مجلس أمناء الحوار الوطني يتابع تنفيذ الحكومة الجديدة لتوصياته    مدرب البنك الأهلي: لن أخوض مباراة زد قبل مواجهة سموحة    بسمة وهبة تتنقد تقصير شركة شحن تأخرت في إرسال أشعة ابنها لطبيبه بألمانيا    برواتب تصل ل11 ألف.. 34 صورة ترصد 3162 فُرصة عمل جديدة ب12 محافظة    ملفات شائكة يطالب السياسيون بسرعة إنجازها ضمن مخرجات الحوار الوطني    بنها الأهلية تعلن نتيجة المرحلة الأولى للتقديم المبكر للالتحاق بالكليات    سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الإثنين 1 يوليو 2024    13 فئة لها دعم نقدي من الحكومة ..تعرف على التفاصيل    برلماني يُطالب بإعادة النظر في قانون سوق رأس المال    مع بداية يوليو 2024.. سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم    التطبيق من 6:00 الصبح .. المواعيد الجديدة ل غلق وفتح المطاعم والكافيهات ب القليوبية    اتحاد العمال المصريين في إيطاليا يكرم منتخب الجالية المصرية في موندياليتو روما 2024    4 جنيهات ارتفاعًا في سعر جبنة لافاش كيري بالأسواق    رئيس هيئة نظافة وتجميل القاهرة يبحث مع العاملين مستوى النظافة بالعاصمة    بدء محادثات الأمم المتحدة المغلقة بشأن أفغانستان بمشاركة طالبان    الرئيس الكيني يدافع عن تعامله مع الاحتجاجات الدموية في بلاده    رودرى أفضل لاعب فى مباراة إسبانيا ضد جورجيا فى يورو 2024    زيلينسكي يحث داعمي بلاده الغربيين على منح أوكرانيا الحرية لضرب روسيا    انتخابات بريطانيا 2024.. كيف سيعيد ستارمر التفاؤل للبلاد؟    بحضور 6 أساقفة.. سيامة 3 رهبان جدد لدير الشهيد مار مينا بمريوط    يورو 2024 – برونو فيرنانديز: الأمور ستختلف في الأدوار الإقصائية    رابطة الأندية تقرر استكمال مباراة سموحة ضد بيراميدز بنفس ظروفها    موعد مباراة إسبانيا وألمانيا في ربع نهائي يورو 2024    عاجل.. زيزو يكشف كواليس عرض بورتو البرتغالي    بسيوني حكما لمباراة طلائع الجيش ضد الأهلي    بسبب محمد الحنفي.. المقاولون ينوي التصعيد ضد اتحاد الكرة    من هي ملكة الجمال التي أثارت الجدل في يورو 2024؟ (35 صورة)    امتحانات الثانوية العامة.. 42 صفحة لأقوى مراجعة لمادة اللغة الانجليزية (صور)    حرب شوارع على "علبة عصير".. ليلة مقتل "أبو سليم" بسبب بنات عمه في المناشي    مصرع 10 أشخاص وإصابة 22 فى تصادم ميكروباصين بطريق وادى تال أبو زنيمة    صور.. ضبط 2.3 طن دقيق مدعم مهربة للسوق السوداء في الفيوم    إصابة 4 أشخاص جراء خروج قطار عن القضبان بالإسماعيلية    شديد الحرارة والعظمى في العاصمة 37.. الأرصاد تكشف حالة الطقس اليوم    بالصور والأرقام | خبير: امتحان الفيزياء 2024 من أسئلة امتحانات الأعوام السابقة    التحفظ على قائد سيارة صدم 5 أشخاص على الدائري بالهرم    تحالف الأحزاب المصرية: كلنا خلف الرئيس السيسي.. وثورة 30 يونيو بداية لانطلاقة نحو الجمهورية الجديدة    بالصور.. أحدث ظهور للإعلامي توفيق عكاشة وزوجته حياة الدرديري    ربنا أعطى للمصريين فرصة.. عمرو أديب عن 30 يونيو: هدفها بناء الإنسان والتنمية في مصر    عمرو أديب في ذكرى 30 يونيو: لولا تدخل الرئيس السيسي كان زمنا لاجئين    «ملوك الشهر».. 