أثار مولد أبو فراخ أزمة حقيقة بين أهالي قرية الناصرية بمحافظة دمياط، وسادت على إثرها حالة من الجدل، بعدما خاطب عدد من شباب القرية المعارضين لإقامة المولد، الجهات الأمنية للتدخل ومنع إقامته هذا العام، بدعوى دخول غرباء، وهو ما يهدد الأمن بالقرية، على الجانب الآخر اعتبر مؤيدو إقامة المولد المعارضين لهم عناصر إرهابية تستهدف إثارة الفتنة بين أبناء القرية، وإذاعة عدم وجود أمن وأمان حال عدم إقامة المولد هذا العام. ومساء أمس الجمعة عرض عدد من المشاركين في المولد منتجاتهم، فيما بات مصير الليالي الختامية للمولد غير معلوم، خاصة بعد تقدم شباب من القرية بطلبات للأمن لمنع إقامته، حتى لو تم الاكتفاء بعرض الحمص واللعب ومنع الليالى الختامية، وأكد مصدر أمني عدم حصول المولد على تصريح لإقامته هذا العام لأسباب أمنية. ويقول محمد طاهر 32 عامًا، أحد الأهالي: أنا كشاب تعودت على زيارة المولد كل عام بصحبة أفراد عائلتي، ولا صحة لما تردد عن وجود أعمال منافية للآداب بالموالد، بحسب ما روج المعارضون لها لكسب تعاطف أكبر، مضيفًا رافضي إقامة المولد يزيفون الحقائق لأغراض شخصية، مستخدمين فزاعة خطر وجود الغرباء بالقرية جراء إقامة المولد. ويرى جمال محمد إقامة المولد خطرًا على البلدة لدخول غرباء غير معلوم هويتهم؛ بدعوى الاحتفال والمشاركة في شعائره، مشيرًا إلى أن هذا المولد يقام منذ 50 عامًا، بعدما أتخذ بعض الأهالي المنتفعين محمد الجمل وليًّا من أولياء الله الصالحين. وتابع: استغل البعض مرض محمد الجمل الشهير ب«أبو فراخ» الذي جاء إلى دمياط منذ زمن، وكان يعاني من فقدان الذاكرة ويسير في البلدة على الله؛ كغيره من المرضى الذين نراهم في شوارع مصر، واحتضنوه في آخر أيامه، وبعد وفاته ادعوا أنه أحد أولياء الله الصالحين، وأقاموا له ضريحًا بغرض تبوير قطعة أرض لإقامة الضريح عليها واستغلالها في أشياء أخرى بحسب قوله. وأضاف: أطلقت من قبل حملة لجمع توقيعات الأهالي، وخاطبت الأجهزة الأمنية لمنع إقامة المولد، وبعد جمع التوقيعات فوجئت بالبعض يتهمني بأنني إخوان، على غير الحقيقة، وأرغب في إثارة الفتنة على حد قولهم. وقال: نعمل على منع دخول الأغراب ونسائهم كي لا يدنسوا أرضنا ويهدموا أخلاقنا ونحمي أبناءنا من أن ينشأوا فيما نشأنا نحن عليه، من تخلف وجهل وتراث مزيف وفلسفة فارغة. جدير بالذكر أن مولد الشيخ محمد الجمل الشهير بأبو فراخ، يقام منذ نحو 50 عامًا بقرية الناصرية دائرة مركز فارسكور، ويحضره الآلاف من مريديه بالمحافظات كافة، وطقوسه تقتصر على حلقات ذكر مساءً وصباحًا، ويتوافد عليه الأطفال لشراء الحمص والحلوى واللعب واللهو، وترجع حكايته حينما توفى الجمل وشيعه الأهالي إلى مثواه الأخير، قيل حينها إن الصندوق الخشبي الذي يحوي الجثمان يتحرك من مكانه، ومن هنا اعتبره الأهالي أحد الأولياء الصالحين، وأقيم له ضريح وبات يقام مولده في الجمعة الثانية من شهر أبريل.