يستعد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لإجراء أول زيارة خارجية له نهاية الأسبوع الجاري، وستكون السعودية وجهته الأولى، ما دفع العديد من المنظمات الإنسانية لمطالبته بشكل عاجل المساعدة في وقف الأزمة الواقعة في اليمن، التي ستقود إلى كارثة. نحو سبعة ملايين شخص في اليمن يواجهون المجاعة، و17 مليونا آخرين بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، نتيجة عامين من القتال والحرب بين التحالف الذي تقوده السعودية ضد اليمن، وبخلاف الحرب أعلنت وزارة الصحة في العاصمة صنعاء يوم الأحد الماضي، حالة الطوارئ بعد ظهور وباء الكوليرا، الذي قتل أكثر من 100 شخص في البلاد خلال الأسبوعين الماضيين، فضلا عن نقص الأدوية وترك المرضى في وضع صعب داخل المستشفيات. وفي السياق، قال الرئيس الجديد لمنظمة الغذاء التابعة للأمم المتحدة، ديفيد بيرسلي: "إنه الوقت المناسب جدا لتمارس الولاياتالمتحدة ضغوطا على جميع الأطراف بما فيها السعودية.. وعلينا إعادة تقييم كل شيء نفعله حتى نضع نهاية للصراع". ويرى المراقبون أن قرار ترامب بالتوجه إلى الرياض في أول جولاته الخارجية، يشير إلى رغبته في تقوية الروابط التي أضعفتها الإدارة السابقة، وحتى يصل إلى ذلك، قال المسؤولون في واشنطن، إن الإدارة عليها إكمال مبيعات الأسلحة للسعودية، التي تبلغ قيمتها أكثر من 100 مليار دولار. صفقات الأسلحة التي يبلغ ثمنها 300 مليار دولار على مدار 10 سنوات، دفعت إلى نقد الولاياتالمتحدة لدعمها الجيش السعودي في عملياته في اليمن والتي تستهدف المستشفيات والمدارس والأسواق والمساجد، وقتلت الآلاف من المدنيين، وقال رئيس المجلس النرويجي للاجئين، جان إيجلاند: "هذه نتيجة الفشل الكبير للدبلوماسية الدولية، وأيضا الفشل في إيصال الرسالة الخاصة بالأزمة"، وأضاف: "ما يحدث في اليمن هي مجاعة كبيرة من صنع الإنسان، ويمكن تجنبها، وبالتالي يجب أن يكون هناك قيادة من الولاياتالمتحدة وبريطانيا حتى تتمكن من خلق عملية سلام حقيقية". يموت طفل يمني كل عشر دقائق، وفقا للأمم المتحدة، كما أن وصول الغذاء والدواء والإمدادات الضرورية الأخرى، يسير بشكل بطيء؛ نظرا لأن التحالف يفرض قيودا على الشحنات البحرية ويؤخر وصولها. وصلت نسبة الجوع في اليمن إلى مستويات قياسية تجعل من توزيع الغذاء أمر ضروري وخطر، كما أكدت منظمة الصحة العالمية أن العيادات والمستشفيات في اليمن غير مجهزة لاستقبال المرضى ولا يوجد بها ماء، وهي مناخ مناسب لانتشار الأمراض، وبعد 40 عاما من اتصال اليمن مع المنظمات الإنسانية وتلقيها المساعدات الدولية، أصبحت الآن من أخطر الأماكن على كوكب الأرض. ويرى المحللون أن التدمير الشامل للبنية التحتية اليمنية هو استراتيجية التحالف السعودي لضرب اقتصاد اليمن، مؤكدين أن البعد الاقتصادي للحرب أصبح تكتيكيا، فكل شيء متسق من تدمير المستشفيات والمدارس والمصانع والجسور، وكل ذلك يهدف إلى الضغط السياسي. قبل الحرب، كانت اليمن تستورد 90% من احتياجاتها الغذائية، وغالبا من خلال ميناء الحديدة على البحر الأحمر، لكن التحالف السعودي قصفه في العام الماضي، ودمر الرافعات، حتى مع انتهاء الحرب، الدمار الواقع في اليمن قد يشل اقتصادها لفترة غير معلومة، حيث قال عبد الحكيم المناج، محامي في غرفة التجارة والصناعة بصنعاء: "قصفوا المصانع بدافع الشك، لكنهم لم يعلنوا عن الأسباب الحقيقية، كما أن التحالف يستهدف المنشآت الكبيرة"، ويرى محللون أنه تم استهداف منشآت فقط لأنها واصلت عملها بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء. المصدر