وزارة التضامن: صرف دعم نقدى للأشخاص ذوى الإعاقة ب10 مليارات جنيه سنويا    «النواب» يوافق على زيادة حصة مصر في صندوق النقد الدولي    "بسيوني" يتقدم بأوراق ترشحه لانتخابات التجديد النصفي لنقابة الصحفيين بالإسكندرية    محافظ الشرقية يشهد احتفالية جامعة الزقازيق بالعام الجامعي الجديد    صرف مساعدات فورية ومعاش تكافل وكرامة للأسر الأولى بالرعاية في الشرقية    «المؤتمر»: تعديلات قانون صندوق مصر السيادي خطوة لدعم الاقتصاد الوطني    البنك الأهلي المصري يحصد جائزة أفضل مجموعة قانونية لعام 2024 على مستوى الفرق القانونية الكبرى العاملة بقارة إفريقيا    خلال أيام .. طرح شرائح الاتصالات المدمجة eSIM    البنك الأوروبي لإعادة الإعمار يعلن أسماء الفائزين بمسابقة المشاريع الزراعية    الحوثي يتحدى.. استهداف السفن والطائرات الأمريكية والإسرائيلية في قلب الصراع    بلينكن: حان الوقت للتوصل إلى وقف لإطلاق النار    فيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف محيط مطار بيروت    القوات الأوكرانية: وقوع إصابات بجانب المطار العسكري في ستاروكونستانتينوف    بعثة يد الأهلي تصل المغرب للمشاركة في بطولة أفريقيا    الأهلي في مجموعة متوازنة.. وبيراميدز يصطدم بالترجي التونسي بدوري أبطال إفريقيا    رغم تصريحات ثروت سويلم.. رابطة الأندية تنفي عدم إجراء قرعة ل الدوري    ضبط الفنان طارق ريحانة لصدور حكم قضائي ضده    الأمن يكشف لغز مقتل الطفلة لميس في الدقهلية    فيكتور أمبروس وجري رافكن| عقول خلف إنجازات الجينوم تفوز بنوبل الطب 2024    بالصور.. محافظ بني سويف يفتتح وحدة العناية المركزة للأطفال بمستشفى الصدر    سلمى أبو ضيف وهنا الزاهد وإنجي كيوان في مدرجات أبو ظبي (صور)    هددها بنشر صور فاضحة.. السجن 5 سنوات لسائق حاول استدراج سيدة لعلاقة آثمة بالشرقية    بعد صفقة ال300 مليون جنيه.. هل أفلس صبحي كابر؟    مؤاسل «القاهرة الإخبارية»: إسرائيل تستعد لتنفيذ عملية برية جديدة في لبنان    منها توطين 23 صناعة جديدة.. أهم إنجازات "ابدأ"    نتنياهو: سننهي الحرب بعد تحقيق جميع أهدافنا والتأكد من عدم تكرار أحداث 7 أكتوبر    افتتاح معرض «إرادة شعب» في متحف الحضارة لتخليد ذكرى انتصارات أكتوبر    وزارة الثقافة تطلق أسبوعا مكثفا للشباب بسوهاج ضمن مبادرة «بداية»    أسعار تذاكر مباراة منتخب مصر وموريتانيا.. كيفية الحجز وأماكن الاستلام    «الرعاية الصحية» تعلن نجاح جراحتين لزراعة القوقعة في مجمع الإسماعيلية الطبي    محافظ أسيوط يتفقد وحدة الفيروسات الكبدية والمركز الصحي الحضري بمديرية الصحة    وزير الصحة: تطوير مستشفى «هرمل» بالشراكة مع معهد الأورام «جوستاف روسى»    جامعة عين شمس تنظم احتفالية كبيرة بمناسبة الذكرى 51 لانتصارات أكتوبر    اليوم.. كلية الدراسات الإفريقية العليا تنظم ندوة بعنوان «نصر أكتوبر وتأصيل الانتماء لدى الشباب»    السبب غامض.. سقوط طالبة من الطابق الثالث لمدرسة ثانوية في قنا    رابط الاستعلام عن نتيجة مسابقة شغل وظائف معلم