ارتفعت أسعار أعلاف المواشي في الفترة الماضية مما أدي إلي ارتفاع أسعار اللحوم التي تجاوزت 60 جنيها للكيلو، حيث وصل سعر طن الاعلاف إلي 1950 جنيها بدلا من 1300 بزيادة 650 جنيها وارتفعت أسعار الردة إلي 1950 بدلا من 1400 بزيادة ،550 كما زاد سعر طن الكسب المركز إلي 980 جنيها بدلا من 840 جنيها وارتفع سعر العلف الطبي "علف الدواجن" إلي 1900 بدلا من 1700 جنيه. عدد من المتخصصين طالبوا بالاستفادة من المخلفات الزراعية وتدويرها لانتاج أعلاف بديلة عن المستوردة، حيث تستورد مصر نحو 75% من احتياجاتها من الأعلاف من الخارج ومعظمها من روسيا، في حين يقدر الانتاج المحلي بنحو مليوني طن فيما تقدر الاحتياجات بحوالي 6 ملايين طن. وقال د. حمدي سالم استاذ الاقتصاد الزراعي جامعة عين شمس إن ارتفاع أسعار الاعلاف مرتبط بارتفاع الاسعار العالمية، مؤكدا اننا نستورد أكثر من 75% من استهلاكنا من الخارج وان ارتفاع درجات الحرارة وتقلبات المناخ أدت إلي ارتفاع الاسعار عالميا ولفت إلي امكانية استبدال جزء كبير من الاعلاف المستوردة بأعلاف مصرية ناتجة عن طريق استخدام المخلفات الزراعية مثل قشر البرتقال ومخلفات عصير الطماطم بجانب قش الأرز، مشيرا إلي اننا نتوسع في استيراد أعلاف المواشي خاصة الخشن منها نظرا لأن انتاجنا منه لا يتعدي مليوني طن في ظل احتياجاتنا التي تتجاوز ال 6 ملايين طن ولفت د. سالم إلي ان المخلفات الزراعية لدينا تجاوز قيمتها 30 مليون جنيه ولا يستغل منها سوي 6 ملايين فقط. د. محمد عبدالحميد استاذ الاقتصاد الزراعي بكلية الزراعة جامعة عين شمس يري انه من المفترض إيجاد آلية من قبل وزارة الزراعة لزراعة الاعلاف حتي يمكن الاستغناء عن الاستيراد، مشيرا إلي ان المخلفات الزراعية لا تكفي أكثر من 15% من الفجوة الغذائية وأضاف ان أسعار اللحوم ارتفعت نتيجة لندرة عجول التسمين والتي ارتفعت أسعارها للضعف، حيث وصل سعر عجل التسمين إلي 5000 بدلا من 2500 جنيه نتيجة لارتفاع أسعار الاعلاف وزيادة التكلفة لافتا إلي ان هناك آلاف الاطنان من مخلفات عصير الطماطم وقشر البرتقال تصلح استخدامها كأعلاف للحيوان وتتساوي قيمتها الغذائية مع الاعلاف المستوردة وهناك الكثير من المخلفات التي يمكن استغلالها ايضا مثل مخلفات البسلة والبطاطس والخضار. من جانبه، يقول د. حمدي خطاب رئيس قسم الانتاج الحيواني بكلية الزراعة جامعة عين شمس إن المخلفات الزراعية يمكن استغلالها من خلال تجفيفها في وحدات مخصصة بمصانع المنتجات الغذائية، مشيرا إلي قلة تكلفتها مقارنة بالاعلاف المستوردة وأكد ان هذه الاعلاف تمثل عنصرا غذائيا مهما يعمل علي توازن العناصر الغذائية بالعلف مؤكدا ان هذه المخلفات توفر 20% من ثمن العلف. وطالب د. خطاب الدولة بالقيام بدورها لتيسير الطريق امام المستثمرين لانشاء مصانع تدوير المخلفات الزراعية والغذائية والتي يجب ان يلحق بها وحدة للتجفيف لتحقيق الاستفادة من هذه المخلفات، موضحا ان حجم المخلفات الزراعية يبلغ 30 مليون طن لا يستخدم منها سوي 4 ملايين طن، لافتا إلي ضرورة توافر عاملي الاستثمار والتكنولوجيا للوصول لاستفادة حقيقية من هذه المخلفات وأشار د. خطاب إلي ان نوي البلح أيضا يستخدم كبديل أساسي للذرة ولكننا لا نستخدمه لقلة انتاجه والذي يبلغ 20% فقط من الكمية الكلية للاعلاف بمصر، مشيرا إلي انه الآن توافرت ماكينات حديثة تقوم بطحن النوي ولا ينقصنا إلا الحاق وحدات لطحن هذا النوي وتدويره بمصانع العجوة" والتي أكد انها تتوافر بغزارة في الدول الخارجية ويتم الاستفادة منها إلي ابعد حد مما يعود علي الاقتصاد القومي لهذه الدول بالنفع. الدكتور هاني جادو استاذ الانتاج الحيواني بكلية الزراعة جامعة عين شمس كشف عن اكتشاف نوع من الانزيمات يطلق عليها "زادو" تساعد علي الهضم يتم انتاجها محليا ويضاف 40 جراما منها إلي كل حيوان ويخلط مع قشر البرتقال ومخلفات عصير الطماطم وقش الأرز تساعد هذه الخطة في حل أزمة ارتفاع أسعار الاعلاف الاضافة إلي زيادة الانتاج، مشيرا إلي ان هذه الانزيمات تزيد من وزن الحيوان 150 جراما يوميا وتزيد من كمية اللبن لتر ونصف اللتر يوميا بالاضافة إلي انها تعمل علي تقوية الجهاز المناعي للحيوان، كما انها تصلح لمقاومة حرارة