أكد مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير محمد حجازي، أن زيارة الرئيس السيسي للسودان استراتيجية وفي توقيت شديد الحساسية والخطورة، علي خلفية تعرض الأمن المائي في البلدين للخطر، الأمر الذي يستدعي التشاور بين القاهرة والخرطوم. وأضاف حجازي، في اتصال هاتفي مع قناة "صدي البلد" مساء اليوم /السبت/، أن: "الأوضاع علي الحدود السودانية الإثيوبية متوترة، وكذا الأوضاع في الصومال وتشاد، وهو أمر يستدعي تشاورا إقليميا". وفيما يتعلق بسد النهضة.. أكد حجازي أن موقف مصر بشأن السد الإثيوبي واضح أمام العالم، علي خلفية دعوتها للرباعية الدولية" الأممالمتحدة، والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي والولاياتالمتحدة" للقيام بدورها المأمول، وكذا الجانب الاثيوبي للامتثال للارادة المشتركة التي تتيح لهم التوصل إلي اتفاق يسمح لهم بالتنمية ولنا بالحياة. وأوضح أن الرئيس السيسي اتفق مع عبد الفتاح البرهان، خلال المؤتمر الصحفي، علي المبادرة السودانية لدعوة الرباعية لمشاركة أطراف التفاوض، للتوصل إلي حل يقود لاتفاق قانوني ملزم وتحديد قواعد الملء والتشغيل حسبما تطلب مصر، مؤكدا في الوقت نفسه أن مصر تثق في الاتحاد الافريقي وقدرته علي حل أزمة السد الإثيوبي. ورأي أنه سيكون هناك ضغوط دولية وإقليمية ستمارس خلال الفترة من الآن وحتي يوليو القادم وإطلاق عملية مفاوضات في فترة زمنية محددة تقودها البلدان الثلاث، موضحا أن مفهوم إدارة النهر الدولي أنه يجب أن يتم بالتشارك، مشددا علي أن مصر لن تقبل أي إجراء أحادي يقود للملء الثاني للسد. وأكد أن الرئيس السيسي أوضح مرارا أن معركة التفاوض ستكون معركة مصر الأولي وسنسعي من خلالها للتوصل إلي حل يصل لاتفاق قانوني ملزم يتيح لإثيوبيا تحقيق أهدافها وأن يحفظ حقوق مصر والسودان الحياتية في مياه النيل. وشدد علي أن إثيوبيا تخلفت عن اتفاق واشنطن الذي كان قد اقترب نجاحه، مبينا أن هناك إدارة جديدة في الولاياتالمتحدة عليها أن تتحمل مسؤولياتها بشأن أزمة السد الإثيوبي. ولفت إلي أن الممارسات الإثيوبية تعكس للمجتمع الدولي مدي المماطلة الإثيوبية، قائلا: "الفترة القادمة ستكون حاسمة ولا داعي الآن للوصول لنتائج أو استخلاصات حتي نستنفذ كل الأدوات المتاحة التي أتاحها لنا القانون الدولي وغيرها". وفيما يتعلق بالتعاون بين البلدين، قال: "إن هناك تعاونا عسكريا وتنمويا و ربط كهربائي بين مصر والسودان، كما أن العلاقات بين القاهرة والخرطوم "تاريخية و أزلية" وليست موجهة ضد إثيوبيا".