مساعد 2024    تقنية «mRNA» تقود العالمين فيكتور وروفكون للفوز بجائزة نوبل للطب بعام 2024    مرشح "الأوقاف" في مسابقة ماليزيا للقرآن الكريم يُبهر المشاركين والمحكمين    انتشال جثة طفل غرق في ترعة النوبارية بالبحيرة    سيد معوض: الكرة المصرية تعاني من أزمة في الظهير الأيسر    بوكا جونيورز ينهي مسلسل هزائمه في الدوري الأرجنتيني    8 مطربين لبنانيين يجمدون حفلاتهم بسبب أحداث بيروت (تقرير)    افتتاح ورشة عمل عن إنتاج أصناف الأرز الأكثر إنتاجية في مواجهة التغيرات المناخية    نص التحريات في قتل ابن السفير ب الشيخ زايد: «المتهمان بادرا بصعقه ثم تحققا من موته وتمكنا من سرقة منقولاته»    عام على غزة.. 10 آلاف مريض سرطان يواجهون الموت وبحاجة للعلاج بعد تدمير المستشفى الوحيد    المنطقة الشمالية العسكرية تطلق المرحلة الثالثة من حملة «بلدك معاك» لدعم الأسر الأولى بالرعاية    وزير الشباب والرياضة يبحث الفرص الاستثمارية وتسريع وتيرة تطوير الإنشاءات    وزير الصحة: نطور أدائنا حتى لا ينتقص حق المواطن المصري من خدمات صحية    الأنبا مرقس يترأس الاحتفالات الروحية بكنيسة السيدة العذراء ببني محمديات    البرلمان يحيل 19 اتفاقية دولية إلى اللجان النوعية المختصة    باكستان: مقتل 3 أجانب وإصابة آخرين بانفجار قرب مطار كراتشي    «دردشة خانه فيها التعبير والدنيا اتقلبت».. شوبير عن أزمة القندوسي في الأهلي    أشرف سنجر: مصر تدافع عن شعب أعزل سواء الفلسطيني أو اللبناني    الحالة المرورية اليوم بشوارع وميادين القاهرة الكبري الإثنين 7 أكتوبر    كيف رد الشيخ الشعراوي على شكوك الملحدين في وجود الله؟.. إجابات تزيل الحيرة    هل كل ما يفكر فيه المسلم يحاسب عليه؟.. «الإفتاء» تجيب (فيديو)    الدكتور حسام موافي ينتقد الإسراف في حفلات الزفاف: "ستُسألون عن النعيم"    «الإفتاء» توضح طريقة الصلاة الصحيحة لمن يسهو في الركعات بسبب المرض    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فى ذكرى مرور 67 عاما على انطلاقة 23 ثورة يوليو
نشر في الأسبوع أونلاين يوم 21 - 07 - 2019

عبدالناصر يروى أسباب النكسة ويقول: خيارنا الوحيد هو النضال
لماذا قبلنا بقرار وقف إطلاق النار؟ وما حقيقة الدور الأمريكى فى الأحداث؟
قلت لهم: لو عسكرى يهودى دخل غرب قناة السويس لن يكون أمامنا حل إلاَّ أن نسلم الحكومة لبتوع الأمريكان!
أنا أعذر الملك حسين حتى ولو راح باس إيد الأمريكان!
مأساة الضفة الغربية أكبر من مأساة سيناء ولذلك رفضت الحلول الفردية
سبعة وستون عامًا تمر غدا على انطلاقة ثورة 23 يوليو 1952 بزعامة القائد الخالد جمال عبدالناصر، هذه الثورة العظيمة التى حررت مصر من الاستعمار وسيطرة الإقطاع والرأسمالية على الحكم في مصر.
وفى هذه الذكرى الخالدة تنشر الأسبوع المحضر السرى للقاء عبدالناصر والرئيس الجزائري هوارى بومدين في 10 يوليو 1967، والذى تحدث فيه بكل صراحة ووضوح عن أسباب نكسة 1967، وهو المحضر الذى تضمنه كتاب ناصر 67- هزيمة الهزيمة للكاتب الصحفى مصطفى بكرى- الجزء الثانى.