5 أبراج محظوظة في يوليو 2024 (تعرف عليهم)    محمد الباز يقدم " الحياة اليوم "بداية من الأربعاء القادم    في أول أعمال ألبومه الجديد.. أحمد بتشان يطرح «مش سوا» | فيديو    مدير دار إقامة كبار الفنانين ينفي انتقال عواطف حلمي للإقامة بالدار    من هنا جاءت فكرة صناعة سجادة الصلاة.. عالم أزهرى يوضح بقناة الناس    تعاون بين الصحة العالمية واليابان لدعم علاج مصابي غزة بالمستشفيات المصرية    علاج ضربة الشمس، وأسبابها وأعراضها وطرق الوقاية منها    ذكرى رأس السنة الهجرية 1446ه.. تعرف على ترتيب الأشهر    تيديسكو مدرب بلجيكا: سنقدم ما بوسعنا أمام فرنسا    وزير الري: الزيادة السكانية وتغير المناخ أبرز التحديات أمام قطاع المياه بمصر    رئيس الوزراء: توقيع 29 اتفاقية مع الجانب الأوروبي بقيمة 49 مليار يورو    أمين الفتوى: التحايل على التأمين الصحي حرام وأكل مال بالباطل    هل تعاني من عاصفة الغدة الدرقية؟.. أسباب واعراض المرض    فيديو.. حكم نزول دم بعد انتهاء الحيض؟.. عضو بالعالمى للفتوى تجيب    اعرف الإجازات الرسمية خلال شهر يوليو 2024    جامعة القاهرة تهنئ الرئيس والشعب المصري بثورة 30 يونيو    أبوالغيط يبحث مع وزير خارجية الصومال الأوضاع في بلاده    محافظ الإسكندرية يطلق حملة "من بدري أمان" للكشف المبكر وعلاج الأورام السرطانية    هل الصلاة في المساجد التي بها أضرحة حلال أو حرام؟..الإفتاء توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تسليم جائزة عيسي لخدمة الانسانية

تفضل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسي آل خليفة عاهل البلاد المفدي حفظه الله ورعاه ، بحضور صاحب السمو الملكي الامير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر فشمل برعايته الكريمة هذا اليوم الاحتفال الذي اقيم بمركز عيسي الثقافي بتسليم جائزة عيسي لخدمة الانسانية في دورتها 2011-2012، والتي فازت بها الدكتورة جميلة محمود من ماليزيا في مجال الاغاثة من الكوارث والخدمة الانسانية الشاملة.
فلدي وصول جلالة الملك المفدي، كان في الاستقبال سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس امناء جائزة عيسي لخدمة الانسانية.
وفي بداية الاحتفال عزفت الفرقة الموسيقية السلام الملكي، وبعد تلاوة آي من الذكر الحكيم، تفضل حضرة صاحب الجلالة العاهل المفدي بالقاء كلمة سامية هذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
أصحاب السمو والمعالي والسعادة، ضيوفنا الكرام،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ، ،
إنه ليوم مشهود في حياة الوطن وحياتي الشخصية أن نحتفي معاً بذكري والد الجميع، المشمول برحمة الله ورضوانه، صاحب السمو الوالد الشيخ عيسي بن سلمان آل خليفة، نستحضر خصاله وشمائله الإنسانية.
نتأمل فيها قليلاً، وبإيجاز، صور القيم والشيم، التي جسدها الراحل الكبير، والتي بقيت في قلوبنا قيادة، وشعباً، حقائق عامرة بالمحبة والطيبة والوفاء.
وعليه فقد قررنا تخصيص جائزة تحمل أسمه الكريم، 'جائزة عيسي لخدمة الإنسانية'، والتي نحتفل بدورتها التأسيسية الأولي، لتكون قدوة ومحفزاً، ولتظل مملكة البحرين منارة تضيء سبل العاملين المخلصين من أجل إرساء أسس التعايش وإشاعة فضائل الخدمة الإنسانية.
صور كثيرة، للوالد والقائد والإنسان الذي بني بلده متكاتفاً مع شعبه ومنفتحاً علي العالم والإنسانية جمعاء.
