سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إثيوبيا تبحث عن هدنة.. أديس أبابا تعلن استعدادها للتفاوض مع القاهرة والخرطوم.. محللون: مراوغة لكسب الوقت.. 10 سنوات لم تكفها وتخشى التقارب المصري السوداني
كشف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية دينا مفتي ، أن أديس أبابا ليس لديها مشكلة في توقيع أي اتفاقيات بين السودان ومصر ما لم توجه ضد إثيوبيا. وقال مفتي إن "مصر والسودان دولتان ذواتا سيادة، ويمكنهما أن تفعلا أي شيء معا ، ويمكنهما أن توقعا على أي اتفاقيات سواء كانت عسكريا او اقتصاديا أو تجاريا، ما دامت لا توجه ضد إثيوبيا، نحن لا نعترض على أي معاهدة توقعان عليها". ووقعت مصر والسودان، الثلاثاء، اتفاقا عسكريا، بحضور قائدي جيشي البلدين. وتزامن ذلك مع مطالبة وزيري خارجية مصر والسودان، الثلاثاء، إثيوبيا، بإظهار حسن النية والانخراط في عملية تفاوضية فعالة للتوصل لاتفاق ملزم بشأن سد النهضة. وجاء ذلك خلال مباحثات أجراها وزير خارجية مصر سامح شكري، مع نظيرته السودانية مريم الصادق المهدي، في القاهرة. وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية، أن أديس أبابا تأخذ المخاوف السودانية والمصرية بشأن سد النهضة على محمل الجد، مؤكدا أهمية طريق المفاوضات. وقال: "نحن نأخذ قلق مصر والسودان بشأن سد النهضة على محمل الجد، ولذلك نحن نتفاوض على المستوى الثلاثي. نحن إذا لم نكن نهتم بمخاوفهم لماذا نتفاوض؟ لماذا نذهب إلى الخرطوموالقاهرة؟ وأضاف: "نضمن لهم أننا لن نضرهم، وسدنا هو فقط لأغراض تنموية، ومن أجل الكهرباء". وجدد مفتي التأكيد على أهمية إيجاد حل لملف سد النهضة برعاية الاتحاد الإفريقي، قائلا إن "الأمر لا يتعلق باقتراح وساطة جديدة، الأمر لا يتعلق ببداية مسار جديد. لماذا علينا أن نبدأ مسارا جديدا؟ الأمر يتعلق بالاستمرار في نفس المسار الموجود منذ البداية" . وقال إن "الأمر لا يتعلق بملء السد أو عدمه ، المهم استمرار المفاوضات التي كانت قد عقدت تحت رعاية الاتحاد الإفريقي ". وقلل المحللون من تصريحات الخارجية الإثيوبية مؤكدين أنها فضل جديد من المراوغة من قبل أديس أبابا لكسب مزيد من الوقت حتى تتمكن من الملء الثاني للسد. احتواء سياسي أكدت الدكتورة أماني الطويل ، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الخبير في الشأن الأفريقي، أن إثيوبيا لم تعطِ مؤشرا جادا حول المستخرجات المطلوبة فيما يتعلق بمفاوضات سد النهضة، وفترات ملء السد. وأضافت "الطويل" في تصريحات ل "صدى البلد"، أن البيان الصادر عن الخارجية الإثيوبية يأتي في إطار الاحتواء السياسي بعد المشهد المصري السوداني، الذى يُظهر تعاونا كبيرا بين البلدين في عدة مجالات، بما يحقق مصالحهما وفقا لرؤية كل منهما ويضمن لشعوبهما السعادة والاستقرار. واختتمت "الطويل" قائلة، إن مجمل المشهد بين القاهرةوالخرطوم سوف يشهد تطورات إيجابية لصالح شعبي البلدين، وأمنهما الإنساني، وذلك في ظل "التغول" الإثيوبي على حقهما في المياه، وخاصة مع زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الخرطوم السبت المقبل، والتي سيكون لها صدى كبير على المستوى الإقليمي". مراوغة مثيرة للشك قال السفير صلاح حليمة، نائب رئيس المجلس المصري للشئون الإفريقية، إن التجارب والشواهد السابقة منذ شروع الجانب الإثيوبي في بناء السد النهضة وإعلان المبادئ ال 10 الملزمة للدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا حول مشروع السد، والموقعة في الخرطوم 2015 بحضور قيادات الدول الثلاث تؤكد عدم جدية المفاوض الإثيوبي. وأضاف "حليمة" في تصريحات ل "صدى البلد"، إن الثقة في الجانب الإثيوبي باتت منعدمة والأحاديث السابقة خير دليل، ففي كل مرة يعلن عن استئناف المفاوضات يرفض أي حلول ل التوصل لاتفاق مرضي لجميع الأطراف، اتفاق ملزم يراعي مصالح الجانب المصري والسوداني بعيدا عن سياسة فرض الأمر الواقع واتخاذ قرار أحادي الجانب كما تفعل أديس ابابا. وأكد "حليمة" أن تصريحات أديس أبابا مثيرة للشك، والشرط الوحيد للثقة فيها قبول الجانب الإثيوبي للوساطة التي جاءت عن طريق المبادئ المعلنة في 2015، متسائلا: كيف تقبل إثيوبيا بالوساطة وهي تضرب بكل القوانين والأعراف الدولية عرض الحائط وترفضها كما ترفض الوساطة؟ واختتم "حليمة"، قائلا: إن الحديث عن استئناف المفاوضات لا يحمل جديدا والأزمة مازالت مستمرة، مشددا: اعتقد أن الامر نوع من المراوغة فلا توجد شفافية في التعامل من قبل أديس أبابا مع القوانين الدولية والتدخل لحلحة الأزمة وحلها بما يتوافق مع مصالح الجميع. بيان مطاط أكد الدكتور هاني رسلان، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن إعلان إثيوبيا رغبتها في العودة إلى التفاوض تحت رعاية الاتحاد الأفريقي بحسن نية، مجرد مناورة لكسب المزيد من الوقت قبل قطع الشوط الأخير المتبقي حتى تقوم بالملء الثاني لسد النهضة. وأضاف "رسلان"، ل صدى البد، أن أديس أبابا تحاول كعادتها "التملص" من مقترح الرباعية الدولية وإشراك أمريكا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة في جهود التفاوض بالإضافة إلى الاتحاد الأفريقي. وتابع "رسلان"، أن مصر والسودان لديهما مساعٍ مشتركة لتحويل الجهود الراعية للمفاوضات من دور المراقب إلى دور الوسيط، ولكن إثيوبيا ببيانها الأخير رفضت ذلك وأعلنت أنها تتمسك بإعلان المبادئ وبرعاية الاتحاد الأفريقي، أي أنها تريد العودة للصيغة القديمة التي سبق تجربتها وفشلت فشلا ذريعًا في إحراز أي تقدم. وأكد "رسلان"، أن حسن النية، عبارة مطاطة خالية من أي التزام واضح أو محدد وهى فقط للادعاء أو الإيحاء بأنه سيكون هناك شيء مختلف، وهذا بعينه هو الخداع والكذب الذي درجت عليه إثيوبيا. واختتم حديثه قائلا: ماذا ننتظر من حكومة أو سلطة تقوم بقتل ومحاولة إبادة شعب كامل تحت مسمى انفاذ القانون، هي تقول شيئا وطوال الوقت تفعل شيئا آخر، وهذا ما حدث بالضبط طوال 10 سنوات من المفاوضات التي لم تحمل أي جديد.