أثار منع جبريل الرجوب، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، من دخول القاهرة وإعادته إلى الأردن مرة أخرى، الجدل في الأوساط الفلسطينية والعربية. ويرى مراقبون أن منع دخول الرجوب الأراضي المصرية، هو تعبير عن الغضب الرسمي المصري نتيجة موقفه من المبادرة الرباعية لإجراء مصالحة فتحاوية داخلية، إذ كان الرجوب، من بين القيادات الفلسطينية البارزة التي وقفت ضد المبادرة، لاسيما بعد زياراته المتعددة إلى قطر وتركيا، وتسريب تصريحات له هاجم فيها اللجنة الرباعية العربية المكونة من مصر والإمارات والسعودية والأردن في تعاملها مع القضية الفلسطينية، مصرحًا حينها بأنه ضد ما أسماه ب"التدخل الخارجي في الشأن الفتحاوي" ما اعتبرته مصر إساءة لها. الدكتور أيمن الرقب، القيادي الفتحاوي، أكد أنه لم يكن يتمنى أن تصل الأمور لهذه الدرجة، مشيرا إلى أن الرجوب لم يحترم الدور المصري الذي حاول الإسهام في حل الخلافات الفلسطينية الداخلية، واعتبر الرجوب أن الدور المصري تدخل في القرارات الداخلية الفلسطينية. وأوضح أن الرجوب لم يكتف برفض المبادرة، بل تبعه بإجراءات على الأرض مثل تحريضه على مهاجمة مؤتمرات العين السخنة، واتخاذ إجراءات ضد المشاركين وصلت لاعتقال من شاركوا من الضفة الغربية، كما لم يحترم الرجوب مصر في لقاء تلفزيوني على قناة ONمع الإعلامي يوسف الحسيني، وتحدث بشكل عنتري، مؤكدًا أن للجهات السيادية المصرية مبرراتها فيما قامت به. وتمنى الرقب، في تصريحاته ل"البديل" أن تتصرف قيادة السلطة بحكمة وألا تعتبر هذا الحدث هو الأهم، فهناك آلاف الفلسطينيين يمنع دخولهم الأراضي المصرية وهذا شأن أمني مصري، مؤكدًا احترام ذلك، وأن أي تصعيد لا يخدم القضية الفلسطينية التي هي بحاجة لمصر أكثر من أي وقت مضى، داعيًا أبو مازن إلى إعادة قراءة المشهد وعلاقته بمصر التي لم يزرها منذ 9 أشهر، ومعربا عن أملاه ألا يكون هذا الحدث بداية لتدهور العلاقة لأن الفلسطينيين هم الخاسرون، على حد قوله. من جانبه، قال الصحفي الفلسطيني المختص في الشأن السياسي طه الحاج، إن الخلافات بين الجانبين المصري والفلسطيني، بدأها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، حين رفض قبول دور الرباعية العربية بالمصالحة مع دحلان، ما اعتبرته مصر، وهي اللاعب الأساسي في الحالة الفلسطينية، رفضا لدورها في تخفيف الاحتقان، وأوضح أنه، ونتيجة لذلك ولأن الرجوب مقرب من عباس وأحد الداعمين له، كان لا بد له من "قرصة ودن" بحسب تعبيره. وأكد ل"البديل" أنه في السياسة لا صداقة ولا عدواة دائمة، فالمصالح اليوم متباعدة بين مصر والسلطة التي فكرت بمغازلة قطر وتركيا على حساب الدور المصري والرباعي العربي، مشيرا إلى أن السلطة الفلسطينية مأزومة ووضعها صعب فى هذه الفترة، وقال: إن كانت السلطة عاقلة بالقدر الكافي فهي بحاجة لكل سند يدعمها، والأهم في هذا الإطار هي مصر لدورها وحضورها على الساحة العربية والدولية، أما الفتور فهو أمر عادي في العلاقات العربية التي سريعا ما تتحسن، والكرة الآن في ملعب السلطة الفلسطينية لإعادة تحسين العلاقة مع مصر.