كان أميرا وقائداً، أباً للجميع، أخاً للجميع، صديقاً لكل فرد من أبناء شعبه وإنساناً كبيراً، أحبه واحترمه العالم كله فأعطانا من رصيده الإنساني ما سيبقي ماثلاً علي مر الأجيال، فكان أصدق تجسيداً لما في البحرين من وفاء وتسامح وتحضر.
الحضور الكرام، ،
حينما اعتمدنا هذه الجائزة وأصدرنا مرسومنا بإحداثها وتحديد شروطها، حرصنا أن تكون جائزة يُكافأ الفائز بها، بغض النظر عن أي اعتبار عقائدي أو جغرافي أو قومي، غايتها المثلي الحث علي خدمة الإنسانية. جائزة تتعدي الحدود المكانية، أسسناها لتكريم أجمل ما في الإنسان وتحرينا أن تكون خالصة لتقدير العمل الإنساني، ما يعكس سعينا الأكيد لكي يكون شعب البحرين مثالاً للانسجام والتآخي علي أساس العلاقات الإنسانية المتينة، ليعيش في أجواء الانفتاح الديمقراطي، من خلال تثبيت دعائم التعايش، والتكاتف، والتسامح. وهي ذات القيم التي آمن بها صاحب السمو الوالد الشيخ عيسي بن سلمان آل خليفة رحمه الله، مستلهمة من تواضعه الصادق، وقربه من المواطنة والمواطن في مملكة البحرين، في أفراحهم وأتراحهم وفي تطلعاتهم وانفتاحهم علي العالم.
إن حياة وانجازات الأمير الراحل طيب الله ثراه هي حافز لكل إنسان يسعي ويعمل لخدمة بني جنسه والتخفيف من معاناة الإنسان أينما كان، نقف عندها وقفة تقدير واحترام لهؤلاء الأشخاص الذين عملوا لخدمة الإنسانية دون الالتفات إلي جزاء من احد في هذه الدنيا علي سعتها، إلا من الله سبحانه وتعالي، فلهم منا كل تقدير واحترام.
الأخوة و الأخوات، ،
لقد سررنا كثيراً أن تفوز بهذه الجائزة في دورتها الأولي، سيدة فاضلة، مشهورة بانجازاتها المميزة في مجال مساعدة الأفراد والجماعات، سواء في بلدها ماليزيا الشقيقة أو في سواها من البلدان الأسيوية والأفريقية، حيثما لمست الحاجة إلي تدخلها الإنساني.
لقد تميز مسار الدكتورة جميله محمود بالتفاني ونكران الذات من أجل إبلاغ رسالتها الإنسانية ونشر الوعي لحقوق الإنسان.
ويزداد تقديرنا لها كونها بدأت عملها بجهود شخصية مستهدفة الفئات المحتاجة أكثر من غيرها للدعم والمساندة، وتجاوزت ذلك بدعوة مختلف المؤسسات والمنظمات الحكومية والخاصة للإسهام في جهودها الإنسانية، في داخل ماليزيا وخارجها.
وإننا إذ نعرب للدكتورة عن التهنئة بفوزها المستحق، يسرنا كذلك أن نشكر رئيس مجلس أمناء الجائزة وأعضاء المجلس ولجنة الترشيح وهيئة التحكيم علي ما بذلوه جميعهم من جهد ولما تميزت به مداولاتهم ومشاوراتهم من حيطة وتحكيم معايير الموضوعية والأنصاف، والتجرد في اختيار الفائزة الأولي بالجائزة، مسترشدين في عملهم بما أكدنا عليه من مبادئ نراها والحمد لله مجسدةً في هذا الاختيار الموفق.
وحيث تُرسخ هذه الجائزة، طبيعة أهل البحرين وعاداتهم الخيرة، في التكافل والتضامن والشعور بمعاناة أخيهم الإنسان في أي مكان من هذا العالم متمثلين بذلك نهج الغر الميامين من الآباء والأجداد، فإننا ندعو الشباب الذين يشاركوننا الاحتفال بهذه المناسبة العمل من اجل مستقبل الوطن وخير الإنسانية جمعاء. شاكرين الحضور علي مشاركتهم لنا هذا الاحتفال بهذه الجائزة التي تخلد ذكري المغفور له بأذن الله تعالي الوالد ووالد الجميع.
