أعرب حزب المصريين الأحرار عن مخاوفه وقلقه العميق من خطر احتكار تيار أو جماعة لكل السلطات، بما يحمله ذلك من مخاطر تحويل مصر لدولة دينية يحكمها المرشدون والأئمة وأمراء الطوائف والمذاهب والمرجعيات العليا المقدسة، وحذر في الوقت نفسه من محاولات عسكرة الحياة السياسية المصرية وإعادة إنتاج النظام القديم بكل ممارساته القمعية والأمنية، وذلك على خلفية وصول كل من محمد مرسي مرشح جماعة الإخوان المسلمين وأحمد شفيق آخر رئيس وزراء للرئيس المخلوع للجولة النهائية لانتخابات الرئاسة. وأوضح "المصريين الأحرار" في بيان له اليوم أن ثورة 25 يناير لم تقدم كل هذه التضحيات لكي يخير المصريون في النهاية بين حكم جماعة أو عودة النظام القديم، لافتة إلى أن هذه النتيجة لا تلبى أحلامه وتطلعات المصريين في بناء الدولة المدنية الحديثة المتحررة من ثنائية الاستبداد الديني والعسكري، كما تحمل في طياتها مخاطر تهدد بإقصاء قوى الثورة، وبعودة ممارسات الاستعباد والاستبعاد القديمة ضد التيار المدني الرافض لزواج السلطة بالثروة، أو تستر السلطة بالدين. وأكد الحزب تمسكه بمبادئه العليا وبنضاله من أجل إرساء نظام مدني ديمقراطي يقوم علي سيادة القانون والمواطنة ويعمل علي تحقيق أهداف الثورة، وفي مقدمتها العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية وعدم المساس بحقوق المرأة وبالحريات الخاصة والعامة، ومنها حريات العقيدة والعبادة والتعبير والمساواة الكاملة بين المواطنين في تولي جميع مناصب الدولة. وشدد "المصريين الأحرار" على التزامه المطلق بمواصلة النضال ضد كافة أشكال الفساد السياسي والإرهاب الفكري والديني وكل محاولات فرض الفاشية الجديدة باسم الحكم الإلهي أو باستغلال حاجة الناس للأمن والاستقرار. وتعهد الحزب بمواصلة النضال بالتنسيق مع كافة القوى المدنية لاستكمال أهداف ثورة 25 يناير، والحفاظ على المكتسبات الديمقراطية للشعب المصري، من التعددية، والانتخابات الحرة الخالية من ممارسات تزوير الإرادة وشراء الأصوات، وتوفير الضمانات لإدلاء المصريين بالخارج بأصواتهم، وتحديث وتطوير قاعدة بيانات الناخبين. وأكد الحزب ثقته في الشعب المصري وفي قدرته علي حماية دولته المدنية وهويته الحضارية، حتى وإن تكاثفت عليه الغيوم وتكالبت عليه قوى الفساد والظلام في غفلة من الزمن، داعيا كل مصري أن يؤدي المسئولية الملقاة على عاتقه بالإدلاء بصوته بما يمليه عليه ضميره كأفضل الخيارين للحفاظ على مصر، وتمكينها من استكمال مسيرتها نحو التقدم واللحاق بدول العالم الأول لتتبوأ المكانة التي تستحقها. ودعا المصريين الأحرار كافة القوى والأحزاب المدنية المصرية إلى الانتباه للمؤامرة التي تحاك ضد دستور مصر القادم، مؤكدا أنه القضية الأهم والأكبر من الرئيس والرئاسة، وأنه يجب أن تقوم علي كتابته جمعية يتم تشكيلها بمعايير وطنية توافقية تضمن التمثيل العادل لكل عناصر المجتمع، وألا تحتكره الأغلبية، خاصة بعد أن تأكدت أغلبية الإسلام السياسي بعد الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، أن الأغلبية متغيرة وليست أبدية، وأن المصريين يستطيعون أن يسحبوا تأييدهم ويسقطوا الشرعية عن أي تيار سياسي مهما كانت قوته في أي لحظة. الحزب: ثنائية الاستبداد الديني والعسكري تحمل في طياتها مخاطر تهدد بإقصاء قوى الثورة وعودة ممارسات الاستعباد والاستبعاد القديمة الحزب يدعو للانتباه لأزمة الدستور ويدعو الناخبين للإدلاء بصوتهم لأفضل الخيارين للحفاظ على مصر