تشهد علاقة مصر بالسلطة الفلسطينية خلافات وصراعات مكتومة، في ظل حديث عن تفاهمات بين القاهرة وحماس، وتنسيق مع عضو اللجنة المركزية لحركة فتح المفصول، محمد دحلان، لكن هجوم أمين سر فتح والقيادي الفلسطيني المحسوب على السلطة، جبريل الرجوب، على مصر، زاد الأمور اشتعالا، ما يطرح تساؤلات حول مستقبل العلاقة المصرية الفلسطينية. تصريحات الرجوب تؤكد أن الأزمة بين مصر والسلطة الفلسطينية جاء على خلفية التفاهمات المصرية الحمساوية الأخيرة، حيث قال «أخطأت وتصرفت القاهرة بشكل غير صحيح وغير مستقيم حين استضافت لقاءات مسؤولي حماس وفريق القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان»، مضيفًا أن الفلسطينيين عاتبون على مصر، وكان الأجدى بالقاهرة جمع حركتي فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية مع حماس، بدلا من جمع الأخيرة مع دحلان. كما قرأت التصريحات في إطار غضب فلسطيني واسع من موافقة مصر على إرسال مليون لتر من السولار إلى غزة، وكأنها رد على محاولات السلطة الفلسطينية بمعاقبة حماس على وقف دفع فواتير الكهرباء الخاصة بالقطاع للجانب الإسرائيلي، حيث صور التحرك المصري الحكومة الفلسطينية على أنها مسؤولة عن معاناة القطاع بسبب قطع كهرباء. ويشهد قطاع غزة أزمة كهرباء خانقة منذ توقّف محطة توليد الكهرباء مجدداً عن العمل تماماً، قبل نحو شهرين؛ بسبب عودة فرض الضرائب على الوقود الخاص بالمحطة من حكومة الوفاق الفلسطينية، بعد انتهاء وقود منحتي قطر وتركيا، حيث يحتاج القطاع نحو 450 ميجاوات يومياً. وبعد رفض الحكومة الفلسطينية توريد الوقود لمحطة توليد الكهرباء في الشهور القليلة الماضية، وتقليص كميات الكهرباء التي تزود بها غزة، تواردت أنباء في فلسطين عن رفض مصري لتعويض هذا الوقود حتى خرجت قيادات من حركة فتح ونفت الأمر جملةً وتفصيلاً، مع التأكيد على التنسيق المصري الفلسطيني لأي خطوات تجاه غزة، لكن جاء سماح القاهرة بإدخال وقود لمحطة توليد الكهرباء عبر معبر رفح بمثابة مفاجأة للجميع، خاصة السلطة الفلسطينية. ورغم تأكيد السفير الفلسطيني لدى مصر، زيارة الرئيس محمود عباس، للقاهرة الأسبوع المقبل لمناقشة القضايا المشتركة وبحث الأوضاع المستعجلة والمهمة على الساحتين الفلسطينية والعربية، لكن تم تسريب خبر في الصحافة الإسرائيلية عن إلغاء الزيارة، بعد استمرار تطاول الرجوب على مصر ولقائه بالقنصل الأمريكي الذي خرج منه معلومات قد تؤثر على العلاقات المصرية الفلسطينية. أحد المواقع العبرية، أكد أن لقاء ثلاثيا عقد بين القنصل الأمريكي العام في القدسالمحتلة، دونالد بلوم، وأمين سر حركة فتح، جبريل الرجوب، ورئيس جهاز الشاباك الإسرائيلي، نداف أرجمان، في منطقة أريحا بالضفة المحتلة، موضحا أن الاجتماع جاء بطلب من السلطة الفلسطينية لمناقشة تداعيات موقف مصر من التفاهمات الأخيرة التي جرت بين كل من حماس ودحلان برعاية مصرية. وأكد الموقع أن الرجوب طلب من القنصل الأمريكي توضيح موقف بلاده من تصرفات القاهرة التي تتصرف بمعزل عن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه حماس وتعزيز وجودها في غزة، كما أشار الرجوب خلال اللقاء إلى وجود توافق بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل في مجمل الإجراءات التي اتخذتها السلطة مؤخرًا تجاه القطاع للتضييق على حماس، ووعد أرجمان بأن تطلب الإدارة الأمريكية توضيحات من الرئاسة المصرية حول ما أشيع عن هذه التفاهمات. وقال أيمن الرقب، القيادي الفتحاوي، إن تصريحات الرجوب وهجومه المستمر على مصر، يأتي في إطار علاقته القوية مع الإدارة القطرية، مؤكدا أن الدوحة تعمل على تجهيز الرجوب ليكون الرئيس الفلسطيني القادم، خلفًا لأبو مازن، موضحا أن التفاهمات الأخيرة التي وقعت بين مصر وحركة حماس ودحلان ستقف في طريقه للوصول إلى السلطة.