وفى هذه الجلسة التى بدأها عبدالناصر بالترحيب بالرئيس الجزائرى..
فصل عبد الناصر يروى القصة الحقيقية!!
لعبت الجزائر فى مرحلة ما بعد عدوان 1967، الدور الأهم على الساحة العربية، وسافر الرئيس الجزائرى «هوارى بومدين» على رأس وفد جزائرى كبير إلى الاتحاد السوفيتى، حيث التقى الرئيس «نيكولاى بودجورنى» والعديد من المسئولين السوفيت وذلك لبحث كيفية إعادة بناء الجيش المصرى بعد النكسة، وارتهن فى ذلك كافة إمكانات بلاده من المال والنفط، لتكون سندًا فى إنجاز هذا الهدف..
وعندما عقد الرئيس جمال عبدالناصر جلسة المباحثات الأولى مع هوارى بومدين بحضور وفدى البلدين، فى القاهرة فى 10 يوليو 1967، تحدث الزعيم الراحل بكل صراحة وشفافية عن أسباب النكسة وحقائق الوضع الراهن.
وفى هذه الجلسة التى بدأها عبدالناصر بالترحيب بالرئيس الجزائرى والوفد المرافق له، وتقدَّم بأسمى آيات الشكر والامتنان لمواقف الجزائر الشقيقة ودعمها للقضية العربية وللجيش المصرى فى هذه الفترة.. قال عبدالناصر: الأخ بومدين إمبارح يمكن كان بيتساءل: اللى حصل حصل إزاى؟! وبعتبر برضه فرصة بتكلم قصاد إخوانا ع اللى حصل.
الحقيقة إحنا لغاية دلوقتى ماحناش فاهمين اللى حصل حصل إزاى بالنسبة لينا! لأن إحنا بالنسبة للجيش، يعنى صارفين ألف مليون جنيه تسليح، وبالنسبة للمعدات عندنا جميع أنواع المعدات الممكنة!
ولكن باعتقد إن فيه ناحيتين أساسيتين أثروا على العملية..
الناحية الأولى: هى الثقة فى النفس أكثر من اللازم، بل وصل الأمر إلى يعنى التبجح بهذه الثقة! ويمكن فضلنا نتكلم نتكلم لغاية لما صدقنا إن إحنا نستطيع أن نتصدى لإسرائيل والأسطول السادس.. إلى آخر كل هذه الأمور!
الموضوع الثانى: وهو أيوه.. إن الجيش ما كانش الأساس فيه الكفاءة بتاعة الناس -أنا برضه بقولكم هذا الكلام- لكن يمكن الأمن أو تحت اسم الأمن.. كان تنظيم الجيش باستمرار بيتعمل وتوزيع الناس على المحلات. فتحت اسم الأمن اتحطت ناس فى غير محلاتها، وتحت اسم الأمن قعدت ناس فى محلاتها ما كانش يجب إنها تبقى فيه، وبالذات يمكن المثل الأساسى عندنا هو الطيران!
وقال: هو كان من الواضح إن صدقى محمود بالذات ما كانش يقدر يدخل معركة؛ لأنه ثبت قبل كده إنه كان بينهار فى كل معركة من سنة 56! ولكن بالرغم من هذا خلينا صدقى محمود بعد كدة 11 سنة! وسنة 61 أيضًا انهار صدقى محمود فى أيام الانفصال، ورغم هذا أيضًا فضل فى محله!
وأضاف اللى حصل فى هذه المرة، إن أنا حذرته هو شخصيًا، وقلت له فى أثناء اجتماع هيئة أركان حرب: إن الهجوم هيحصل يوم الاثنين، وإن الضربة الأولى هتكون للطيران! أنا ما كنتش فى هذا متنبئ، ولكن أنا كنت حاسب الحساب إن لابد؛ إحنا الأول الحرب 50٪، ثم قلنا باقى ال80٪، ثم وصلت الحرب إلى 100٪، ولما ذهب زكريا عندكم قال لكم إن الحرب 100٪ أيضًا!