والله نسأل أن تكون 'جائزة عيسي لخدمة الإنسانية' قيمةٌ مضاعفة وداعمة لصرح العمل الإنساني في مملكة البحرين وفي العالم. كما نأمل أن تصبح الجائزة مرجعاً نستحضر من خلاله مبادئ وأعمال فقيد الوطن والإنسانية والد شعب البحرين العزيز، صاحب السمو الشيخ عيسي بن سلمان آل خليفة، تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح الجنان.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ، ،
بعد ذلك القي سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة كلمة قال فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم
حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسي آل خليفة حفظه الله، ، ،
صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، ،
أصحاب السمو والمعالي والسعادة، ، ،
الحضور الكرام، ، ،
بفيض من الشعور بالشكر والامتنان، وليتموني جلالتكم رئاسة مجلس أمناء جائزة عيسي لخدمة الإنسانية التي جاءت بمبادرتكم الكريمة بإطلاق اسم المغفور له بإذن الله الأمير الراحل الشيخ عيسي بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه عليها، تخليداً لذكري سموه العطرة واحتفاء بجهوده المتفانية والاستثنائية من اجل الإنسانية وتكريما للأشخاص والمؤسسات التي عملت في خدمة الإنسانية بغض النظر عن انتمائهم أو دينهم أو مواقعهم الجغرافية.
وإنه لمن دواعي اعتزازي البالغ وسعادتي الغامرة ان ارحب بجلالتكم وضيوفكم الكرام، وان أتحدث عن المغفور له بإذن الله تعالي صاحب السمو الشيخ عيسي بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، الإنسان المحب لكل الناس، الكريم، المتواضع، الإنسان الذي عرفته عن قرب وتعلمت الكثير من خصاله ومزاياه، حيث شملني بمودته الصادقة ونال مني كل الولاء و الاحترام والتقدير والتفاني في خدمته وخدمة الوطن، واني لأتشرف بتكليفي من لدن جلالتكم برئاسة مجلس أمناء جائزة عيسي لخدمة الإنسانية، هذه المهمة، التي هي من أعز المهمات التي أقوم بها.
صاحب الجلالة، ،
الحضور الكرام، ،
ستبقي الإنسانية تذكر سموه رحمه الله، لأنه عاش من اجلها ومن اجلها قضي مرتاح الضمير، بما أنجزه وحققه للإنسان في البحرين، وما أسس له من علاقات حميمة وطيبه مع الجميع في داخل البحرين وخارجها.
'صديق السلام الصدوق كما وصفه الرئيس بيل كلينتون'، ' الداعم للاستقرار في المنطقة والعالم لسنوات عديدة ' كما وصفه السيد كوفي انان، الإنسان الأمير، والحاكم الإنسان، صاحب الجائزة المغفور له سمو الأمير الراحل، فلقد كان تأثيره مشهوداً في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية طيلة أربعة عقودٍ، عمل خلالها، وبمعاونة أخيه ورفيق دربه الأمين صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، علي النهوض بالبحرين فكرس جل وقته واهتمامه نحو تسخير موارد البحرين في مجالات التنمية البشرية والاقتصادية والعلاقات الدولية والرفاه الاجتماعي فاستحق أن يكون مثالاً للحاكم القائد والأمير الإنسان.
كان رجل الاستقلال واستكمال دولة القانون والنظام، أباً للدستور والشوري والممارسة الديمقراطية، رجل التنمية واستكمال النهضة الشاملة، رجل الوحدة الخليجية والتضامن العربي في أصعب الأوقات والمواقف، رجل السلم والتعاون الدوليين والصداقة المخلصة بين الشعوب.
لقد أعلي سموه من شأن العلم وعزز من مكانته واهتم بالرعاية الصحية والاجتماعية والتنمية البشرية والحضرية فبرؤيته النافذة وسياساته الحكيمة تمكن من تحويل البحرين إلي دولة حديثة ذات اقتصاد قوي ومتنوع، وبناء مجتمع متسامح ينعم فيه أهله بالأمن ويطمئنون فيه علي مستقبلهم ومستقبل أبنائهم فمن مآثره هذه جاءت الجائزة بأمر جلالتكم لتكون حافزا لكل من سار علي نهجه ودربه في خدمة الإنسان.
