تفرض السلطات الصينية السبت رقابة صارمة على المعلومات المتعلقة بقضية جو كايلاي زوجة المسؤول الصيني السابق بو تشيلاي التي اعترفت هذا الاسبوع بدس السم لبريطاني في عملية قتل تسربت تفاصيل جديدة عنها. وجرت محاكمة جو واربعة من كبار ضباط الشرطة اتهموا بالتواطؤ معها، الجمعة. وستصدر الاحكام في موعد لم يحدد بعد. وبعدما اوضحت انها تعاني من اكتئاب وانها عاشت "كابوسا"، اعترفت المحامية السابقة المعروفة دوليا بانها قتلت نيل هايود رجل الاعمال الذي بقي لفترة طويلة قريبا من عائلة بو قبل ان تتوتر العلاقات بينهما. وجرى قتل رجل الاعمال مساء احد ايام نوفمبر 2011 في فندق فخم في شونجكينج المدينة الكبيرة التي كانت بادارة بو تشيلاي. وقالت المتهمة في تصريحات نشرت مساء الجمعة ان "هذه القضية سببت اضرارا كبيرة للحزب والبلاد ومن واجبي تحمل مسؤولية ذلك". ويبدو انها كانت تعاني من "اضطرابات نفسية" لادمانها على ادوية مخصصة للصحة العقلية. وتخضع كلمات "جو كايلاي" و"بو تشيلاي" و"نيل هايود" للرقابة على محركات البحث على الانترنت اليوم السبت. وتلقت الصحف الكبرى تعليمات واضحة بعدم استخدام اي مادة غير تلك التي تنشرها وكالة انباء الصين الجديدة بشأن هذه القضية، كما يحدث عادة في المسائل الحساسة. ونشرت هذه الوكالة في وقت متأخر من الجمعة محضرا طويلا من اكثر من 3500 كلمة للمحاكمة. ويتضمن هذا المحضر عناصر جديدة تشير الى ان غو قتلت الرجل بدم بارد ولا سيما عندما اعدت بعناية محلولا يحوي مادة السيانيد التي مزجتها بالشاي والنبيذ ونقلتها الى غرفى هايود. وبينما كان البريطاني ثملا الى حد انه تقيأ وبقي ممددا على سريره، جلست بقربه وسكبت السائل القاتل في فمه وهي تحدثه. ولتوحي بان الحادث انتحار او عرضي بعثرت ادوية حول سريره وغادرت المكان بعدما علقت على باب الغرفة لافتة صغيرة كتب عليها "الرجاء عدم الازعاج". وقال صيني حضر الجلسات الخميس بينما لم يسمح لوسائل الاعلام الاجنبية بدخول القاعة، طالبا عدم كشف هويته انها اعترفت في اليوم التالي بجريمتها لوانج ليجون قائد شرطة شونجكينج حينذاك والذراع اليمنى لزوجها. وقد قام هذا الضابط بتسجيل الحديث ثم جاء بعينات من انسجة جثة البريطاني. وبعد ثلاثة اشهر وبعدما لم يعد بو تشيلاي راضيا عنه، قام هذا الشرطي المعروف باساليبه القاسية بكشف كل ما يعرفه لدبلوماسيين اميركيين. وانفجرت القضية في هذه الاثناء واقيل بو تشيلاي ما سبب سلسلة من الصدمات التي بلغت رأس هرم النظام الشيوعي. وشبه البعض هذه المحاكمة بالمحاكمة السياسية لعصابة الاربعة وهم ارملة ماو تسي تونغ وثلاثة مسؤولين صينيين آخرين اوقفوا واقيلوا من مناصبهم وتمت محاكمتهم بعد وفاته. ويرى الخبراء ان تنظيم هذه المحاكمة يعني ان القيادة الصينية توصلت الى توافق حول طريقة معالجة ملف بو تشيلاي. واثارت اقالة بو تشيلاي من منصبه كسكرتير اقليمي للحزب الشيوعي الصيني فضيحة تشبه وقائعها حبكات افلام الاثارة الهوليودية التي تختلط فيها المؤامرات البوليسية بالتطورات الدرامية. ويواجه بو تشيلاي الذي قام بالترويج للافكار الماوية و"الثقافة الحمراء" اتهامات من الحزب نفسه "بارتكاب مخالفات مسلكية كبيرة" خلال حملته على المافيا في منطقته. Comment *