طفل من إجمالي 5 ملايين طفل على مستوى الجمهورية، وفقا للإحصائية التي قام بها الاتحاد المصري للنقابات المستقلة والمسؤول عن ملفي العمالة غير المنتظمة وعمالة الأطفال عام 2015 – 2016، ويقتحم هؤلاء الأطفال مجال العمل مبكرا، وبعضهم يلتحق بورش صناعة الأثاث من سن 6 أعوام لمساعدة أسرته على تحمل مصاعب الحياة. ويتعرض أطفال دمياط للكثير من المخاطر الناتجة عن طبيعة العمل الذي يقومون به بسبب ما يستخدمونه من مواد كيماوية خطيرة تؤثر على صحتهم، حيث يعمل كثير منهم بورش دهان الموبيليا، فضلا عن تعرض الكثير منهم لاعتداءات جسدية والضرب من قبل أصحاب الورش، وهي كلها مشاق ومتاعب تتعارض مع القوانين والمواثيق الدولية التى تجرم عمل الأطفال وتضرب بها عرض الحائط. محمد حسن، 15 عاما، أحد الأطفال العاملين بورشة لدهان الأثاث، قال إنه ترك التعليم عقب انتهاء المرحلة الابتدائية للعمل كأسترجى وذلك بعد مرض والده الذي تعرض لحادثة سير، وأصبح يسافر يوميا من محافظة الدقهليةلدمياط بحثا عن الرزق لتدبير نفقاته ونفقات أسرته، مشيرا إلى أنه أصبح يعاني من أمراض الجهاز التنفسي منذ 3 سنوات بسبب المواد الكيماوية وخاصة البوليستر. وقال ماجد التابعي، 13 عاما، أويمجى، إنه يعمل منذ 3 سنوات كأسترجي رغم أنه مستمر في دراسته بالمرحلة الإعدادية، ولفت النظر إلى أن 50% من الأطفال أو أكثر من العاملين بالورش يتعاطون المخدرات، مطالبا بالرقابة المشددة من الأسر والجهات المعنية على الأطفال العاملين بالورش. محمد عبده مسلم، الأمين العام المساعد للاتحاد المصري للنقابات المستقلة والمسؤول عن ملفي العمالة غير المنتظمة وعمالة الأطفال بالمنظمة، قال ل"البديل" إن مصر بها نحو 5 ملايين طفل على مستوى محافظات الجمهورية عمالة أطفال بينهم نحو 50 ألف طفل في دمياط يعملون فى مهن مختلفة "نجار، أسترجي، بقال، حلاق، جزمجي، زراعة، وأويمجي، مشيرا إلى أن دمياط من أعلى المحافظات في عمالة الأطفال. وأضاف أنه رغم منع القانون عمل الأطفال أقل من 17 عاما فإنه أحيانا يوجد أطفال في سن ال5 أعوام يعملون، مرجعا ذلك للحالة الاقتصادية التي تعد الدافع الأول لدخول طفل إلى سوق العمل فى سن مبكر، إضافة إلى التسرب من التعليم، ويعمل بعضهم في مهن محرمة دوليا كالعمل على السيارات النقل والعمل في مواد ضارة كالبوليستر والتيلر وغيرها من المواد الضارة التي تدخل في مجال دهان الأخشاب. وأضاف مسلم: عمالة الأطفال تعرض الطفل لبتر الأطراف وتدهور الحالة الصحية وتعرضهم للإصابة بالسرطان وأمراض الجهاز التنفسي والتعدي عليهم جنسيا والتحرش بهم، مشيرا إلى أن المنافسة بين الصناع تدفع أصحاب العمل للاستعانة بالأطفال لانخفاض أجورهم مما يؤدى لخفض التكاليف، وطالب مسلم، بتطبيق القوانين والاتفاقيات الدولية التي وقعت مصر عليها وإلزام الدولة بوقوفها أمام مسؤوليتها نحو الأطفال.