وسط حضور مسرحي وجماهيري كبير، تواصل فرقة مسرح الشباب بالبيت الفني للمسرح، تقديم العرض المسرحي "البخيل" من إنتاج الفرقة، على مسرح أوبرا ملك برمسيس، وتدور أحداث "البخيل"، في إطار كوميدي عن شخصية هرباجون البخيل الذى يسعى دائما للكسب المادي واكتناز المال بكل الطرق الممكنة، حتى إذا جاء ذلك على حساب وسعادة أبنائه، مستوحاة من رواية الكاتب الفرنسي الشهير موليير. التقت "الأسبوع" بالشاعر السكندري حامد السحرتي، مؤلف أشعار وأغاني العرض، والذي بادرنا بقوله إن فكرة العمل فى نص مسرحى كالبخيل لموليير ، مخاطرة كبيرة، كونه "نص قديم" استهلكته الدراما والعروض المسرحية على مدار عشرات السنين، لكنه خلق تحديا لتقديمه بشكل مختلف، وكان الأنسب تقديمه كعرض مسرحي كوميدي، فهو نص كوميدياه حاضرة وفكرة البخل ، وسيطرة المال على العقول وعلاقته بالعواطف، أفكار متجددة لا تنتهى. وعن شرارة البدء، يقول "السحرتي": كانت مناقشة مع المخرج الجميل خالد حسونة، الذى كانت له فى النص رؤية إخراجية ممتعة ومشجعة، إلى حد كبير من خلال تقديمه كامتداد للكوميديا الغنائية الاستعراضية التى نفتقدها فى مسرحنا المعاصر، عملنا فى البداية على إعداد النص باللهجة العامية وبلغة معاصرة دون ابتذال، وكان الخط المحدد منذ البداية أننا سنجتهد لاستبدال كل ما نستطيع من مشاهد حوار الدراما بالغناء، لتحقيق المزيد من المتعة، وشجعتنا إدارة مسرح الشباب على ذلك بوجود فنان واع هو عادل حسان، وبدأت تداعيات المتعة بكلمات أبهجتنا قبل أن تخرج للجمهور ونحن نؤديها ونؤدى مشاهد العرض واحدا تلو الآخر فى منزل المخرج خالد حسونه وبصحبة فنان شاب جميل هو كريم فراج. يستعيد شاعر "البخيل" بابتسامة ذكريات تحضير المسرحية ويضيف: تناقشنا كثيرا وتركنا لخيالنا المساحات، حتى اكتمل النص بأشعاره وأغانيه التى كانت جزءا من النص، ثم جاء الدور على صاحب النغم واللحن المميز ليطوق تلك الباقة بأروع الألحان وجاء اختيار الدكتور محمد حسنى لتكتمل الروح السكندرية فى الموسيقى والأغاني، وتتحقق أمنيتي القديمة بلقاء محمد حسنى، كانت الفرصة فى تجربة بسيطة لعرض "وحشى" مع فرقة سكندرية باسم "أحيه"، فاكتشفت جانب المرح وخفة الظل فى موسيقي محمد حسنى شجعتنا على التعاون في تجربة البخيل، وأبدع الملحن وأمتعنا إلى حد كبير جدا، ثم بدأت بعدها رحلة البحث عن أبطال لهذا العمل، اختار خالد حسونة عددا ممن يصلح لدور البخيل، لكن النجم أشرف طلبة كان اختيارا موفقا جدا فاق كل التوقعات وادهشنا بأدائه، أما دور المفوض الذى لعبه النجم محمود متولي، كتبت استعراضا للمفوض فى صورة معينة، لكن محمود متولى أضاف لها الكثير وأبدع فوق ما تصورنا، كانوا نجوما اكتشفنا فيهم روعة الكوميديا واكتشفوا أنفسهم مع الجمهور، بخلاف نجوم شباب من اللحظة الأولى وهم فى الصورة الكاملة للنص، هادى محى الطباخ والسواق لحد ما يجيبو مدرس فرنساوى، سوزان مدحت والطاقة التمثيلية الهائلة فى فروزن، محى الدين وجمال وروعة استعراضاته وروحه المرحة، محمد خلف فى لافليش، عصام أشرف وخفة الظل، الجميلات جاسمين احمد ونوران عبد الحميد، قدرة عبد البارى سعد فى تجسيد دور الرجل الثرى انسليم واحداث المفاجآت، مجيب احمد ، عمرو وليد، ياسمين عسكر، فادى سمير، الاء النادى، نجوم المستقبل، ثم جاء ديكور رانيا الدخاخني، وملابس ناردين عماد، واستعراضات شيرلي أحمد، ومكياج أمل حسام، لتضع فى النص شياكة وأناقة تليق ب"نص" فرنسي الأصل مصرى الكوميديا.