الإنذار المبكر
واستكمل عبدالناصر حديثه بالقول: وعلى هذا الأساس، هو يوم الجمعة أنا اتكلمت معاه، يوم السبت طلّع مظلة جوية، ويوم الأحد طلّع مظلة جوية، ويوم الاثنين ما طلّع مظلة جوية! برضه جت الطائرات الإسرائيلية ووصلت إلى مطاراتنا بدون ما حد يحس بيها!
إحنا بنحقق دلوقتى على الكلام اللى اتقال: إن الردارات اتلخبطت واللى حصل. والكلام أكيد إن حصل هذا الموضوع، لكن بنحقق فى هذه الأمور؛ إن حصل تشويش على أجهزة الرادار، وحصل تشويش على أجهزة الصواريخ.. لأن الصواريخ -معرفش عندكم منها واللا لأ اللى هى سام، الصواريخ الروسى الأرض جو- ما اشتغلت فى هذا اليوم أبدًا زى ما كنا منتظرين!
إحنا بالنسبة للورق، الحقيقة خطة الدفاع كانت مضبوطة خالص، وأنا حتى شفت نائب قائد الدفاع الجوى السوفيتى، وجه هنا عمل تفتيش على خطة الدفاع بتاعتنا، وجالى وجه معاه صدقى محمود. على الورق الكلام كان كويس جدًا، وقال: إن فيه ثغرات كذا وكذا هنكملها، وفيه حاجات كذا وكذا، ولكن اللى حصل، إن الطائرات وصلت بدون ما يشعر بها حد، وما كانش عندنا ولا طيارة فى الجو!
وقال عبدالناصر: إحنا دلوقتى طبعًا عاملين من الصبح من أول ضوء إلى آخر ضوء عندنا مظلة جوية موجودة باستمرار فى الجو؛ لأن النهاردة الإنذار عندنا دقيقة واحدة! كان الأول الإنذار عندنا كان ممكن ييجى من العريش، دلوقتى أصبح الإنذار ييجى بس من بورسعيد؛ لأن سينا بقت فى إيد اليهود! الأول كان ممكن يبقى عندنا إنذار بحيث إن طائراتنا كلها تبقى فى الجو إذا جاء الإنذار.
وأضاف: طبعًا فيه نقطة غريبة تانية، إن عبد المنعم رياض من الأردن بعت الساعة ثمانية ونص إلا خمسة عن تحرك طائرات إسرائيلية إلى مصر، ووصلت هذه الإشارة ولكن لم يؤخذ إجراء! فإحنا عاملين تحقيق أيضًا بالنسبة لهذا الموضوع.
وقال: ومن الطبيعى إن إحنا خطتنا كانت مبنية على أساس إذا تحرك الإسرائيلون إن إحنا هنهجم؛ وعلى هذا قواتنا الأساسية كانت موجودة قدام. لما انضرب سلاح الطيران بتاعنا، وانفرد سلاح الطيران المعادى بقواتنا فى سيناء -اللى يمكن ما كانتش فى مواقع دفاعية متمركزة 100٪- فنتج عن كده إن من أول يوم حصل لخبطة فى قواتنا!
والحقيقة حصل انهيار فى القيادة فى جميع أنواعها من أول دقيقة! حصل انهيار فى القيادة الجوية، يعنى أنا طلبت القيادة الجوية -وعبد الحكيم ما كانش موجود هنا ساعة الغارات- علشان يطلعوا، فقالوا لى: إن جميع مطاراتنا بتنضرب فى وقت واحد، وكان باين إن فيه حالة هلع وحالة ذعر!
الدور الروسى
وقال عبدالناصر: والحقيقة فيه حاجة تانية يمكن أيضًا إحنا ما قدَّرنهاش، الروس بلغونا عن قوات اليهود يمكن يوم الخميس فى الطيران وفى المدرعات، ولكن قيادة الجيش لم تصدق أبدًا معلومات الروس! وأنا قعدت أناقشهم يوم الجمعة فى هذا الموضوع. وأنا الحقيقة ميال إلى تصديق معلومات الروس، ولكن كان رد فعل الجيش إن الروس بيهولوا فى الموضوع علشان يخوفونا ويخلونا مانتهورش فى العملية!
