* رسالة : ابنة أمير قطر تنصحه باللجوء للدوحة.. وبشار لزوجته: أفضل إصلاح أن تخبريني بمكانك * رسالة حب منسوبة لزوجة الأسد: إذا كنا قويين معا.. سوف نتغلب على هذا معا.. أحبك * الجارديان نقلا عن الرسائل: الأسد كان يطلب المشورة من إيران حول سبل مواجهة الانتفاضة ضد حكمه * ابنة أمير قطر: إما أن يحصل الزعماء على اللجوء أو يتعرضون للهجوم.. إنها فرصة طيبة للرحيل وبدء حياة أخرى
كتب – عبدالله صقر ووكالات: نشرت الجارديان رسائل حب الكترونية منسوبة لبشار الأسد وزوجته فيما نفى التليفزيون السوري نسبتها إليه.. وقالت الصحيفة البريطانية إن مجموعة من رسائل البريد الالكتروني من الحساب الشخصي لكل من الرئيس السوري بشار الأسد، وزوجته أسماء وصلت إليها عبر ناشطين سوريين بعد اختراقه مؤخرا .. وأظهرت الرسائل المنسوبة لبشار أنه كان يطلب المشورة من إيران حول سبل مواجهة الانتفاضة ضد حكمه وانه تندر بشأن وعوده بالإصلاح الذي وصفها “قوانين الزبالة”. وكشفت رسالة من ما يقدر بنحو ثلاثة ألاف رسالة الكترونية حصلت عليها “الجارديان” من عضو في المعارضة السورية، أن ابنة لأمير قطر -التي كانت من أشد الدول العربية انتقادا للأسد- نصحته ونصحت عائلته بمغادرة سوريا في يناير. قالت الصحيفة إن الرسائل من حسابات شخصية للأسد وزوجته أسماء وإنها واثقة من صحتها. كما أظهرت مدى عزلة عائلة الأسد عن الانتفاضة التي تهدد بدفع سوريا إلى حرب أهلية. وتم تتبع هذه الرسائل والحصول عليها من يونيو في العام الماضي حتى أوائل فبراير، بينما كان الأسد يقمع معارضيه في انتفاضة قدرت الأممالمتحدة أنها أسفرت عن مقتل ثمانية ألاف شخص. أظهرت بعض الرسائل أن أسماء زوجة الأسد البريطانية المولد كانت ترتب لشراء وحدة إضاءة من تصميم أرماني من متاجر هارودز الفاخرة في لندن، وأنها أرسلت طلبات لشراء حلي من باريس وكانت تتابع تسليم أثاث إلى دمشق. لكن رسالة أرسلتها أسماء إلى زوجها في أواخر ديسمبر بها مؤشر لمدى التوتر الذي يعيشه الاثنان في الوقت الذي تصاعدت فيه الضغوط الدولية على السلطات السورية لوقف العنف. حيث جاء في هذه الرسالة: “إذا كنا قويين معا.. سوف نتغلب على هذا معا.. أحبك...”. وتظهر الرسائل فيما يبدو أن الأسد تلقى المشورة من إيران أو الجماعات التابعة لها أكثر من مرة. وقبل الكلمة التي ألقاها الأسد في ديسمبر، أعد مستشاره الإعلامي قائمة طويلة بالموضوعات، وقال أنها استندت إلى “مشاورات مع عدد لا بأس به من الناس إلى جانب الإعلام والمستشار السياسي للسفير الإيراني”. وكتب المستشار يقول كما ورد في صحيفة الجارديان “أعتقد أن اللغة يجب أن تكون قوية وعنيفة لان الناس في حاجة إلى أن يروا رئيسا قويا يدافع عن البلاد”، وإظهار التقدير للدعم الذي أبدته “دول صديقة”. كما نصحت المذكرة التي نشرت الصحيفة مقتطفات منها حكومة الأسد بأن “تسرب المزيد من المعلومات المتعلقة بقدرتنا العسكرية” لإقناع الرأي العام بأنه بالإمكان مواجهة أي تحديات عسكرية. وفي إطار تندره على الإصلاح وردا على رسالة بعثتها له زوجته في يوليو تخبره أنها ستفرغ مما تقوم به الساعة الخامسة مساءا، قال مازحا: “هذا أفضل إصلاح يمكن أن يحدث في أي بلد.. أن تخبريني بمكان وجودك. سنتبنى هذا بدلا من سخافات قوانين الأحزاب والانتخابات والإعلام”. وقالت الصحيفة إن رسالة قيل إن ابنة أمير قطر أرسلتها إلى أسماء تشير إلى أن الدوحة يمكن أن تكون مكانا للزعيم السوري لطلب اللجوء هو وعائلته. وكتبت مياسة آل ثاني ابنة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني تقول لأسماء في 30 يناير، “أتمنى فقط أن تقنعي الرئيس بأن يقبل هذا كفرصة للخروج دون أن يكون مضطرا لمواجهة اتهامات”. وأضافت الرسالة طبقا لما ورد في الصحيفة البريطانية “بالنظر للتاريخ وتصاعد الأحداث الأخيرة.. رأينا