شهدت الدبلوماسية المصرية الأسبوع الماضي العديد من التطورات، لاسيما فيما يخص الزيارات الخارجية المتبادلة، فبينما توجه وزير الخارجية سامح شكري إلى واشنطن لإجراء مباحثات مع المسؤولين الأمريكيين تستهدف جس نبض الإدارة الأمريكية الجديدة لدونالد ترامب، توجه الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الإمارات في فترة تشهد العلاقات المصرية الخليجية توترا ملحوظا. زيارة شكري لواشنطن توجه شكري إلى الولاياتالمتحدة في زيارة استغرقت عدة أيام، أجري خلالها مباحثات مع نظيرة الأمريكي، جون كيري، وقيادات الإدارة الأمريكية، بالإضافة إلى محادثات مع أعضاء الكونجرس، وتواصل مع المسؤولين بالإدارة الأمريكية الانتقالية، وأجرى لقاءات مع عدد من وسائل الإعلام هناك. واستهدفت الزيارة، بحسب المصادر الرسمية في وزارة الخارجية، تعزيز العلاقات المصرية الأمريكية، والتأكيد على أهمية تحقيق المصالح المشتركة للبلدين خلال الفترة المقبلة، ونقل الرؤى المصرية لكيفية التعامل مع مختلف القضايا الإقليمية وإيجاد تسويات لها، خاصة خلال المرحلة الانتقالية المهمة التي تشهدها الولاياتالمتحدة حاليا. يرى مراقبون أن الزيارة جاءت قبل تسلم الرئيس المنتخب دونالد ترامب الحكم في يناير المقبل؛ لجس نبض الإدارة الأمريكية الجديدة ومحاولة لاستطلاع آرائهم فيما يخص قضايا منطقة الشرق الأوسط، حيث يؤكد سامح شكري خلال لقائه مع نائب الرئيس الجديد مايك بنس، أن القاهرة تسعى إلى تأسيس علاقة شراكة مع الولاياتالمتحدة في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة، ترتكز على دعم استقرار واشنطن لمنطقة الشرق الأوسط ومكافحة الإرهاب. ونقل شكري رسالة شفهية من الرئيس عبد الفتاح السيسي لترامب، أشار فيها إلى تأكيد مصر على عمق وخصوصية العلاقات مع أمريكا، والتأكيد على إمكانية اعتماد الولاياتالمتحدة على مصر كشريك يدعم الاستقرار ويسهم بفاعلية في حل أزمات الشرق الوسط ويساهم بفاعلية في جهود مكافحة الإرهاب. وأوضح المتحدث باسم الخارجية المصرية، أن نائب الرئيس الأمريكي المنتخب استمع بحرص للشرح الذي قدمه وزير الخارجية لمسار عملية الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي في مصر، والتحديات التي تواجه المجتمع المصري في هذا المجال، حيث حرص شكري على إحاطة الجانب الأمريكي بتفاصيل برنامج الاقتصادي، والإجراءات التي اتخذتها الحكومة المصرية على هذا المسار مؤخرا، مؤكدا أن كل الإجراءات تبرهن على جدية مصر فى مواجهة التحديات الاقتصادية واتخاذ الحكومة المصرية لقرارات حاسمة وصعبة طال انتظارها للقيام بإصلاحات جذرية في هيكل الأوضاع الاقتصادية فى البلاد. السيسي في الإمارات توجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس الخميس، على رأس وفد إلى أبوظبي في زيارة للإمارات تستغرق يومين، ويشارك الرئيس المصري خلال الزيارة في احتفالات الإمارات بالعيد الوطني وبحث دعم التعاون وآخر تطورات المنطقة. وكان المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، السفير علاء يوسف، صرح بأن زيارة الرئيس المصري إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، تأتي في إطار متابعة التشاور والتنسيق المستمر بين الدولتين الشقيقتين، فضلاً عن مشاركة الرئيس المصري في فعاليات العيد القومي لدولة الإمارات العربية المتحدة. وقال يوسف إن مباحثات الرئيس المصري مع قادة دولة الإمارات ستركز على سبل تطوير العلاقات الثنائية المتميزة على مختلف الأصعدة، بما يعزز من مستوى التعاون الاستراتيجي القائم بين البلدين لمواجهة التحديات الإقليمية الراهنة التي تشهدها المنطقة. وكشف سياسيون وخبراء عن أسباب زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لدولة الإمارات العربية المتحدة، متوقعين الترتيب لعقد قمة ثلاثية بحضور العاهل السعودي لتصفية الأجواء ودعم علاقات الأخوة المشتركة، وتوقع أحمد المسلماني في افتتاحية برنامجه الطبعة الأولي، المذاع على فضائية دريم، مساء الأربعاء، وفقا لتقارير صحفية، انعقاد قمة مصرية سعودية تجمع الرئيس السيسي والملك سلمان على هامش احتفالات العيد الوطني لدولة الإمارات بأبو ظبي. وتوترت العلاقات بين الرياضوالقاهرة الشهر الماضي على خلفية تصويت مصر لصالح مشروع قرار روسي بشأن سوريا في مجلس الأمن، خلافًا لرغبة السعودية، الأمر الذي وصفه مندوب السعودية بالمؤلم، حيث تختلف وجهات النظر بين السعودية ومصر بشأن سوريا، فبينما تريد الرياض إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد ونظام حكمه ودعم المعارضة المسلحة، ترى القاهرة أن المفاوضات والحل السياسي هما سبيل حل الصراع هناك، بما يحافظ على مؤسسات الدولة السورية. وعاد التوتر مرة أخرى بين البلدين مع إعلان القاهرة في بدايات الشهر الماضي أنها لم تتسلم دفعة جديدة من شحنات النفط من أرامكو السعودية للمرة الثانية، بعدما علقت شركة أرامكو توريد الشحنات النفطية لمصر بداية من شهر أكتوبر، الأمر الذي فسره بعض المراقبين على أنه رد سعودي على تصويت مصر في مجلس الأمن، كما توجت هذه الخلافات برفض مصري الانسحاب من القمة العربية الإفريقية على أثر تضامن السعودية والبحرين وقطر ودول عربية أخرى مع المغرب اعتراضًا على مشاركة البوليساريو، وهو ما رآه المراقبون استكمالًا للخلاف المصري مع المحور السعودي في وجهات النظر في قضايا المنطقة. ويرى سياسيون ودبلوماسيون أن الزيارة يمكن النظر إليها من زوايا عدة، أولها الرد على زيارة ولي عهد أبو ظبي للقاهرة منذ أيام، كما ينظر إليها على أنها محاولة لتضييق هوة الخلاف بين مصر والسعودية، وكذلك توجيه رسائل مهمة جدًّا بأن العلاقات المصرية-الإماراتية لن تتأثر نتيجة لوجود خلاف بين مصر والسعودية في وجهات النظر فيما يتعلق بقضايا المنطقة.