وأضاف: كانت معلومات الروس إن اليهود عندهم تسعة لواء مدرع، وكان الجيش فى يوم الجمعة دا -وأنا قاعد بتكلم معاهم– بيقولوا: إن هذه المعلومات خاطئة وإن اليهود عندهم خمسة لواء مدرع بس! وأنا قعدت أناقش هذا الكلام، وأقول لهم: على أى أساس بتقولوا خمسة؟! وإحنا ما عندناش الإمكانية إن إحنا نجيب معلومات عن إسرائيل زى الاتحاد السوفيتى ما بيجيب معلومات عنها! فقالوا: دا الاتحاد السوفيتى حاسب الدبابات اللى.. كنت موجود إنت؟ (هنا كان عبدالناصر يشير إلى نائبه زكريا محيى الدين).
رد زكريا محيى الدين بالقول: أيوه موجود، خمسة وثمانية.. يعنى الروس ثمانية، وإحنا بنقول خمسة!
استكمل عبدالناصر حديثه قائلًا: الروس.. ثمانية وإحنا قلنا: خمسة، وقالوا: إن الروس حاسبين الدبابات القديمة اللى أصبحت غير صالحة والدبابات الشيرمان!
اللى طبعًا حصل فى المعركة وظهر، إن اليهود كان عندهم تركيز فى المدرعات مش ثمانية يمكن أكثر من ثمانية!
أيضًا بالنسبة للطيران، كان الجيش ميال إلى إنه يقلل من قدرة العدو، وكان فيه شعور كده يعنى إنت عارف.. الثقة فى النفس اللى أكثر من اللازم تخليك تقلل من قوة العدو وتكبر من قوتك! وطبعًا نتج عن هذا اللى حصل! إن ظهر إن قوة طيران العدو أكثر بكثير مما نتصور! بل ظهر أيضًا إن طيران العدو يستطيع إنه يضرب جميع مطاراتنا!
وقال: إحنا طيرانا لا يستطيع إنه يضرب مطارات إسرائيل الوسطى والشمالية؛ بيضرب بس المطارات الجنوبية! وبعدين الحقيقة ما كانش عندنا معلومات عن مطارات العدو الشمالية والوسطى! وكان فيه معلومات إن العدو يخترق أجواءنا وبيصور وما حدش بيحس بيه! وإن سيستم الرادار بتاعنا ما بيشتغلش كويس، ومابيديش إنذارات، وما بيحسش بطيارات اليهود!
وأضاف: الحقيقة كنا بنسمع هذا الكلام من الأمريكان! وخصوصا من الصحفيين الأمريكان اللى متصلين بأوثق المصادر فى أمريكا. وقبل العدوان بعدة أيام كان هنا واحد اسمه جيمس كاستر -يمكن تسمعوا عليه، هو أكبر معلق، دلوقتى رئيس تحرير النيويورك تايمز- وقال هنا: إن الطيران الإسرائيلى بييجى وعنده صور كاملة عن كل المطارات! الحقيقة أنا لما بحثت هذا الموضوع، قيل: إنه لا يمكن للطيران الإسرائيلى أبدًا إنه ينفذ ولا يدخل عندنا وهذا الكلام مستحيل!
الرادار
وقال عبدالناصر: والحقيقة برضه سيستم الرادار عندنا -الرادار الواطى- ماعندناش رادار علشان الطيران الواطى، الرادار السوفيتى كله بيعمل للطيران العالى! اللى حصل إن الطيارات كلها طلعت من إسرائيل وراحت البحر وجت كلها طيران واطى! الحساب فى هذا إن المستير والميراج تعتبر مقاتلة طويلة المدى، تستطيع إنها تطلع من إسرائيل من المطارات كلها، وتلف فى البحر وتيجى تضرب جميع مطاراتنا، إحنا مطاراتنا متركزة فى حتة معينة.
