* استشهاد 74 مدنيا على الأقل في حمص غداة زيارة لافروف للأسد وإعلانه أنه يريد “السلام” عواصم- وكالات: قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه اليوم الأربعاء إن الوعود التي قدمها الرئيس السوري بشار الأسد لروسيا بإجراء إصلاحات وإنهاء الحملة العنيفة على الاحتجاجات المستمرة منذ 11 شهرا “تحايل”. وأضاف قائلا لإذاعة فرانس انفو لدى سؤاله إن كان الأسد سيفي بوعوده: “هذا تحايل ولن ينطلي علينا”. ومن جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن نتيجة أي محادثات بشأن إنهاء إراقة الدماء في سوريا يجب ألا تحدد مسبقا فيما يكشف التزام موسكو بمعارضتها للضغط الغربي والعربي على الأسد كي يتخلى عن السلطة. وجاءت تصريحات لافروف في مؤتمر صحفي في موسكو بعد محادثات مع وزيرة الخارجية الباكستانية. وتشير التصريحات إلى أن روسيا التي استخدمت حق النقض (الفيتو) ضد مسودة قرار بمجلس الأمن يدعم دعوة من الجامعة العربية لتنحي الأسد لم تغير موقفها بشأن سوريا بعد اجتماع لافروف مع الأسد في دمشق يوم الثلاثاء. وفي الغضون، أعلن أحمد داود أوغلو وزير الخارجية التركي أن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان سيبحث الوضع في سوريا مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف عبر الهاتف في وقت لاحق اليوم الأربعاء. وكان أردوغان أعلن أمس أن بلاده تعد مبادرة جديدة مع دول تعارض حكومة دمشق. وفي داخل سوريا، قال نشطاء من مدينة حمص ومصادر بالمعارضة إن قوات مدرعة تابعة للأسد توغلت في مدينة حمص بوسط سوريا اليوم وهي تطلق قذائف صاروخية وقذائف هاون مما أسفر عن مقتل 74 مدنيا على الأقل في الساعات الثمانية الماضية. وجاءت محاولات قوات الأسد لإخضاع الاحياء المناوئة له في حمص بعد يوم من إعلان روسيا أن الرئيس السوري يريد السلام. وذكر نشطاء أن الدبابات دخلت حي الإنشاءات واقتربت من منطقة بابا عمرو التي كانت هدفا لأعنف قصف من قوات الأسد والذي أسفر عن مقتل 100 مدني على الأقل خلال اليومين الماضيين. وقال النشط محمد الحسن من حمص “الدبابات الآن عند مسجد القباب والجنود دخلوا مستشفى الحكومة في الإنشاءات. واقتربوا أيضا من بابا عمرو ويسمع الآن القصف على كرم الزيتون والبياضة.” وأضاف أن الكهرباء عادت لفترة وجيزة وأمكنهم الاتصال بالعديد من الأحياء لأن النشطاء هناك تمكنوا من إعادة تشغيل هواتفهم. وقال إنهم أحصوا مقتل 74 شخصا منذ منتصف الليل. واستمرت الهجمات على حمص على الرغم من حصول روسيا على وعد من الأسد بإنهاء إراقة الدماء وذلك في حين تسعى الدول الغربية والعربية لزيادة عزلة الأسد في أعقاب الهجوم على المدينة. وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء إن “مجموعة إرهابية مسلحة” هاجمت حواجز تفتيش للشرطة على الطرق في حمص وأطلقت قذائف الهاون على المدينة وان ثلاثة منها سقطت على مصفاة نفط حمص وهي إحدى مصفاتين في البلاد. ولم تذكر تفاصيل عن أي أضرار. ووردت أيضا أنباء عن قصف بقذائف الدبابات للزبداني وهي بلدة يعيش فيها 20 ألف نسمة وتبعد 30 كيلومترا إلى الشمال الغربي من دمشق. وتقع البلدة على سفح جبال تفصل سوريا عن لبنان حيث كانت المقاومة للأسد الأعنف في البلاد. وقال نشطاء إن شخصين قتلا في القصف يوم الثلاثاء وقالت وسائل الاعلام الحكومية إن “أربعة من أفراد القوات الخاصة قتلوا في سهل الزبداني في ريف دمشق ... وأن الاشتباك أدى إلى مقتل عدد من الإرهابيين.” وشن ما يقدر بنحو 150 دبابة وآلاف الجنود هجوما على الزبداني في الأسبوع الماضي بعد انسحاب قوات الأسد الشهر الماضي نتيجة هدنة تم التوصل إليها بين صهر الأسد وأعيان البلدة. ويقول زعماء للمعارضة أن إراقة الدماء تعني أن تقديم الأسد أي تنازلات فات أوانه وأن الوقت قد حان لتفكيك الدولة البوليسية القائمة منذ نحو 50 عاما. وقال كمال اللبواني الزعيم المعارض في المنفى إنه من المستحيل على الأسد أن يحكم بعد قصف مدنه وبلداته. وأضاف أنه يصعد في استخدام قوته العسكرية إما لإغراق سوريا في الفوضى أو لتحسين موقفه التفاوضي. ومضى يقول إنه لا يمكنه الانتصار عسكريا وأن القصف قتل مدنيين بالأساس. وأضاف أن المقاتلين في حمص ومدن أخرى يتسللون بعيدا لكنهم سيعودون وأن قوات الأسد يمكنها دخول بابا عمرو أو الزبداني لكنها لا يمكن أن تبقى هناك وقتا طويلا قبل أن تتلقى ضربة موجعة. ومضى اللبواني يقول إن موسكو إما أنها ستتوسط لتشكيل مجلس عسكري انتقالي ليحل محل الأسد وإما ستساعد الأسد على إقامة منطقة للأقلية العلوية. وقال عامر فقيه وهو نشط في ضاحية حرستا بدمشق “نحن تحت الاحتلال. الجيش ينهب المتاجر والمنازل ويسرق حتى الحشايا. قطعوا الكهرباء والهواتف لعشرة أيام الآن.. تندر المياه والوقود. أي أحد يجرؤ على الخروج للشارع بعد السادسة مساء يتعرض لخطر إطلاق النار عليه على الفور.” وعلى الرغم من القمع تحدث نشطاء عن قيام مظاهرات ضد حكم الأسد في أنحاء البلاد بما في ذلك محافظة السويداء الجنوبية التي تضم نسبة كبيرة من الدروز الذين ظلوا على الحياد بصورة كبيرة خلال الانتفاضة.