نتيجتين.. إما أن يتنحى الزعماء ويحصلون على اللجوء السياسي وإما يتعرض الزعماء لهجوم وحشي. أعتقد حقا أن هذه فرصة طيبة للرحيل وبدء حياة أخرى طبيعية”. وتابعت الرسالة “أنا متأكدة أن هناك أماكن كثيرة يمكن اللجوء إليها بما في ذلك الدوحة”. واستبعد الأسد ترك السلطة تحت الضغط ووصف معارضيه بأنهم “إرهابيون” و”عصابات مسلحة” يقول أنهم أدوات لمؤامرة أجنبية تهدف للإطاحة به. كما كشفت الرسائل التي تم تسريبها من قبل ناشطين سوريين من حسابات بريد إلكتروني خاصة بالأسد وزوجته السيدة أسماء، أن الأسد تلقى تقارير عن وجود صحفيين أجانب في حي بابا عمرو في حمص، وأصدر توجيهات بناء على ذلك في نوفمبر الماضي تقضي ب”تشديد القبضة الأمنية” على المدينة وبابا عمرو بالذات. وتبين الرسائل أن الأسد خلال الانتفاضة السورية قام بتشكيل حلقة من المساعدين الثقاة الذين يرفعون تقاريرهم إليه شخصيا متخطيا بذلك الأجهزة الأمنية وأعضاء طائفته العلوية، الأمر الذي يعتبر تطورا هاما في طريقة عمل النظام السوري، ومؤشرا على شعوره بالخطر الداهم. كانت الرسائل الإلكترونية التي تم رصدها تستخدم نظاما بريديا خاصا بموقع اسمه الشهباء دوت كوم، وهي مجموعة شركات تابعة للنظام السوري لها مكاتب في دبيولندن. وقد تم اختراق نظام الرسائل الإلكترونية للموقع في شهر يونيو الماضي واستمر الناشطون بالتمتع بدخول حر وكامل للحسابات البريدية ونسخ كل شيء موجود فيها. استمر هذا الوضع حتى تم اكتشاف الاختراق في فبراير الماضي، أي بعد ستة أشهر. وتلقي الرسائل الضوء على قيام الأسد بتشكيل لجنة من المستشارين لوضع إستراتيجية إعلامية وكيفية مواجهة موجة الانتقادات العالمية المتصاعدة ضد قمعه للانتفاضة الشعبية السورية المطالبة برحيله عن السلطة، والتي ذهب ضحيتها حوالي عشرة آلاف سوري إلى حد الآن حسب تقديرات حديثة. وقد منح اختراق حسابات البريد الإلكتروني للأسد فرصة للناشطين لتحذير زملائهم في دمشق من نوايا النظام السوري في مناسبات عديدة. وقد وفر الاختراق معلومات هامة وحساسة عن النظام السوري ورئيسه، ومن بينها رسائل من رجل أعمال لبناني يتمتع بصلات وثيقة مع النظام الإيراني وحزب الله اسمه حسين مرتضى. وقد قام مرتضى طبقا للرسائل بالكتابة إلى الرئيس الأسد بعد حادثة انفجار سيارتين في دمشق قبيل وصول المراقبين العرب، وحثّ مرتضى الأسد على التوقف عن اتهام القاعدة بتدبير انفجارات السيارات المفخخة، وأفاد مرتضى بأن اتصالات وردته من إيران وحزب الله توافقه الرأي ووصف اتهام القاعدة بأنه خطأ إعلامي تكتيكي يصب في مصلحة الولاياتالمتحدة والمعارضة السورية. يذكر أن إيران وحزب الله قد كانا متهمين طوال سنة -هي عمر الانتفاضة السورية ضد الأسد-، بأنهما يقدمان دعما عمليا على الأرض لنظام الأسد، مثل إرسال مقاتلين وخبراء تقنيين لتعقب الناشطين السوريين الذين يستخدمون الإنترنت، إلا أن كلا من إيران وحزب الله قد دأبا على إنكار تلك التهم. من جهة أخرى كشفت المراسلات المسربة أن الأسد اعتمد بشكل كبير على امرأتين سوريتين درستا في الولاياتالمتحدة، في مجال الاستشارات الإعلامية. وتظهر المراسلات أن المرأتين هما شهرزاد الجعفري وهديل العال واللتان دأبتا على إحاطة الأسد بأهمية التواصل على شبكة الإنترنت. وكان التلفزيون السوري قد أفاد في فبراير بعد اكتشاف الاختراق وقبل نشر الرسائل المسربة أن العناوين الخاصة بموقع الشهباء دوت كوم لا تمت بصلة للرئيس الأسد وذلك في محاولة لنزع الثقة عن أي تسريبات مستقبلية. وقالت الجارديان أنها بذلت مجهودات كبيرة للتحقق من صحة الرسائل من خلال مقارنة محتوياتها مع الحقائق المعروفة ووسائل تحقق أخرى منها الاتصال بعشرة أفراد ظهرت مراسلاتهم بين الرسائل المسربة. وقالت الصحيفة “هذه الإجراءات تظهر أن الرسائل حقيقية لكن لم يتسن التحقق من كل واحدة.”