واليوم، ننظر إلي مناقبه وصفاته وسجاياه، فنراها حيه في قلوبنا، ونجد الرصيد الإنساني لفقيدنا الكبير حقيقة راسخة، بحجم دوره الوطني والعربي والإسلامي.
لقد جاء قرار مجلس أمناء جائزة عيسي لخدمة الإنسانية بإعلان فوز الدكتورة جميلة محمود مؤسسة منظمة ماليزيا الرحمة بجائزة عيسي لخدمة الإنسانية بعد عمل دؤوب تطلب عامين للاختيار من بين مجموعة كبيرة من المرشحين، حيث يساور أعضاء مجلس الأمناء ولجنة الترشيح، يقين بان الشخصية المختارة لنيل هذه الجائزة، لمستحقة لها لما قدمت من تضحيات موصولة، وجهد وتفان في خدمة المحتاجين من أبناء البشر حيثما وجدوا، بدون تمييز أو تصنيف أو تفضيل.
وزادت سعادتنا حينما استقر رأي لجنة الترشيح بالإجماع علي الفائزة، الدكتورة جميلة محمود، تقديراً للمرأة في شخصها وللمرأة في بلدها الشقيق ماليزيا وفي العالم.
بذلك، يا صاحب الجلالة، نكون قد ساهمنا بجهد متواضع في استحضار شمائل والدنا جميعاً، وإبراز قيمة أعماله الإنسانية، وفضائله علينا في الاهتمام بالإنسان، والحرص علي كرامته، والأخذ بيده وقت الشدة والمحن آملين مخلصين ان نستوعب جميعاً مغزي ومقاصد هذه الجائزة التي تسعي إلي إحياء سجايا صاحبها وما تميزت به أعماله الخيرة، رحمه الله، التي شملت الجميع بروح المساواة، دونما تمييز.
الدكتورة جميلة، أرحب بك في مملكة البحرين، معرباً عن تقديري لجهودك وانجازاتك الإنسانية، وعن تهنئتي لك بالفوز بالجائزة متمنياً لك المزيد من النجاح والتوفيق.
وانتهز هذه المناسبة لان أعرب عن بالغ الشكر والتقدير للمؤسسة الخيرية الملكية لمساندتها ودعمها لجائزة عيسي لخدمة الإنسانية، وأتوجه بالشكر والتقدير أيضاً إلي أعضاء مجلس الأمناء والي لجنة الترشيح و هيئة التحكيم والأمانة العامة وكافة الجهات التي أسهمت بتعاونها وجهودها لإنجاح عملنا الإنساني النبيل وفاء لذكري المغفور له بإذن الله تعالي صاحب السمو الشيخ عيسي بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ، ،
ثم عرض فيلم ثائقي عن حياة المغفور له باذن الله تعالي صاحب السمو الشيخ عيسي بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه بعنوان' عيسي بن سلمان الامير الانسان' تناول جهود سموه رحمه الله في مجال الاعمال الخيرية والانسانية.
بعدها القي البروفسور يان بولسن رئيس هيئة الترشيح للجائزة كلمة قال فيها: انه لشرف عظيم لي ان اترأس لجنة الترشيح لجائزة الشيخ عيسي لخدمة الإنسانية وانا مسرور اليوم ان اقدم ايجازا عن عمل اللجنة الذي نتج عنه منح الجائزة للدكتورة جميلة محمود.
قام مجلس امناء الجائزة بتعيين اعضاء لجنة الترشيح في مارس 2010، واعتقدنا ان الجائزة تمثل مبادرة رائعة ونحن سعيدون بانها ساهمت في نشر اهداف العمل الخيري النبيلة.
اعضاء اللجنة الاجانب هم:
- السيد محمد بن عيسي وزير خارجية المغرب السابق وهو الامين العام لمؤسسة اصالة الثقافية.
- جون كرولي: قائد فريق اليونسكو للتغيير العالمي.
