يعاني مسجد الرضوانية بدمياط، الذي شيد في عصر الناصر قلاوون ويعد تحفة معمارية أثرية، من رطوبة وتصدعات وشروخ عدة في جدرانه، علاوة على وجود ميول في بنائه جدرانه. وقال الدكتور رضا رمضان، مدير الآثار الإسلامية في دمياط ل"البديل": "المسجد يعاني من ميل، وخاطبنا وزارة الآثار، وتم تشكيل لجنة لتفقده، لكنها أوضحت أن ميله آمن ولا يمثل خطورة على المصلين"، مؤكدا أن آخر عملية تطوير شهدها المسجد كانت عام 1992، بمبلغ أقل من مليون جنيه لعزل الجدران والأرضيات. ويرجع تاريخ زاوية ومسجد الرضوانية حينما بناه الشيخ الأقسماوي السنباطي في القرن الحادي عشر هجريا والسابع عشر ميلاديا وتحديدا في 1039ه و1629م، وشيد في عصر الدولة العثمانية، ونسب بعد ذلك لأحد المماليك الذين تم تحريرهم، ويدعى رضوان جوربجي، حيث جدد المسجد وحوله لمدرسة صوفية ودفن فيه بعد ذلك. وينسب رضوان للطائفة الينكرجية (الانكشارية) المكلفة بحماية القلاع، والحصون، وأحد مماليك الخواجة، حيث اعتقه الشيخ الأقسماوي، وهو أحد أعيان تجار الثغر وألحقه بالانكشارية، وترقى في المناصب، وعمل بالتجارة، وصاهر سيده وحول رضوان المسجد إلى مدرسة تدرس فيها العلوم الشرعية وأطلق عليها المدرسة الرضوانية، وأوصى بدفنه في ملحق بها. وخلال حياة رضوان، محى من المدرسة اسم سيده، وأوقف عليها من الأراضي المحيطة بها الكثير وورث سيده، وامتدت أملاكه حتى مركز كفر البطيخ، وامتدت المدرسة الرضوانية حتى كورنيش النيل غربا، وامتدت أوقافه شرقا حتى سوق الخضار ولم يتبق من المدرسة والمدفن سوى الجامع الموجود حاليا بعد شق شارع كورنيش النيل، واستقطاع ما حوله من مشتملات.