شراقي: إثيوبيا خزنت 19 مليار متر مياه في 2024 والسد العالى يحمي مصر    وزير الري: ما حدث بمدينة درنة الليبية درسًا قاسيًا لتأثير التغيرات المناخية    «البلشي»: النقاش حول مشروع قانون الإجراءات الجنائية ضروري وحتمي    «المياه بدأت توصل السد العالي».. عباس شراقى يكشف آخر تفاصيل الملء الخامس لسد النهضة (فيديو)    محافظ الدقهلية يفتتح تجديدات مدرسة عمر بن عبدالعزيز بالمنصورة بتكلفة 2.5 مليون جنيه    وليد عبدالعزيز يكتب: سلع المواسم    محمد البهنساوي يكتب: بلاستي الحوثي والأسئلة الغامضة !!    القمص موسى إبراهيم يعزي الكاتب الصحفي عبدالرحيم علي في وفاة والدته    البايرن ضد دينامو زغرب.. كومبانى: من جماهير البافارى حصد نهائي ميونخ    تفاصيل مرانه الأهلي استعدادا للقاء العودة أمام جورماهيا الكيني.. صور    انطلاق حفل توقيع الشراكة الاستراتيجية بين الأهلي و«سبشيال جروب» لتطبيقات الذكاء الاصطناعي    تفاصيل سقوط الراقصة صوفيا لورين في قبضة مباحث الآداب، والنيابة توجه لها 3 اتهامات    «البيه مقتول» صراخ البواب يكشف المستور في عمارة حدائق أكتوبر (تفاصيل)    ماجدة زكي وأحمد خالد صالح يقدمان واجب العزاء في ناهد رشدي    الخارجية الأمريكية: مازلنا نتواصل مع مصر وقطر بشأن مقترح وقف إطلاق النار بغزة    غدا.. قصور الثقافة تقدم أوبريت «بداية جديدة» على مسرح روض الفرج    شيخ الأزهر يطالب بالتضامن مع غزة انطلاقا من صلة الدم والرحم والمصير المشترك    وحدة الرسالة الإلهية.. شيخ الأزهر يؤكد عدم جواز المفاضلة بين الأنبياء    بعد اختفائه عدة أيام.. العثور على جثمان شاب مدفون تحت الرمل فى الأقصر    رمضان عبدالمعز: كلمة الرئيس السيسي خلال احتفالية المولد غنية بالحكمة    ترتيب الدوري السعودي الإلكتروني للسيدات للعبة ببجي موبايل    وصول جميع المنتخبات المشاركة في بطولة العالم لكرة اليد للكراسي المتحركة    صلاة الخسوف.. موعدها وحكمها وكيفية أدائها كما ورد في السنة النبوية    تقي من السكري- 7 فواكه تناولها يوميًا    زيادة الوزن بعد الإقلاع عن التدخين- طبيب يوضح السبب    "غطت المنازل".. الفيضانات تضرب ملايين الأشخاص وسط وغرب أفريقيا "صور"    كاف: قرعة أمم أفريقيا للكرة الشاطئية الخميس المقبل    سقط من أعلى عقار.. التصريح بدفن جثة طفل لقي مصرعه بمدينة نصر    كومباني: لا يوجد فارق بين مباراة دينامو زغرب أو برشلونة    أبرز مجازر الاحتلال في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر    حزب "المصريين": كلمة الرئيس في ذكرى المولد النبوي الشريف أكدت أهمية تجديد الخطاب الديني    إلغاء رد جهات الولاية من شهادة البيانات وإتاحة التصالح على الجراجات وقيود الارتفاع    مواعيد القطارات المكيفة القاهرة والإسكندرية .. اليوم الاثنين    ينتشر سريعا وظهر فى 15 دولة، تحذيرات من جائحة متحور كورونا الجديد XEC    مروان يونس ل "الفجر الفني": مفيش طرف معين بإيده يخلي الجوازة تبقى توكسيك    توقيع الكشف الطبي على 