تحتضن مدينة بنغازي الليبية مهرجانًا ثقافيًّا مصريًّا، ينطلق الأربعاء المقبل، بحضور عدد من الشخصيات السياسية والإعلامية، وستكون طائرة الوفد المصري أول طائرة ركاب مدنية تحط في مطار بنينا الدولي في بنغازي بعد إعادة تأهيله للتشغيل؛ بعد توقف استمر نحو 3 سنوات بسبب الاشتباكات التي شهدها محيطه وخلفت ضررا لبنيته التحتية، وتساند مصر ليبيا في تبني هذا المهرجان الثقافي الضخم لمواجهة داعش. وقع الاختيار من قِبَل مؤسسة الأهرام القومية على مدينة بنغازي لتكون أول مدينة ضمن المهرجانات الثقافية التي تنظمها في الوطن العربي؛ لمساعدتها في التخلص من الإرهاب والتطرف الفكري والقضاء على العنف بكل أشكاله، وذلك في إطار الدور التنويري الثقافي للمؤسسة، بالإضافة إلى الدور الريادي لمصر في شتى أقطار الوطن العربي. ويشارك من الوفد المصري 70 شخصية سياسية وثقافية وفكرية، منهم عبد المحسن سلامة، نقيب الصحفيين، والسفير محمد العرابي، وزير الخارجية السابق، عضو لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان، والخبير الاستراتيجي اللواء محمود خلف، والعميد خالد عكاشة، والداعية الإسلامي الدكتور أحمد كريمة، والشاعر جمال بخيت، ورؤساء تحرير صحف وكبار الصحفيين والإعلاميين. وعن هذا الحدث قال الكاتب الصحفي أحمد إبراهيم عامر، رئيس مهرجان الأهرام الثقافي، إنه يعد أكبر حدث ثقافي يقام في مدينة بنغازي الليبية بعد تحريرها من سيطرة طوائف وجماعات الإرهاب التي انكسرت أمام صمود الشعب والجيش الليبي، مشيرًا إلى أن رئاسة أركان الجيش الليبي وفرت طائرة خاصة لنقل ضيوف المهرجان من القاهرة إلى مطار بنينا الدولي مباشرة. مهرجان الأهرام الثقافي اتخذ المهرجان من «معا ننتصر على الإرهاب» شعارًا له؛ تأكيدًا على دور «الأهرام» كمؤسسة تعد من أهم أسلحة مصر الناعمة والتنويرية، بالتعاون مع الهيئة العامة للثقافة والإعلام والمجتمع المدني الليبية برئاسة الوزير خالد نجم، واستغرق هذا المهرجان شهورًا للتحضير له بالتنسيق بين الدولتين مصر وليبيا، وتتزامن فعاليات المهرجان مع احتفالات الجيش العربي الليبي بذكرى بدء معركة الكرامة. الفنون والثقافة من داخل بنغازي يشمل برنامج المهرجان افتتاح أكبر معرض للكتاب، ويضم أكثر من ثلاثة آلاف مؤلف، هي الأحدث في المكتبة المصرية والعربية ومثيلاتها من ليبيا، إلى جانب معرض مشترك هو الأول من نوعه يضم 20 لوحة لفناني ليبيا، إلى جانب 20 عملًا فنيًّا عالميًّا من مقتنيات الأهرام. وجلسة خاصة عن دور الشعر والإبداع في مواجهة الأفكار الهدامة، كما يقام على هامشه حفلان لفرقتي الموسيقى العربية المصرية وفرقة الإذاعة الموسيقية الليبية، وعرض خاص لفنون التنورة التراثية والفنون الشعبية الليبية. كما يشمل برنامج المهرجان حوارًا حول «التحديات التي تواجه المنطقة وتأثيرها على العالم»، يتحدث فيه اللواء محمود خلف، زميل أكاديمية ناصر العسكرية، والعميد خالد عكاشة الخبير الأمني، ومجموعة من قيادات الجيش الليبي، بالإضافة إلى حلقة نقاشية عن حقوق الإنسان فى مواجهة الإرهاب والتطرف، وطرح الرؤى حول تحديث الخطاب الديني في العالم العربي وكيفية مواجهة التطرف. ليبيا تحتضن الفنون لن يكون هذا المهرجان فقط هو من يدعم الثقافة في بنغازي وليبيا، فقد اختار مسؤولو الإعلام مدينة بنغازي بأن تكون ملتقى للعلم والثقافة والفنون لنشر السلام ومحاربة الإرهاب والخوف، بتنظيم عروض موسيقية وفنية دورية لبعث الأمل والفرحة، بالإضافة إلى التشجيع على القراءة تحت شعار «تسلحوا بالكتب» الذي انطلق أبريل الماضي، بمناسبة اليوم العالمي للكتاب بمشاركة المجتمع المدني والوحدات الأمنية، وتم فتح مخازن الكتب كافة داخل مدينة بنغازي وتوزيعها مجانًا على المواطنين الذين كان حضورهم ملفتًا من أطفال ونساء وشباب وشيوخ. وذكر البيان الصادر عن مكتب الإعلام والثقافة ببنغازي، أن «الهدف من هذه الحملة هي إشعال مصباح الفكر، وتشريع النوافذ المواربة على المعرفة حتى يتراجع الخوف الناشئ عن الجهل؛ لأن الأوطان تحمى بالسلاح، والدول تبنى بالعقول، وأن العقل الذي لا يقرأ لا يعوّل عليه، ولا ديمومة لما يقدمه». كما يتم تنظيم مسابقة سنويًّا ببنغازي هي «الليبو للفنون التشكيلية»، لتشجيع الفنانين وتحفيزهم وشكرهم على عطائهم في مجال الفن التشكيلي، وفي عام 2015 افتتح تجمع تاناروت بمدينة بنغازي الذي يضم حلقة نقاد ليبيا، ونادي تاناروت السينمائي، وصالون بورتريه للفنون التشكيلية، ودائرة العلوم الإنسانية، قسم الفنون التشكيلية؛ بهدف الحفاظ على الهوية الليبية باعتبارها المعيار الحقيقي لتقدم الدول، من خلال جمع ورعاية واكتشاف كوادر ثقافية وفنية وإبداعية جديدة من الشباب الطموح ودعمهم على كل المستويات وفي شتى مجالات الإبداع المختلفة. ومن المقرر أن ينظم «تاناروت» مهرجان تاناروت السينمائي الأول، تحت شعار «نهضة سينمائية جديدة» بالأول من يوليو العام المقبل 2018؛ بهدف تنشيط وعودة السينما في ليبيا بعد غياب عقود وتقديرًا لأهمية الثقافة السينمائية.