يعد ضريح "الشيخ شطا" بمحافظة دمياط شاهدًا على لحظة تاريخية حاسمة بمصر عامة ودمياط على وجه خاص. صاحب الضريح "الشيخ شطا" من التابعين، وهو نجل حاكم دمياط العسكري في العصر البيزنطي، وكان اسمه "جان"، عاصر الفتح الإسلامي على يد المقداد بن عمرو، وأسلم هو وأبوه وقتها، وخرج مع جيش أبيه لقتال أهل تنيس، بعدما جمع شباب دمياط المتطوعين، وضمهم للجيش، وأبلى بلاءً حسنًا، حتى استشهد مساء 14 شعبان عام 21 ه، 19 يوليو عام 642م، بموضعه خارج دمياط بقرية "شطا"، التي سميت على اسمه، ودفن يوم 15 شعبان، وبنى أهالي القرية فوق موضع دفنه ضريحًا ثم مقامًا وزاوية ومسجدًا، وأصبح يوم 15 شعبان موعدًا لزيارة الضريح من كافة أنحاء الجمهورية. يتكون الضريح من مقصورة حوله، مكتوب عليها ببروز خمسة أبيات شعرية، وأرضيته مغطاة بالبلاط القديم الحجري، وبه نوافذ مغشاة بمصبعات حديدية، يعلوها قبة شهباء وبسقف المسجد براطيم خشبية، تتدلى منها مصابيح عتيقة، والسقف محمول على بوائك من العقود، محمولة على أعمدة، بعضها مربع الشكل والآخر مستدير، من الحجر والرخام، ويتوسط المسجد شخشيخة مربعة من الخشب ذات نوافذ، وكانت للضرح مئذنة بيضاء قصيرة، لا تزال آثارها موجودة، وكان الضريح يطل على فضاء فسيح ممتد للبحيرة، وخلفه مقابر قديمة وحديثة بأحجية ومقاصر من خشب خرط. يذكر أن "شطا" القرية الوحيدة التي بقيت بعد هدم دمياط، عقب خروج لويس التاسع من مصر وتهديده بإعادة غزوها عن طريق دمياط، حيث أبيد أهلها وباقي أهل دمياط في حملة جان دي بريان، ولكن القرية عادت، ودبت فيها الحياة، ولم تختفِ من خرائط المدينة ك "تنيس ودبيق ودميرة وطونا"؛ وذلك لوجود الضريح، والذي جدد هو والمسجد عام 1196ه، 1782م.