1200 مواطن خلال قافلة طبية مجانية بالبحيرة    ضبط مخالفات استيلاء على المال العام بقيمة أكثر من مليون جنيه في القليوبية    3 مساعدين شباب لوزيرة التضامن    النيابة العامة تفعل نصوص قانوني العقوبات والإجراءات الجنائية المتعلقة ببدائل عقوبة الحبس البسيط    رئيس جامعة المنيا يترأس الجمعية العمومية لصندوق التأمين على أعضاء هيئة التدريس    رئيس جهاز شئون البيئة: وضع استراتيجية متكاملة لإدارة جودة الهواء فى مصر    التعليم العالي: 38053 طالبًا وطالبة استفادوا من الأنشطة الثقافية    كيف يغير بيان مدريد موازين القوى.. جهود الحكومة المصرية في حشد الدعم الدولي لحل النزاع الفلسطيني    سائلة: معمولي سحر ولما بسمع الرقية بتعب وأعيط.. وداعية يرد    حزب الله يعلن مقتل أحد عناصره جراء الغارة الإسرائيلية على بلدة حولا جنوبي لبنان    "مش هنسيب حقوقنا".. تحرك عاجل من المصري ضد حسام حسن    لافروف ل"القاهرة الإخبارية": نثمن جهود مصر لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة    فيلم أهل الكهف في المركز الأخير بدور العرض.. حقق 1490 جنيها خلال يوم    وزير التعليم العالي: حصول «معهد الإلكترونيات» على شهادتي الأيزو يعزز مكانة مصر    قطع المياة عن 22 قرية غدا لغسيل الشبكات فى المنوفية    بحوزتهما مخدرات وسلاح.. المشدد 6 سنوات لشقيقين في القليوبية    المشدد 6 سنوات لشقيقين لاتجارهما في الهيروين والحشيش بكفر شكر    «بيوت الحارة» قصة قصيرة للكاتب محمد كسبه    الأوبرا تحتفى ب«جمال سلامة» ليلة كاملة العدد ل«ملك الألحان»    كشف وعلاج بالمجان ل1127 مريضًا في قافلة طبية مركز الفشن ببني سويف    «الصحة» تعلن نجاح الفريق الطبي بمعهد القلب بإجراء قسطرة معقدة باستخدام جهاز «الإيكمو»    إصابة 3 أشخاص فى حادث انقلاب سيارة ربع نقل ببنى سويف    «مفرقش معايا».. شريف إكرامي: بيراميدز عاقبني بسبب الأهلي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تعرف على الدور البريطاني في النكبة الفلسطينية
نشر في البديل يوم 10 - 05 - 2017

ساهمت بريطانيا وبشكل كبير في تحقيق تطلعات الصهاينة الاستعمارية في الأرض الفلسطينية، حيث قاموا بتدريبهم خلال فترة الانتداب ومدهم بالسلاح، وكلما انسحبوا من منطقة في عام 1948م سلموها إلى اليهود، وانتهت هذه الفترة، والتي سُميت بالنكبة باحتلال اليهود لمعظم أراضي فلسطين وتهجير مواطنيها، وبقيت غزة والضفة الغربية ومدينة القدس الشرقية.
مرحلة ما قبل الاحتلال البريطاني لفلسطين
أظهرت الدراسات التاريخية أن اليهود فقدوا أي صلة تربطهم بفلسطين لمدة تصل إلى 1800 عام. في هذه الفترة لم يفكروا حتى في سبل العودة إليها؛ وذلك لجذور عقائدية؛ تمثلت في أن الحاخامات كانوا يؤمنون بأن اليهود يستحقون هذا "الشتات"؛ لما ارتكبوه من آثام وخطايا، وأن عودتهم لن تتحقق إلا بعد مجيء "الماشياح" أو "المسيا"، وهو إنسان مثالي من نسل النبي داود عليه السلام، يبشر بنهاية التاريخ، ويخلص الشعب اليهودي من ويلاته.
