عقدت الهيئة العامة لقصور الثقافة فعاليات مؤتمرها الأدبي السنوي لليوم الواحد بعنوان القاهرة في الثقافة المعاصرة بمكتبة القاهرة الكبري بالزمالك. وقد رأس المؤتمر الأديب الكبير إبراهيم أصلان بحضور نخبة من الأدباء ورئيس الاقليم أحمد زحام وأقيم علي هامش المؤتمر معرض فن تشكيلي بعنوان القاهرة بفرشاة فناني ثقافة القاهرة يضم26 لوحة تعبر عن رؤية فناني القاهرة لمدينتهم, أعقب ذلك عرض فيلم قصير عن القاهرة شمل بعض معالمها قديما, مثل كنوز في متحف بولاق, المقهي الشعبي, ميدان العتبة الخضراء, حدائق الأزبكية, الجامع الأزهر, كنيسة ماري جرجس, جامع السلطان قلاوون, كنيسة الأرمن الأرثوذكس, مبيضة محمد علي, إلي جانب مظاهر لمدينة القاهرة الأوروبية التي بناها الخديو إسماعيل: مثل قصر عابدين, المتحف المصري, مجمع الأديان, دار الأوبرا, وصاحب عرض مشاهد الفيلم أغنية عظيمة يا مصر للفنان الكبير وديع الصافي. وبدأ د. أحمد مجاهد رئيس الهيئة كلمته واصفا رئيس المؤتمر الأديب الكبير إبراهيم أصلان بابن القاهرة, ومن عارك حواريها وأزقتها وأعاد إفرازها أدبا شهيا كما تفعل النحلة, ثم انتقل إلي من وصفهم بالمجموعة المتميزة من الأدباء الذين نشرف بتكريمهم وهم د. صلاح مرعي والشاعر الكبير حسن فتح الباب واحد من رواد الشعر الحديث في الوطن العربي, اسم الناقد المرحوم والأديب محمد محمود عبد الرازق, كما أكد د. مجاهد انه لن يتكلم عن القاهرة التي تعرفونها أكثر مني فهي كما يقول عنها ستانلي لين بول أن من لم ير القاهرة لم ير الدنيا والكاتب الكبير جمال حمدان أنها خاصرة مصر ومجمع الوادي والفرعين وملتقي الصحراوين, كأنما القطر المصري علي ميعاد فيها, كما أشار د. مجاهد إلي نصين صغيرين لشاعر له من وجهة نظره علاقة متميزة بالقاهرة هو الشاعر الكبير أحمد عبد المعطي حجازي, فعلاقة هذا الشاعر ينطبق عليها ما يمكن أن نسميه بصدمة المدينة وأشار إلي قصيدة من ديوان مدينة بلا قلب بعنوان أنا والمدينة وألقي د. مجاهد القصيدة معلقا أن هذا نموذج من نماذج تعامل شاعر مصري مع القاهرة, ثم قرأ المقطع الأخير من قصيدة الطريق إلي السيدة المكتوبة عام1955 التي يقول فيها: يا قاهرة أيا قبايا متخمات قاعدة يا مئذنات ملحدة ياكافرة أنا هنا لا شيء كالموت, كرؤيا عابرة أجر ساقي المجهدة للسيدة ووصف الكاتب الكبير إبراهيم أصلان في بداية كلمته القاهرة بأنها وحدها من أهم عواصم العالم, سواء لتاريخها الكبير أو لطبيعتها, فليس هناك ثقافة معاصرة من غير القاهرة, وقال إنه بالرغم من أننا الآن نكافح العشوائيات, والتلوث الموجود بها فإنها تحتفظ بقيمتها النسبية باعتبار أنها واحدة من أجمل عواصم العالم, وكل من سافر إلي بلد آخر يعرف هذه الحقيقة, كما أن بنيتها الدخيلة والمستجدة تتواري في العتمة وبنيتها الأصلية تسفر عن نفسها, كما أشار إلي جمال ليل القاهرة الذي هو حالة إبداعية لا نري مثيلا لها مؤكدا أن القاهرة محتشدة بكل مفردات الابداع. ثم دارت جلسات المؤتمر حول ثلاث محاور: الأول الحضور التاريخي للقاهرة وتضمن عدة ابحاث تحدثت عن أعمال نجيب محفوظ التي ظهرت فيها القاهرة متداخلة العصور ومتعددة المستويات حيث يتحرك في مجمل اعماله بين الماضي البعيد والقريب ويقدم بانوراما للقرن العشرين برؤية فلسفية والمحور الثاني تجليات القاهرة في الادب المعاصر الذي ألقي الضوء علي نماذج لروايات بعض الكتاب مثل علاء الديب خاصة رواية القاهرة والقاهرة والرواية الجماعية للدكتور حسين حمودة. وتناول المحور الثالث القاهرة في الفنون المعاصرة ومنها الفنون التشكيلية, حيث سرد د. سيد القماش تاريخ فنون القاهرة منذ نشأة مدرسة الفنون الجميلة عام1908. واختتم المؤتمر بأمسية شعرية وأوصي المؤتمر بالمحافظة علي ملامح القاهرة التي تشكلت عبر العصور.