- فرحان نظامي: رئيس مركز البحوث الاسلامية في جامعة اوكسفورد.
- غسان سلامة: وزير الثقافة اللبناني السابق وهو الان استاذ في معهد العلوم السياسية في باريس.
- دونا شلالة: كاتبة التعليم الصحي والرعاية الاجتماعية في الولايات المتحدة السابقة. وهي الان رئيسة جامعة ميامي.
كما تضم اللجنة الدكتورة فاطمة البلوشي وزيرة التنمية الاجتماعية في مملكة البحرين.
عقدت اللجنة اجتماعها الاول في المنامة في نوفمبر 2010 وقد تلي ذلك اجتماعات اخري في لندن وفي المنامة ايضا.
لقد تواصل اعضاء اللجنة فيما بينهم لتحديد مصادر المعلومات عن الفائزين المحتملين بالجائزة. لقد تواصلنا مع المؤسسات الخيرية والمؤسسات الغير حكومية وناقشنا المعايير الملائمة لجائزة عيسي مع التركيز علي الجانب الانساني، ولا علي الانجازات العملية والثقافية. كما درسنا امكانية منح الجائزة لمنظمات.
لقد اعتمدنا قائمة اولية ضمت اكثر من 50 فردا ومنظمة وثم حددنا 15 مرشحا وبعد ذلك جعلناها 11 واخيرا حصرنا المنافسة في 3 مترشحين.
لقد درسنا المترشحين الثلاثة دراسة مستفيضة ولم نعلمهم بانهم المرشحين المفضلين للجائزة.
سيداتي وسادتي:
ارجو منكم ان تتأملوا في سبب منح هذه الجائزة مثلما تساءلنا نحن اعضاء اللجنة في البداية. بالتأكيد تعتقدون ان الشخص الذي يفوز بالجائزة يستحقها بسبب ميزاته الانسانية والتزامه و إيثاره للآخر. كما انكم تأخذون في الاعتبار مدي نجاعته في مساعدة الناس المحتاجين. كما تدركون اهمية الجانب المالي في مساعدة الفائزة بالجائزة علي مواصلة نشر اهدافها الانسانية.
لكن ربما لم يتبادر الي اذهانكم حقيقة ان الجائزة هي استثمار في حد ذاته و ليست مجرد مبلغ مالي فقط يدفع للفائز الذي سيصرفه لاغراض انسانية.
انها كذلك استثمار في نشر المبادئ الحسنة. ان التقدير الذي يصاحب الجائزة ينير طريق الشخص الذي استحق ان يكون نموذجا يحتذي به.
اننا نعيش في عصر تزلف وعناوين الصحف وصور التلفزيون التي تعظم الأشخاص الذين قاموا بالقليل ليس من أجل مساعدة الآخرين بل بحثا عن شهرة شخصية.
بالتاكيد علينا ان نتساءل كيف يستطيع اطفالنا ان يفهموا ان العظمة تكون في البساطة والتواضع ونكران الذات.
علي ابنائنا ان يكونوا نماذج يقدمون الرعاية للاخرين اكثر من قدموها لانفسهم.
اذن صاحب الجلالة اننا نستفيد كلنا من الكرم الذي يصاحب جائزة كهذه التي تمنح لشخص صاحب مبادئ يحتاجها عالمنا كثيرا.
سيداتي سادتي:
ان لجنتي تتمني أن تتقبلوا سبب اختيارها الدكتور جميلة محمود كأول فائزة بهذه الجائزة.
وشكرا جزيلا
بعد ذلك عرض فيلم وثائقي خاص لحياة ومنجزات الدكتورة جميلة محمود الفائزة بجائزة عيسي لخدمة الانسانية تطرق الي دورها في مجال المساعدات والاغاثة من الكوارث والخدمات والتي قدمتها في المجالات الانسانية.
ثم تفضل جلالة الملك المفدي بتسليم الدكتورة جميلة محمود جائزة عيسي لخدمة الانسانية. وذلك تقديرا لجهودها وإسهامها في مجالات الإغاثة والتصدي للكوارث، والتعليم، وخدمة المجتمع، والعناية بالبيئة والتغير المناخي بالإضافة إلي التخفيف من وطأة الفقر والعوز.