طائرات الميج
وقال عبدالناصر فى هذا اللقاء: إحنا الطيارات بتاعتنا -اللى هى الميج 17 والميج 21- هى مقاتلة قصيرة المدى، لا تستطيع أن تصل إلا إلى جنوب إسرائيل، لا تستطيع أن تصل إلى وسط إسرائيل ولا تستطيع أن تصل إلى شمال إسرائيل! وإحنا فى هذا حتى يمكن اتكلمنا مع الروس، وقلنا لهم: إن إحنا عايزين مقاتلة قاذفة، فقالوا لنا: خدوا السوخوى. السوخوى الحقيقة إحنا أخدناها، ولكن كنا دربنا 20 واحد عليها بس، ولكن السوخوى مداها أكثر من الميج - 250 كم - أيضًا السوخوى لا تعطى القدرة اللى بتديها الميراج، ولا القدرة اللى بتديها المستير.. فدى 250 كم والثانية 450 كم!
وقال: وإحنا لما جه هنا زخاروف اتكلمنا معاه.. على أساس حتى إن الطيارات اللى بيدوهالنا دلوقتى زى قلتها؛ لأن اليهود بيقدروا يوصلوا القاهرة وإحنا ما بنقدرش نوصل لإسرائيل! النهاردة يادوبك نوصل للعريش بقى ونصل لغزة! ولازم يدونا طيارة فعلًا مقاتلة قاذفة؛ تمكنا من إن إحنا نوصل لمطارات إسرائيل.
وأضاف: الحقيقة قاذفات القنابل اللى هى TU16، فى هذه العملية مالهاش التأثير الكبير! يعنى هى فى اليمن كان ليها تأثير، أما فى ضرب المطارات فهى تضرب خبط عشوائى، أما القاذفة المقاتلة فبتضرب الrunway.. اللى هو المدرج بتاع الطيران ضرب مباشر؛ اللى حصل فى الضرب بتاعهم!
وقال عبدالناصر: همَّا قالوا إنهم عندهم قنابل جديدة فى الجرائد الفرنساوى -ويمكن سمعتوا على هذا الكلام- وفى الجرائد الإنجليزى؛ إنهم كانوا بيضربوا الطيارة، شوفتوا الصور يمكن فى ال Paris Match. كل الصور موجودة، فمافيش حاجة الطيارة مضروبة فى الجزء القدمانى -أنا شفت الصور- وبعدين الrunway بتاع الطيارات مضروب مباشر -حتى لما بيبقى فيه 2 runway- اللى فى الوسط، ومعاهم خرائط ومعاهم كل شىء عن المطارات بتاعتنا.
الدور الأمريكى
وقال: قطعًا الأمريكان إدوهم معلومات، وقطعًا الروس ممكن يدونا هذه المعلومات؛ لأن زخاروف جاب لنا الصور عن المطارات اللى فى سيناء بعد ما إحنا سبناها.. وجايبها القمر الصناعى الروسى، وجايب الصور والمطارات واضحة كل الوضوح. قلنا له: طيب ما تجيبوا لنا الصور عن إسرائيل يعنى، وبعدين ما جابتلناش صور عنها!
وأضاف: الواضح طبعًا إن الأمريكان إدولهم كل المساعدات؛ وبهذا كانت ضربة الطيران ضربة مؤثرة جدًا. هو نتج عن ضربة الطيران الانهيارات اللى حصلت فى القيادات؛ وبالتالى من يوم الاثنين بالليل كان بدأ الانهيار فى الجيش.. من يوم الاثنين بالليل!
لأن أيضًا يمكن فيه نقطة حصلت، إن قوات كتيرة من عندنا كانت موجودة فى الجنوب؛ على أساس إن إحنا ممكن نقوم بعمل هجومى من الجنوب، ولما حصل الهجوم ساب القوات اللى فى الجنوب وحصل الهجوم فى الشمال! وعلى هذا الأساس طبعًا سقطت العريش يوم الاثنين بالليل!
وأضاف: والحقيقة العريش سقطت، وهاقول: ليه إنها سقطت؟ كان فيها لواء احتياط.. اتجاب قبل المعركة بأربعة أيام، وجابوه من الغيطان ومن الفلاحين وبالجلاليب، ولبس عسكرى وطلع على العريش! وبهذا الحقيقة لما بيدخلوا العريش كان فيه دبابات GS يمكن هناك - عدد من الدبابات.. دبابات بسيطة - فاليهود بعشر دبابات دخلوا خدوا العريش!
