«عدالة ربنا راحت فين.. ليه يضحو بينا إحنا غلابة»، كلمات لا تغيب عن ألّسنة الموظفين بهيئة السكة الحديد المقيمون بمساكن «الدريسة»، التابعة للهيئة والمجاورة لشريط السكة الحديد بمركز منفلوط في أسيوط. طالبت هيئة السكة الحديد موظفيها المقيمين بمساكن «الدريسة»، التابعة لمحطة سكة حديد مدينة منفلوط، إخلاء المساكن الكائنة بجوار شريط السكة الحديد بمنفلوط، والتي تعرف بمساكن «الدريسة» وفقا لقرار وزير النقل والمواصلات بطرد الموظفين- فنيين بالسكة الحديد، تمهيد لتسليم الأرض للمستثمرين. رصدت كاميرا «صوت الأمة»، استغاثات العاملين بالسكة الحديد، المهددين بالطرد من مساكنهم وليس لهم أي سكن آخر، ورصدنا مساكن «الدريسة»، تحت الطريق السريع الموازي لشريط السكة الحديد بمدينة منفلوط. يقول محمد سيد، فني حركة وبلوك بهيئة السكة الحديد، «الهيئة أخطرتنا بالطرد من منازلنا، المعروفة بمساكن (الدريسة)، بهدف بيع الأرض إلى مستثمرين، المشكلة أن كل يوم المستثمرين يبعتوا ناس تهددنا علشان نطلع من مساكنا.. صحيح مساكن (الدريسة)؛ تابعة لهيئة السكة الحديد، لكن إحنا كمان موظفين في الهيئة ومعندناش مساكن بديلة، ولا نملك شيء من الدنيا غير فضل ربنا والسكن ده.. ولو طلعنا منه مش هنلاقي مكان يأوينا». ويضيف عبدالله موسى، «براد عربات» في السكة الحديد، «أنا قاعد في غرفة وصالة ودورة مياه بمساكن (الدريسة)، وبقالي 4 سنوات مش شغال، بعد أن فقدت بصري وأصبحت كفيف، بسبب مرضي ب (السكر)، وباخد حقن أنسولين، وعندي 6 عيال منهم 4 شباب عاطلين، ومعنديش أي دخل غير راتبي من السكة الحديد والمسكن الصغير، ويخصم من راتبي 10 بالمائة شهريا، علشان الكهرباء والمياه، ومن شهر حاولوا الحصول على توقيعنا بإستلام إعلان الطرد فرفضنا تسلم الإعلان أو التوقيع عليه، يعني أنا لما أوقع على الطرد من المكان اللي آويني أروح فين أنا وعيالي». واستكملت زوجة عبدالله موسى، «أنا بقيت استلف لحد ما جوزت البنتين، وعندي دلوقتي 4 أولاد بدون شغل، وبنعتمد على مرتب زوجي من السكة الحديد، وكل يوم أوصله الشغل، وارجع به إلى المنزل، بسبب فقد بصره، ومش عارفين هنروح فين بعد الهيئة ما تطلعنا من بيتنا، وهو دلوقت غير قادر على العمل في الهيئة أو حتى أي مكان غيرها». ويضيف حسن مصطفى، مراقب برج بالسكة الحديد: «المستثمرين عايزين يقتحموا السكن ويطردونا بالقوة، إحنا زي ما بيقولوا (رضينا بالهم والهم مش راضي بينا)، دي مش مساكن غير آدمية لكن علشان مفيش بديل رضينا بقضاء الله، وأنا بقالي 14 عامًا، ساكن هنا، وبيتخصم مني بدل سكن (10% من قيمة المرتب شهريا)، وإحنا بندفع فواتير المياه والكهرباء والتليفون الأرضي، ومش عارفين هانعيش فين». ويتابع أشرف محمد صلاح، مستأجر لمحل بمساكن (الدريسة): «أنا استأجرت من الشركة القابضة لمشرعات السكة الجديد محل وعملته مطعم، والعقد قرب ينتهي وهيئة السكة الحديد رفضت تعطيني ما يمكنني من توصيل المرافق، وهيئة المرافق بمنفلوط بتقول أن السكة الحديد هي التي تقدم طلب توصيل المرافق للمطعم، دلوقت أنا وابن عمي وعندي 15 عامل، ومستقبلنا كله أصبح مدمر، وصرفت كل اللي ورايا واللي قدامي، واتحبست 3 مرات، وعليا 6 أشهو حبس، و20 ألف جنيه للكهرباء بسبب نظام الممارسة». ومن جانهم ناشد العاملون بهيئة السكك الحديدية، الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالتدخل للإبقا عليهم في مساكنهم، خاصة وأنهم لا يملكوا مساكن بديلة.
