تحتل مصر حاليًّا المركز الأول فى إنتاج التمور على المستوى العالمي. ويقدر إنتاجها السنوى بحوالى 5.1 مليون طن، ما يعادل 17.7% من الإنتاج العالمى المقدر ب 7.5 مليون طن، وينتج من تلك التمور ما يعادل 1.25مليون طن بذور "نوى"، حيث إن وزن البذرة يمثل 25% من وزن ثمرة البلح، وتزامنًا مع ارتفاع أسعار الأعلاف اتجهت الدولة لاستغلال ما هو متاح من المخلفات الزراعية لتنمية الثروة الحيوانية؛ في محاولة لسد الفجوة الغذائية من اللحوم. يعتبر نوى البلح، وهو أحد المخلفات الرئيسية لتصنيع التمور، من الثروات المهدرة، وقد بدأ مؤخرًا استخدام تلك المادة كعلف حيواني في العلائق المركزة للمجترات، أو كأعلاف تكميلية لحيوانات المراعي، بعد أن أثبتت الدراسات احتواءها علي نسبة عالية من الطاقة الغذائية، تعادل تقريبًا الطاقة الموجودة في مصادر العلف التقليدية كالذرة والشعير ونخالة القمح. ومن جانبه قال الدكتور يوسف حسين بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني إن تغذية الحملان على أعلاف تحوي بين مكوناتها نوى البلح أدت إلى خفض تكاليف التغذية بنسبة 27% عن التغذية على أعلاف تقليدية، مما يحقق ربحية اقتصادية أعلى، بالإضافة لتوفير الأعلاف المركزة التقليدية للدواجن. وأوضح حسين أن السبب فى اللجوء إلى تغيير مكونات العلائق والخروج عن المعتاد منها هو ارتفاع أسعار الأعلاف بشكل عام، والمركزة منها بشكل خاص منذ عام 2005 ، والذى أدى إلى ارتفاع أسعار المنتجات الحيوانية خاصة اللحوم، وذلك نظرًا لاعتماد حيوانات التسمين على الأعلاف المركزة بشكل أساسى، عكس حيوانات اللبن التى تعتمد فى تغذيتها على الأعلاف المالئة رخيصة السعر، علمًا بأن التغذية تمثل 75% من إجمالى تكاليف المشروع، ومن هنا فإن إيجاد أعلاف غير تقليدية رخيصة الثمن عالية القيمة الغذائية لتسمين الحملان سيحقق ربحية أعلى، وفى نفس الوقت يتم توفير الأعلاف المركزة التقليدية للدواجن. وقال الدكتور محمود سلامة، استشارى تغذية الحيوان والدواجن، إن نواة البلح سواء الطازج منها أو الجاف أو النصف جاف، تمثل 25% من حجم الثمرة، ولكي نستخدمها في تغذية الحيوان يجب أن يكون خالية من العفن والمواد الغريبة، وألا تقل نسبة البروتين الخام بها عن 7%، ونسبة الرطوبة عن 8%، والألياف الخام عن 40% ، والرماد الخام عن 9%. وأكد سلامةأن الدراسات أثبتت أن لنواة البلح تأثيرًا إيجابىًّا على معدلات الزيادة في الوزن لحيوانات التسمين، وذلك لوجود هرمونات نمو طبيعية واحتوائها على الكربوهيدرات ونسبة من الدهون والبروتين داخلها، وهذا يساعد في زيادة معدلات نمو الحيوان عن طريق زيادة مستوى الأحماض الأمينية بالدم والإسراع في دخول تلك الأحماض إلى الأنسجة المختلفة بالجسم، كما لوحظ أن لنواة البلح تأثيرها الهرموني على أداء العمليات التناسلية في إناث الحيوانات، حيث يسهل عملية الوضع إذا كانت نسبته لا تتجاوز 25% من مجموع العليقة المركزة للحيوان. وأوضح أستشاري تغذية الحيوان والدواجن أنه لا يتم استخدام نوى البلح فى صورته الأولية، وإنما يتم وضعه في الماء أولاً لمدة 3 أيام على الأقل في مجرى مائي؛ لتقليل درجة صلابته، ثم يجفف بعد ذلك ويطحن، ويقدم للحيوان ضمن المكونات الأخرى للعليقة المركزة، أو يتم جرشه بواسطة كسارات من نوع خاص؛ لتتحمل صلابة النوى، ليصبح حجمه بعد عملية التكسير يتراوح بين 2-4 ملليمتر، وهو حجم مناسب يستطيع الحيوان تناوله، أو تحميصه ثم تكسيره بمجارش عادية، إلا أن تلك الطريقة تقلل من القيمة الغذائية للنوى.