد أن ينكسر نعم إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلابد أن يظهر الرئيس المستبد علي حقيقته ويكون أول الخالعين والهاربين من الوطن وهو الذي صدع أدمغة الشعب عشرات السنين عن حبه وتفانيه وتضحيته من أجل هذا الوطن .. مرة واحدة يهون عليه الوطن ويخرج خائفاً مذعوراً ذليلاً .. بالفعل انتفاضة تونس نموذج لأول تغيير حقيقي عن طريق الشعوب دون أي تدخل أجنبي أو تدخل من عسكر أو مخبرين .. انتفاضة تونس هو نموذج يفضح ضعف الأنظمة المستبدة وتداعيها وأنها لا تحتمل أي نفخة هواء .. رغم فداحة دم الشهداء التسعين الذين كانوا وقودا للتغيير إلا إن صوت الشارع مخيف مرعب خصوصاً لو كان من أقدام ثابتة قوية شجاعة لا تخشي هروات الأمن المركزي فعندها سيفر الجميع من أمامها .. بدأها زين الهاربين بن علي بالرصاص المطاطي ثم بالقنابل المسيلة للدموع ثم بالقنابل الخانقة والحارقة ثم بالرصاص الحي وعندما سقط أول عشرين شهيد ووجد أن التحدي والإصرار يزيد أمر بالمزيد من الدماء وإصرار الشعب يكبر ويتوهج والمثبطين والخونة والمرتزقة يتوارون ويتضاءلون أيقن زين الهاربين أن الشعب لن يترك ثأره منه وأن الدماء تفجر دماء وأن دمه أصبح مطلب شعب .. عندها أخذ طائرته وهرب بعدما سرق مقدرات تونس هو وزوجته فاسدة الذمة والعشيرة .. درس بليغ يوجه الشعب التونسي للشعوب العربية كلها وبالأخص شعب مصر ..الذي قالوا عنه إن صبره طويل ولكن عندما يقترب أحد لقمة عيشه يصرخ ويقول: ( يا واكل قوتي يا ناوي علي موتي ) فيشعلها ناراً فجوعوه وأذلوه وفي الطوابير سلسلوه.. و رفعوا سعر السكر من 3ثلاثة جنيهات إلي ستة دفعة واحدة ولم يحرك ساكناً .. قالوا الشعب المصري يخاف علي سلامة حياته ويقول (يا روح ما بعدك روح ) عندما يشعر أنه في خطر .. فساموه ألوان العذاب من معتقلات وتعذيب وكل يوم ضحية جديد كان أخرهم سيد بلال ..وهو خائفاً يتفرج.؟ قالوا لنا الشعب المصري مثل الجمل يصبر يصبر ويخزن حتي عندما يثور يكون هلاك ودمار علي جلاديه وأتعجب دائماً من ذلك فلم أشاهد أو أسمع عن جمل بهذه الصفات الخرافية يخزن كل هذا ...؟ إلا لو كان جملاً خشبياً لا حياة فيه ولا روح ولا إحساس ..! 40ألف تونسي و 90 شهيد أعطونا درس في التغيير الشعبي لأول مرة في العالم العربي في تونس وسقوط الرهان علي التغيير السلمي عبر الانتخابات المزورة هي رسالة صارخة للإخوان المسلمين وكفاية و6 إبريل والحملة الشعبية لدعم البرادعي وكل الشرفاء أن التغيير من الشارع وأن 200 ألف مصري في ميدان التحرير لمدة أسبوع وسيزدحم مطار القاهرة بعشرات الطائرات الهاربة ..؟ وصدق من قال لو كانت الانتخابات بتغير لألغوها !! تغيرت تونس بانتحار مواطن تونسي واحد ...فكم منتحر مصري تحتاجهم مصر لكي تتغير ...! بل كم مصري عنده الاستعداد لكي يضحي لتتغير مواضيع ذات صلة 1. المهندس هيثم أبو خليل: الرئيس يلطم وجوهنا..!! 2. المهندس هيثم أبو خليل يكتب عن : زمن التعذيب الجميل أيام الكهربا اللي بتلسع وما تموتش 3. هيثم أبو خليل : تفخيخ وطن ....! 4. هيثم أبو خليل : شتّامة بالكهربا 5. المهندس ايمن خليل : عبقرية مجتمعات الهلس