طيب فين قواتنا الأساسية؟ قواتنا الأساسية موجودة فى الجنوب عند الكونتلا؛ لأنها كانت هتقوم بعمل تعرضى!
وقال عبدالناصر: والحقيقة كان فيه لواء دبابات موجود فى العريش وانسحب قبلها بيوم نزل الجنوب!
إحنا كان لينا يعنى سوء الحظ وسوء التقدير، يوم الاثنين بالليل كانت العريش بتسقط، وبقول: العريش سقطت وماكانش فيه طريق أسفلت ما بين العريش والقنال زمان، لغاية 56.
استكمل عبدالناصر حديثه: اليهود دخلوا العريش ومشيوا -مافيش قوة خالص ما بين العريش والقنطرة- لغاية لما وصلوا للقنطرة! على ما وصلوا القوة لما عرفوا إنهم قربوا، الراديو قال: إن اليهود فى رمانة على بعد 24 كيلو من قناة السويس! ومعرفش مين دخل -زكريا- وبيقول لهم فى القيادة: دا الراديو بيقول: إن اليهود فى رمانة! عندنا إيه قوات هناك؟ فلقوا إن مالناش قوات!
يعنى أنا باديكوا صورة من الأسباب الحقيقة؛ اللى يعنى مانقولش بس إن الطيران هو السبب، إحنا من غير الطيران كنا نقدر نقاتل مدة أطول من كدة بكتير، وكنا نقدر ننسحب أحسن من كده بكتير، لولا الانهيار اللى حصل عندنا فى قيادات الجيش!
ومن يوم الثلاثاء (6 يونيو) الحقيقة، طلب عبد الحكيم إن إحنا ننسحب إلى غرب القنال! وماكناش مضينا 24 ساعة فى القتال! عندنا كان ألف دبابة وكذا ألف مدفع.. يعنى قوات!
وقال عبدالناصر: كانوا حوالى 800 مدفع، و700 دبابة، 800 مدفع.. كلام بهذا الشكل، بعدين طبعًا ما هى الدبابة إيه؟ الدبابة بتديها بنزين ل300 كيلو متر وبعد ال300 كيلو متر هتقف.. إذا ما اديتهاش بنزين هتقف! فإذا عملت أى تحرك مالوش لازمة؛ معنى هذا إنك الدبابات دى هتخليها بره العمل! حصل بقى عمليات بهذا الشكل وتحركات كتيرة اتحرك بيها من هنا لهنا، واتحرك بيها من هنا لهنا! بعد كده مافيش بنزين.. وقفت الدبابات بدون بنزين، بييجوا اليهود.. بيسيبوها الناس وبيمشوا! فحصل يعنى الحقيقة أخطاء كتيرة جدًا.
وأضاف: ولكن بدى أقول برضه: إن ما حصلش حرب؛ لأن الحرب إن الواحد يدير ميدان القتال كله، ولكن حصل قتال.. حصل قتال عنيف جدًا فى مناطق متفرقة بين قواتنا وبين القوات الإسرائيلية، وحصل فيه بطولات؛ يعنى الحقيقة ناس ماتت وناس ضحت، وحصل إن فى المنطقة، وإن ضربوا الإسرائيليين ودخلوا وراهم جوا إسرائيل.. دا فى أول يوم ولا ثانى يوم؟
واستكمل عبدالناصر القول: ده يعنى اللى حصل، النتيجة لهذا إن الجيش وقع كله! فيه 700 دبابة رجع 150 دبابة أو 100 دبابة! والمدافع أيضًا 700 مدفع رجع برضه عدد بهذا الشكل! ويوم الخميس (8/6) كنا بدون جيش خالص!
وإحنا كنا بنقول: هنقاتل فى الخط الثانى وحصل لخبطة برضه.. طلعت أوامر متضاربة. فيه أمر قال: انسحبوا غرب القنال، وأمر قال: انسحبوا للخط الثانى؛ ففيه ناس مشيوا انسحبوا غرب القنال، وفيه ناس انسحبوا للخط الثانى.. فاللى انسحبوا لخط القنال رجَّعوهم تانى علشان يقفوا فى الخط الثانى! وحصل فوضى فى عملية الانسحاب!
