يواجه العشرات من العاملين بهيئة السكة الحديد بأسيوط، المقيمين بمساكن "الدريسة" التابعة لمحطة سكة حديد مدينة منفلوط، شبح الطرد، بعد أن طالبتهم الهيئة بإخلاء المساكن الكائنة بجوار شريط السكة، إذ قررت الهيئة طرد ساكنيها من العاملين لديها من فنيي السكة الحديد، تمهيدا لتسليم الأرض لأحد المستثمرين. تقع مساكن "الدريسة" أسفل شريط السكة الحديد بمدينة منفلوط ويقطنها عدد من العاملين الفنيين بالهيئة، وهي مساكن مكونة من حجرة وصالة وحمام قامت الهيئة بتسليمها للعاملين بعقود إيجار موثقة منذ عشرات السنين، حتى فوجئوا بقرارات طردهم منها. محمد سيد مراد، فني حركة، قال ل"البديل": تسلمنا قرار طردنا من مساكن هيئة السكة الحديد، ونحن لا نملك شيئا من الدنيا غير فضل ربنا وهذه المساكن التي حصلنا عليها من الهيئة، وعايزين أي مسؤول يشوف حالنا عشان المستثمرين كل يوم يرسلوا أشخاص تهددنا في محاولات لإخراجنا بدون مقابل، ونحن لا نريد سوى تمليك السكن لنا بأجر رمزي أو تعويضنا بشقق محترمة تليق بآدميتنا." وقال عبد الله موسى عبد الله، براد عربات: مشكلتي أني مقيم في حجرة وصالة ودورة مياه بمساكن الدريسة التابعة لهيئة السكة الحديد، ولا أعمل منذ 4 سنوات بسبب ضياع بصري وتأثير مرض السكر على الرؤية، وجاءنى قرار بالطرد وأنا الآن رجل كفيف البصر، وعندي 6 أبناء منهم 4 شباب لا يعملون، وليس لدي أي دخل آخر غير راتبي من السكة الحديد والمسكن الصغير بالدريسة، الذي نسكن به بالإيجار ويخصم من راتبي 10% شهريا، ولكن منذ شهر حاولوا الحصول على توقيعاتنا باستلام إعلان الطرد فرفضنا التوقيع. وقال حسن مصطفى، مراقب برج بالسكة الحديد، إنه مقيم منذ 14 عاما بموجب عقد مع الهيئة، ولكن المستثمرين يقتحمون عليهم المساكن ويحاولون طردهم منها بالقوة رغم أنها مساكن غير آدمية تحيط بها القمامة ويطفح فيها الصرف الصحي ولا تدخل إليها الشمس ولا تصلح إلا حظيرة حيوانات، مشيرا إلى أنهم راضون بقضاء الله وقدره. وأوضح عباس محمد، محامي العاملين، أن هناك قرارا صدر من هيئة السكة الحديد بإخلاء مساكن الدريسة في موعد أقصاه شهر، فقام بالطعن عليه، وبناء عليه تم مد فترة الإخلاء حتى يمكن الوصول إلى حل مناسب، علما بأن معظم هؤلاء العاملين وأسرهم لا يملكون شيئا سوى هذه المساكن، وأحوالهم الصحية سيئة ومنهم المريض والكفيف، على حد قوله. على الجانب الآخر، قال مصدر بهيئة السكة الحديد بأسيوط، فضل عدم ذكر اسمه، إن البند الثامن من عقد الإيجار مع أهالي مساكن الدريسة ينص على أن "تحتفظ الهيئة لنفسها بالحق في إلغاء هذا الإيجار بدون أن تلزم بعطل أو أضرار في حالة ما إذا باعت المنزل أو احتاجت إليه لأشغالها أو إذا احتاجت إليه أي مصلحة أخرى من المصالح الحكومية أو فروعها، ويكفى أن تخطر بذلك المستأجر بخطاب وتعطى له مهلة شهرا". فيما يطالب العاملون من سكان منطقة الدريسة وأسرهم بتقنين أوضاعهم وتمليكهم مساكن أخرى بأجر يتناسب مع ظروفهم الصحية والمالية أو توفير شقق بديلة آمنة داخل مدينة منفلوط، أسوة بالعاملين في ورش أبوزعبل بمحافظة القليوبية، حيث قام وزير النقل بإلغاء قرار طردهم من مساكنهم.