سياسة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في اليمن، كارثية، حيث تدعم إدارته الحملة السعودية لإعادة الرئيس اليمني المخلوع عبد ربه منصور هادي، إلى الحكم. وتشهد اليمن حربا أهلية مثل سوريا، وتسعى فيها الولاياتالمتحدة إلى الإطاحة بالحوثيين، دون ملء فراغ السلطة الذي قد يستفيد منه تنظيم القاعدة وفروعه الأخرى، كما أن السعوديين لا يجيدون تقدير مثل هذه الأشياء. وتقدم الولاياتالمتحدة منذ أكثر من عامين دعما لوجستيا واستخباراتيا للسعوديين، وفي نهاية ولاية الرئيس السابق، باراك أوباما، أرسل عددا صغيرا من جنود العمليات الخاصة إلى اليمن، أما ترامب، فزاد من وتيرة القصف الجوي في مارس الماضي، ليتخطى عدد الضربات التي شنها أوباما في عام واحد. يعد القصف السعودي على اليمن عشوائيا، حيث يشمل المستشفيات ومصانع إنتاج الأغذية، كما أن السعوديين يستخدمون القنابل العنقودية التي توفرها لهم الولاياتالمتحدة، ورغم ذلك، يسيطر الحوثيون الآن على المدن الجنوبية، ووصلت المعركة إلى طريق مسدود. الحكومة اليمنية التي يقودها الحوثيون لا تشكل خطرا على الولاياتالمتحدة، لكن التهديد الوحيد لواشنطن يكمن في فراغ السلطة باليمن، والذي سيقود إلى إنشاء معسكرات جديدة لتدريب القاعدة؛ إذ في الماضي كانت الحكومة الأمريكية قادرة على استهداف هذه المواقع بمساعدة من الحكومة اليمنية، لكن مع فوضى الصراع الراهنة، تتكاثر أعداد هذه المعسكرات. تسبب الصراع في خلق معاناة إنسانية تؤكد كذب الولاياتالمتحدة بأن تدخلها في الشرق الأوسط كان بدافع أخلاقي، فهناك ملايين المشردين في اليمن بسبب الحرب، كما أن الحصار السعودي للبلاد تسبب في أسوأ مجاعة بالعالم، وقاد إلى انتشار مرض الكوليرا، الذي يعد الأسوأ منذ عقود، حيث أصاب 300 ألف شخص حتى الآن. أكدت الحرب كذب الخطاب الأخلاقي في السياسة الخارجية الأمريكية، حيث يشجب الأمريكيون مساندة روسيا للرئيس السوري بشار الأسد، بينما تساعد بلادهم السعودية في قصف المستشفيات اليمنية. لدى الحروب تكاليف أخلاقية حقيقية، لكن الموجودة في اليمن مرتفعة بشكل خاص، حيث البلد الأفقر على وجه الأرض. كانت إدارة أوباما تنتقد علنا السعوديين من الحين للآخر، لكن ذلك لم يبطئ وتيرة التعاون الأمريكي، كما لم يشكل عائقا في العلاقات بين البلدين. يبدو أن الحروب المتزايدة وسيلة الولاياتالمتحدة للاعتذار إلى السعوديين عن الاتفاق النووي الإيراني، لكن واشنطن لها نفوذ كبير على السعوديين، ويجب أن تستخدمه لإقناعهم بتخفيف قبضتهم على اليمن، وإنهاء هذا الصراع. حظى ترامب بترحيب ملكي في السعودية، حيث تم تعليق صوره في كل مكان، لكن في الحقيقة السعودية، مصدر للمشاكل في كل مكان، حيث تروج لعقيدتها الوهابية وتمول رجال الدين المتطرفين في أنحاء العالم. المقال من المصدر: اضغط هنا