يعد الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي من رواد حركة التجديد في الشعر العربي المعاصر، وله عدة دواوين منها مدينة بلا قلب، مرثية العمر الجميل، كائنات مملكة الليل. حصل على دبلوم دار المعلمين 1955, ثم ليسانس الاجتماع من جامعة السوربون الجديدة 1978, ودبلومة الدراسات المعمقة في الأدب العربي 1979. عمل مدير تحرير لمجلة صباح الخير، ثم سافر إلى فرنسا، حيث عمل أستاذًا للشعر العربي بجامعاتهان بعدها عاد إلى القاهرة؛ لينضم إلى أسرة تحرير "الأهرام". يا عمّ .. من أين الطريق ؟ أين طريق " السيّدة "؟ -أيمن قليلًا، ثمّ أيسر يا بنيّ قال ,, و لم ينظر إليّ ! … و سرت يا ليل المدينة أرقرق الآه الحزينة أجرّ ساقي المجهدة للسيّدة بلا نقود، جائع حتّى العياء بلا رفيق كأنّني طفل رمته خاطئة فلم يعره العابرون في الطريق حتّى الرثاء ! … إلى رفاق السيّدة أجرّ ساقي المجهدة و النور حولي في فرح قوس قزح و أحرف مكتوبة من الضياء "حاتي الجلاء" وبعض ريح هيّن، بدء خريف تزيح عقصة مغيّمة مهمومة على كتف من العقيق والصدف تهفهف الثوب الشفيف وفارس شدّ قواما فارغًا كالمنتصر ذراعه يرتاح في ذراع أنثى كالقمر وفي ذراعي سلّة فيها ثياب ! … و الناس يمضون سراعا لا يحلفون أشباحهم تمضي تباعا لا يتظرون حتّى إذا مرّ الترام بين الزحام لا يفزعون لكنّني أخشى الترام كلّ غريب ههنا يخشى الترام! وأقبلت سيّارة مجنّحة كأنّها صدر القدر تقلّ ناسًا يضحكون في صفاء أسنانهم بيضاء في لون الضياء رؤوسهم مرنّحة وجوههم مجلوّة مثل الزهر كانت بعيدًا، ثمّ مرّت، واختفت لعلّها الآن أمام السيّده و لم أزل أجرّ ساقي المجهدة … والناس حولي ساهمون لا يعرفون بعضهم.. هذا الكئيب لعلّه مثلي غريب أليس يعرف الكلام ؟ يقول لي.. حتّى .. سلام! يا للصديق! يكاد يلعن الطريق ! ما وجهته؟ ما قصّته؟ لو كان في جيبي نقود! لا لن أعود لا لن أعود ثانيًا بلا نقود يا قاهرة أيا قبابًا متخمات قاعدة يا مئذنات ملحدة يا كافرة أنا هنا لا شيء، كالموتى، كرؤيا عابرة أجرّ ساقي المجهدة للسيّدة للسيّدة