اجتماعات ولقاءات وزيارات متبادلة، شهدتها المنطقة خلال هذا الأسبوع، كانت لمصر النصيب الأكبر منها، فبدءا من زيارة وزير الخارجية السعودية "عادل الجبير"، مرورا بزيارة كبير المفاوضين الفلسطينين "صائب عريقات" إلى القاهرة واجتماعه بوزير الخارجية "سامح شكري" لمناقشة التصعيد الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، وصولا إلى جولة "السيسي" الخارجية التي شملت الإماراتوالهند. جولة السيسي الخارجية مباحثات الرئيس عبد الفتاح السيسي في الإمارات شملت تنسيق الموقف المصري الإماراتي حيال الأزمة السورية وبحث آخر التطورات والمستجدات حولها، وأهمية الخروج من هذه الأزمة بالتنسيق مع القوى الدولية والإقليمية لإيجاد حلول سياسية تضمن أمن وحماية سوريا الموحدة والحفاظ على مؤسساتها الوطنية، وأكدا "السيسي" و"محمد بن راشد" على ضرورة تعزيز جسور التواصل والتعاون والحوار مع المجتمع الدولي لإيجاد حلول مشتركة لمختلف القضايا والتحديات الإقليمية والدولية. زيارة "السيسي" إلى الإمارات تأتي أيضا في وقت تسعى القاهرة فيه من خلال تحركاتها الخارجية إلي تقريب وجهات النظر بين الدول الخليجية من جهة، وروسيا وإيران من جهة أخرى لحل أزمات المنطقة، هذه المساعي لاقت ترحيبًا من قبل موسكو وطهران، اللتان تتطلعان لأن تقود مصر حوار بينها وبين دول الخليج، في الوقت الذي تسعى فيه دولة قطر إلى أن تلعب هذا الدور لتتوسط في مصالحة خليجية إيرانية لا تدعي إليها القاهرة، لتقفز الدوحة على مكانة إقليمية ودولية، بينما مصر هي الأجدر بها. وفي سياق متصل، توجه السيسي إلى الهند، للمشاركة فى القمة الثالثة لمنتدى الهند-إفريقيا، وتسعى مصر للاستفادة من الخبرة الهندية في مجال تطوير المشروعات الصغيرة المتوسطة وتنشيط تعاون الصندوق الاجتماعي للتنمية بمصر مع نظيره الهندي، وتفعيل اتفاق الصندوق والهيئة العربية للتصنيع من جانب مصر ومؤسسات هندية في مجال البرمجيات وصناعة الحاسب الآلي. زيارة وزير الخارجية السعودي للقاهرة زيارة وزير الخارجية السعودي الخاطفة إلى القاهرة، على رأس وفد كبير استغرقت عدة ساعات فقط، كانت مفاجئة لكثير من المحلليين أبرزهم أكد أن هناك "قضية ما" ملحة تستدعي هذه الزيارة العاجلة بعد اجتماعات فيينا، وما يؤكد ذلك ما قاله الجبير في مؤتمر صحفي مع نظيره سامح شكري، بأن الموقف المصري من الأزمة السورية متطابق مع الموقف السعودي وهو ما ينطوي على الكثير من المبالغة، ففي الوقت الذي يكرر فيه الجبير، على ضرورة رحيل الرئيس بشار الأسد، يأتي الموقف المصري نقيضا للموقف السعودي، مؤكدا أن «مستقبل بشار في السلطة هو أمر يحدده الشعب السوري». النقطة الأخرى التي تظهر الفجوة الكبيرة في مواقف البلدين بهذا الملف تأييد السلطات المصرية للضربات التي تشنها روسيا في سوريا وترحيبها به، وهي الضربات الذي تعارضها السعودية بشدة، وهددت أكثر، أنها قد تلجأ إلى الخيار العسكري لمواجهة هذا التدخل وإسقاط الرئيس الأسد في الوقت نفسه، كشفت عن تزويدها للمعارضة السورية المسلحة ب 500 صاروخ من نوع (TOW) الأمريكية الصنع المضادة للدروع، وألمحت إلى إمكانية إرسال صواريخ أخرى مضادة للطيران. ويرى المراقبون أن مطالبة سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي في اجتماع فيينا الرباعي بتوسيع لجنة المتابعة للحل السياسي في سوريا لإضافة مصر وإيران، كانت سببًا في زيارة الجبير إلى القاهرة كخطوة استباقية، ومحاولة التقرب من القيادة المصرية، وتخفيف حدة التوتر معها حول الشأن السوري، كما خروج الأردنوالإمارات من الخندق السعودى تجاه الملف السوري، أعطى إشارة للإدارة السعودية أنها بمفردها في هذا الملف ولم يبق معها غير أعداء الأمس القريب قطر وتركيا، لاسيما بعدما وقعت الأردن اتفاقا للتنسيق مع روسيا في الجبهة الجنوبية السورية مما يعني العمل المشترك ضد الجماعات المسلحة التي تسيطر على المنطقة الحدودية في مدينة درعا وتدعمها السعودية، فضلًا عن مقاربة الموقف الإماراتي للموقف المصري حيال الأزمة السورية، هذه الأمور كلها رجحت التحليلات التي تتحدث عن أن الزيارة المفاجئة للجبير إلى القاهرة تعكس تراجعا أو مرونة سعودية تجاه مصر، ومحاولة لتطويق الخلافات معها في ملفات عديدة أهمها الملف السوري. عريقات في القاهرة لبحث التهدئة زيارة كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات للقاهرة في هذا التوقيت حمل دلالات كثيرة أهمها هو السعي العربي لتهدئه الأوضاع المشتعلة في فلسطين، حيث أكدت الصحافة الصهيونية كثيرًا في تقارير لها عن محاولات أردنية مصرية من أجل العودة مرة أخرى للمفاوضات، ومحاولة تخفيف حدة التوتر في الأراضي المحتلة. وخلال الزيارة حرص كبير المفاوضين الفلسطينيين خلال لقاءه سامح شكري وزير الخارجية المصري، على إحاطة شكري بنتائج اللقاءات التي عقدت في عمان مؤخراً بين الولاياتالمتحدة والمملكة الأردنية الهاشمية والجانب الفلسطيني، التي استهدفت بحسب عريقات التوصل إلى تهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، ووضع حد للمواجهات بين الجانبين، واستعادة الوضع القائم بالحرم الشريف بما يكفل حقوق المسلمين وإشراف الأردن على الحرم القدسي. وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية، إن حديث عريقات خلال لقاءه شكري عكس قدراً كبيراً من القلق تجاه مستقبل العملية السلمية، وانتقاداً لغياب الرؤية الواضحة والإرادة السياسية لتفعيل حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفقاً لحدود 1967، محملاً المجتمع الدولي مسئولية توفير الحماية للشعب الفلسطيني تحت الاحتلال.