وهنا يبرز الدور البريطاني، فعلى عكس الكنيسة الكاثوليكية التي تعتبر اليهود قتلة المسيح، فإن ظهور البروتستانتية في أوروبا منذ القرن السادس عشر في إطار حركة الإصلاح الديني، أكسب الحركة الصهيونية دعمًا كبيرًا فيما بعد، ويعود ذلك إلى أن البروتستانتيين يؤمنون بما يسمى "نبوءة العصر الألفي السعيد"، والتي تقول بظهور المسيح المنتظر بعد اجتماع اليهود بفلسطين، ليقوم بتنصيرهم، ثم يقودهم في معركة "أرمجدون" التي سينتصر فيها، ليبدأ عهد جديد من السعادة يدوم ألف عام، ونظرًا لانتشار البروتستانتية بأغلبية في بريطانيا والولايات المتحدة وهولندا، وبدرجة أقل في ألمانيا، ستصبح هذه الدول داعمة للمشروع الصهيوني بشكل تلقائي؛ انطلاقًا من خلفيتهم الدينية.
وتعود جذور "المسألة اليهودية" في أوروبا إلى نهايات العصور الوسطى، وكان السبب في ذلك هجرة جماعات ضخمة من يهود شرق أوروبا في روسيا وبولندا وأوكرانيا إلى وسط وغرب أوروبا، خاصة بعد إلغاء نظام الأقنان في روسيا في ستينيات القرن التاسع عشر، حيث ظهرت طبقة برجوازية محلية روسية راغبة في إزاحة اليهود من فوق عرش التجارة، فلجأت قطاعات كبيرة منهم للهجرة إلى وسط أوروبا وغربها، وشكلت مصدرًا لإزعاج الحكومات والجماعات اليهودية المندمجة في غرب أوروبا، والتي رغبت بدورها في التخلص من هذا الوافد المزعج.
وهنا يقول مؤرخون بأن المشروع الصهيوني لتوطين اليهود في فلسطين لم يبدأ مع تيودور هرتزل أو المؤتمر الصهيوني الأول في بازل 1897 كما قد يظن البعض، ولكن مؤتمر بازل كان نقطة مفصلية بين مرحلتي الصهيونية كدعوة لم تلقَ استجابة كبيرة من الجماعات اليهودية في أوروبا، والصهيونية كحركة مُتكئة على الاستعمار الأوروبي، والبريطاني بخاصة، وهنا جاءت فكرة بريطانيا بتهجير يهود أوروبا، للتخلص منهم من ناحية، وتحويلهم من أعداء ممتعضين من معاملة البريطانيين في بلادهم إلى حلفاء يعتمدون على النفوذ البريطاني من ناحية أخرى، خاصة وأنها بدأت تدرك أهمية وجود جماعة بشرية حليفة لها في الشام، وتتولى هي حمايتها، مثل حماية فرنسا للكاثوليك، وحماية روسيا للأرثوذكس في الدولة العثمانية، وفي 1839 أصدر وزير الخارجية البريطاني ورئيس الوزراء فيما بعد هنري جون تمبل (المعروف باللورد بالمرستون) تعليمات للقنصل البريطاني في القدس بإسباغ الحماية البريطانية على اليهود في فلسطين، وذلك حتى قبل ضرب بريطانيا لمشروع محمد علي لبناء مصر الحديثة عام 1840.
ففي ذلك العام انعقد مؤتمر لندن، لرعاية حركة تهجير وتوطين اليهود في فلسطين، وكان العائق أمام الهجرة في ذلك الوقت هو رفض السلطان العثماني عبد الحميد الثاني فتح أبواب فلسطين أمام حركة هجرة يهودية واسعة النطاق.
وفي منتصف القرن التاسع عشر كان تحالف بين الرأسمالية اليهودية الكبيرة في أوروبا الغربية والقوى الاستعمارية قد بدأ يتبلور حول تلاقي مصالح الطرفين على ضرورة تهجير الجماعات اليهودية الوافدة بأعداد كبيرة من شرق أوروبا إلى غربها، الأمر الذي شكّل عبئًا على حكومات دول غرب أوروبا، وهدد بتفجير موجة من العداء لليهود فيها.
وعد بلفور
من أهم المحطات البريطانية التي كرست من خلالها الحركة الصهيونية سفر تكوينها في فلسطين المحتلة، حيث كان هذا الوعد مقدمة لإقامة إسرائيل على 78% من مساحة فلسطين التاريخية، ووعد بلفور أو تصريح بلفور هو الاسم الشائع المطلق على الرسالة التي أرسلها آرثر جيمس بلفور بتاريخ 2/11/1917 إلى اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد، ويشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين. وحين صدر الوعد كان تعداد اليهود في فلسطين لا يزيد على 5% من مجموع السكان، وأرسلت الرسالة قبل أن يحتل الجيش البريطاني فلسطين.