بعدها القت الدكتورة جميلة محمود كلمة قالت فيها: بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسي آل خليفة.. ملك مملكة البحرين
صاحب السمو الامير خليفة بن سلمان آل خليفة.. رئيس الوزراء الموقر
اصحاب السعادة اعضاء لجنة ترشيح الجائزة
سيداتي وسادتي
انه لمن دواعي سروري ان اقبل جائزة عيسي لخدمة الانسانية. خلال السنوات الماضية كانت لي الفرصة لأن أتكلم مع الكثير من الناس هنا في البحرين وكلهم تحدثوا عن الامير الراحل الشيخ عيسي بحب واعجاب وقاسموني نظرته الثاقبة وشخصيته القوية وكرمه و أجمعوا أنه كان انسانيا في العديد من النواحي. انه لشرف عظيم لي ان اكون الفائز الاول بهذه الجائزة القيمة واشعر بالشرف بان أكون جزءا من تاريخ هذا البلد.
اود ان أشيد بجلالة الملك ومملكة البحرين علي تأسيس هذه الجائزة الاولي من نوعها في منطقة الخليج وفي الحقيقة العالم الاسلامي كله. انها تعكس بوضوح المركز القيادي لمملكة البحرين وتفكيرها المستنير في هذا المجال من العمل الانساني الذي يحتاج دعما وأفكارا نيرة وفاعلين جددا.
إنه من قبيل الصدفة أن تتزامن 1999 تاريخ وفاة المرحوم الشيخ عيسي مع بداية رحلتي في عالم العمل الانساني. انا من ماليزيا بلد متعدد العرقيات والجنسيات ومواطنوه يعيشون بسلام في ثقافة قائمة علي التسامح والتعايش والاحترام المتبادل. لقد قطعنا أشواطا كبيرة لكي نصبح دولة قائمة علي الطبقة الوسطي فيها العديد من المختصين مثلي.
وقالت انني كدكتورة يؤلمني كثيرا عندما اري الناس حول العالم يعانون اما بسبب الصراعات والحروب او كنتيجة للكوارث الطبيعية.
وما يؤلمني اكثر هو عدم قدرتي علي رؤية اناس او منظمات غير غربية يقودون العما الإنساني، و إمرأة مسلمة في مقدمة ناشطي العمل الإنساني- علي المستوي الإعلامي علي الاقل.
تساءلت ماذا يعنيه التقدم في دولة ناشئة مثل دولتنا وشعرت ان لا دولة او شعب يعتبران انفسهما متقدمين بدون مساعدة الاخرين بغض النظر عن الجنس والدين والثقافة او الحدود.بمعني اخر ليس الموضوع مجرد إحسان بل هو تضامن و مسؤولية لضمان تمتع هؤلاء الذين يعانون من الأزمات بحقوقهم، و أن يقع تقدير جهودهم و طاقاتهم. إن الأمر يتعدي الإغاثة.
هذا يقودنا الي تأسيس 'ميرسي – ماليزيا' وهي منظمة اسستها وترأستها لمدة عشر سنوات. انها مؤسسة فريدة من نوعها تنبع من الجنوب وتنشط في 15 دولة وملتزمة باعلي درجات المحاسبة وتشتغل مع المجتمعات المحلية والحكومات علي القضاء علي الحرمان و مستعدة لتقديم حلول طويلة الأمد.
لقد كان لي شرف العمل مع الزملاء الملتزمين والمتطوعين وساعدني الكثير من المعنيين من القطاعات العامة والخاصة.
انني كأمرأة ناشطة في الميدان الانساني تحصلت علي فرصة ذهبية للولوج في قضايا المرأة التي تعاني من الازمات – بيوتهم، عائلاتهم، ونظرتهم للاشياء، وثقافتهم -.
قبل اربع سنوات تقاعدت وسلمت زمام القيادة الي اخرين لكي يواصلوا ما قمت به ويوفوا بالتزاماتي و يحافظوا علي تأثيري في ميدان العمل الانساني من خلال الامم المتحدة والميدان الاكاديمي والادوار الاستشارية للعديد من المنظمات العالمية و الوكالات.