الانتداب البريطاني
عززت فترة الانتداب البريطاني لفلسطين، والتي امتدت من (1920-1948) من تعاظم التواجد الصهيوني في فلسطين، حيث شهدت هذه الفترة موجات هجرة يهودية مكثفة، منها: موجة الهجرة الثالثة (1919-1923)، وهاجر نحو (35.100) يهودي باتجاه فلسطين، والهجرة الرابعة (1924-1931) وفيها هاجر نحو (78.898) يهوديًّا باتجاه فلسطين، معظمهم من ألمانيا ودول أوروبا الغربية وبولندا، في حين تمت الهجرة الخامسة في الفترة (1932-1939)، وتمت فيها هجرة نحو (224.784) يهوديًّا باتجاه فلسطين، وهي الهجرة الأهم في تاريخ الحركة الصهيونية، ورافقت فترة الانتداب البريطاني أيضًا بناء مزيد من المستعمرات اليهودية، فوصل عددها إلى (110) عام 1927، ما لبث أن ازداد إلى (291) مستعمرة زراعية حتى عام 1948، وهو العام الذي أعلن فيه عن قيام ما يُسمَّى بدولة إسرائيل في 15 مايو.
النكبة الفلسطينية
لا يختلف الباحثون في القضية الفلسطينية على أن بريطانيا تتحمل الجانب الأكبر لما آلت إليه الأمور في فلسطين المحتلة، سواء من الناحية الأخلاقية، أو حتى القانونية والسياسية، وذلك لمجموعة أسباب، أهمها أن لوعد بلفور في العام 1917 الأثر المباشر في فتح أبواب الهجرة اليهودية على مصراعيها إلى فلسطين، كما أن بريطانيا عندما أنهت احتلالها لفلسطين في 14 مايو 1948، قامت بتمكين العصابات الصهيونية، التي شكلت نواة الجيش الإسرائيلي فيما بعد، من الاستيلاء على القسم الأكبر من أراضي فلسطين التاريخية، هذا بالإضافة إلى أنه قد ارتكبت 18 مجزرة في فترة الاحتلال البريطاني لفلسطين، وبسبب مساعدة بريطانيا في إقامة دولة إسرائيل، ارتكبت العصابات الصهيونية في عام 1948 (44) مجزرة ضد العزل الفلسطينيين، ذهب ضحيتها (2500) شهيد.
بريطانيا مؤخرًا
يرى مراقبون أن بريطانيا تحاول في الآونة الأخيرة تقديم نفسها كدولة راعية للسلام بعد كل الانتهاكات التي قامت بها في حق الشعب الفلسطيني، وليس من المعروف ما إذا كانت بريطانيا تقوم بهذه الخطوات على مبدأ صك الغفران، حيث تبنى مجلس العموم البريطاني قرارًا في منتصف شهر أكتوبر 2014، يطالب فيه الحكومة البريطانية بالاعتراف بدولة فلسطين إلى جانب دولة "إسرائيل"؛ ليكون هذا القرار هو الأول من نوعه في تاريخ بريطانيا، ولكن مع الأخذ بعين الاعتبار أن هذا القرار غير ملزم وليس له أي انعكاسات سياسية قانونية.
وفي هذا العام الذي يمثل الذكرى المائة لوعد بلفور، قالت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي إنها ستحتفل بهذه الذكرى، في الوقت الذي تزعم فيه لجنة العلاقات الخارجية في مجلس اللوردات البريطاني في تقرير أعدته الأسبوع الماضي رسم سياسة مناهضة لسياسة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في منطقة الشرق الأوسط، حيث يقول التقرير إن موقف ترامب من حل الدولتين للصراع الفلسطيني الإسرائيلي ينطوي على كثير من التناقض، ويدعو التقرير للتوقف، بل العزوف عن العلاقات المميزة مع واشنطن، وأن تتوقف بريطانيا عن الاعتماد عن البوصلة الأمريكية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.