لقد كان هدفي التأثير في العديد من الفاعلين لكي يلعبوا دورا اكبر من تقديم المساعدة الانسانية من خلال التركيز علي خفض الخوف من الازمات سواء كانت صراعات او الكوارث الطبيعية-.
نحتاج الي طرق جديدة لتحقيق اهدافنا. علينا ان نستمع الي الناس المتأثرين بالازمات وبناء الثقة والاعتراف بهمومهم وإلي ما يصبون اليه واستراتيجيتهم وتسهيل العملية وبناء شراكات حقيقية وايجاد حلول مشتركة. نريد ان ندفع الاجيال الصغيرة ونبني قيادات وكل فرد له دور يلعبه.
اقف هنا بينكم وأنتم تثمنون ما تعتبرونه شجاعة والتزام إمرأة لكني اؤكد لكم ان ماقمت به لاشئ مقارنة بما حصلت عليه من خلال هذا العمل. هناك العديد من القصص التي يمكن ان ارويها. كيف لي ان اكون اكثر شجاعة من بنت العشر سنوات في مخيم أنشأبعد تسونامي. لم تخسر امها فحسب بل اصبحت مسؤولة عن رضيعين. لقد كانت مبتسمة دائما عندما نلتقيها وتسرع للخيمة لكي تهدينا مشروبا او بعض الاكل. رغم الظروف الصعبة التي يمرون بها والقليل الذي يمتلكونه فانهم الاكثر عطاءا. انها واحدة من الاف الناس الذين اثروا حياتي وعلموني التواضع والعدل والصبر وأن أكون اكثر امتنانا علي الفرصة التي منحت لي لاقدم المعونة.
اعلم ان عملي لم يكتمل واتمني بعد الحصول علي جائزة الشيخ عيسي لخدمة الإنسانية ان احقق أحد احلامي الكبيرة وهو تأسيس مركز يقدم العديد من النماذج وأساليب العمل ويركز علي الوقاية من الازمات، السلام، والمصالحة ويساعد شباب الجنوب علي القيادة ويجعل الشعوب المتأثرة بالازمات هدفا كل الجهود.
سأكون مقصرة لو لم اشكر زوجي وعائلتي الذين هم معي الان. بدون مساعدتهم وحبهم وتشجيعهم لكان مستحيلا علي ان ابدأ هذه الرحلة التي لم تخل من العناء والتضحية لكني متأكدة انهم سيواصلون مساعدتي و تشجيعي علي بذل المزيد من الجهود في المستقبل.
قال النبي محمد 'صلي الله عليه وسلم': 'ينقطع عمل ابن ادم الا من ثلاث 'صادقة جارية او علم ينتفع به الناس او ابن صالح يدعو له'. ادعو الله ان جائزة الشيخ عيسي تزيد من حسنات المغفور له الشيخ عيسي من خلال افعالي وتلك التي سيقوم بها الفائزو بها في المستقبل.
اليوم يصادف عشية ذكري وفاة والدتي وارجو من الله الرحمة لها وان ينعم علي والدي ويغفر لهما ويدخلهما الجنة.
كما ادعو الله ان يغفر لكل الذين ساعدوني من الزملاء وناشطي حقوق الانسان الذين توفوا.
اشكر شعب البحرين الابي علي حرارة الاستقبال والضيافة والكرم واتمني ان تكون هذه المناسبة بداية علاقة وطيدة بيننا.. اشكركم.. الدكتورة جميلة محمود واختتم االاحتفال بعزف السلام الملكي
هذا وحضر الاحتفال كبار افراد العائلة المالكة الكريمة ومعالي رئيسي محلسي النواب والشوري واصحاب المعالي والسعادة الوزراء ورؤساء لجان مجلسي النواب والشوري واعضاء مجلس امناء جائزة عيسي لخدمة الانسانية والمحافظون وكبار ضباط قوة الدفاع ووزارة الداخلية والحرس الوطني ورؤساء البعثات الدبلوماسية ورؤساء تحرير الصحف ورؤساء الجمعيات الخيرية والاجتماعية والوفد المرافق للدكتورة جميلة محمود وضيوف البلاد وطلبة الجامعات وعدد من المدعويين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.