فى عملية الانسحاب المعابر محدودة، طبعًا أول ما حصل فوضى فى الانسحاب -والانسحاب هو أصعب عمليات الحرب- كان الجيش وهو بره الحفر غنيمة طيبة جدًا للطيران.. بقوا يضربوا العربية والدبابة.. العربية والدبابة!
يوم الخميس كان تقريبا الجيش خلص! وأصبح لا مفر أمامنا.. يعنى يا نقبل إيقاف النار، يا اليهود يبقوا موجودين هنا بعد ساعتين فى القاهرة! لأن وصلوا يوم الخميس القنطرة؛ وعلى هذا الأساس قبلنا إيقاف النار.
وقال عبدالناصر: إنتم يمكن ما فهمتوش ليه إحنا قبلنا إيقاف النار.. طيب هنقاتل بإيه؟! ما هو مافيش قتال، وهنقاتل زى فيتنام إزاى؟! ما إحنا ماعندناش المقاومة الشعبية! وبعدين بلدنا مفتوحة، اللى راح السويس واللى راح الإسماعيلية.. اللى بيمشى بالعربية من السويس للإسماعيلية بيوصل القاهرة بعد ساعتين يعنى من قنال السويس.. بعد ساعتين بيكون هنا فى القاهرة! على هذا ما كانش فيه مفر من إيقاف إطلاق النار.
وقال: ويوم الجمعة (9/6) حتى بلغونى إن اليهود عبروا القنال، وبدأوا يعبروا وينزلوا! وكان فيه ذعر كبير جدًا بالنسبة لكل الناس! والواقع كان اليهود لا بيعبروا القنال ولا بيرموا مظلات؛ كان بيرموا تموين لقواتهم الموجودة فى القنطرة، ولكن وصل الانهيار إلى هذا الحد! ودا يعنى بنقولكم بصراحة الحالة اللى حصلت.
والنهاردة إحنا الحقيقة بنعيد بناء الجيش تانى، ولكن الجيش اللى بنيناه فى عشر سنين مش معقول هنبنيه فى ثلاثة أيام أو فى ثلاثة أشهر.. احنا بنيناه فى عشر سنين وراح!
الخط الدفاعى
وأضاف: ولكن عندنا النهاردة خط دفاعى موجود غرب القنال قادر.. وكل يوم قادر أحسن. والاتحاد السوفيتى، قالوا لنا: إنهم بيبعتوا لنا أسلحة مجانًا وهيعوضونا عن كل شىء، وماعملوش ده إلا بعد أنا ما أعلنت التنحى، قبل كده ما كانش فيه أى شىء!
أنا كنت كل يوم أشوف السفير الروسى، وأنا من أول يوم قلت له: ما تبعتوا لنا المائة طيارة - من يوم الاثنين (5 يونيو) - وسهل قوى تبعتوا لنا المائة طيارة، بنعمل لكم مطار وتبعتوا المائة طيارة.. بييجوا يجيبوا لنا المائة طيارة 21، إحنا عندنا الطيارين بنقدر نعمل معركة ونصمد.. ما قدروا! همَّا قالوا: إحنا بنبعت للجزائر والجزائر بتبعت لكم!
طبعًا عملية بهذا الشكل كانت عملية صعبة، ولكن بعد إعلان التنحى.. كان اليوم الثانى بعتوا رسالة، وقالوا: إنهم هييجوا يبعتولنا كل شىء وهيبعتولنا كذا، وإنهم بيطالبوا بالعدول عن هذا القرار.
قرار التنحى
وقال عبدالناصر: الحقيقة موضوع التنحى كان موضوع مبنى على تفكير.. كان الواحد الحقيقة شاف إن المعركة رايحة، وإن لوحدنا مش ممكن نقدر نقف فى العملية! الروس مش متحركين أبدًا وإنتم شفتوهم؛ فكان السبيل الوحيد إن إحنا يعنى بنحقق للأمريكان هدفهم!
وهمَّا الأمريكان هدفهم الأساسى إنهم يخلصوا من النظام ويخلصوا منى! فأنا يعنى تصورت إنهم يمكن خلاصهم منى يمكن عملية أساسية، وقلت: إن ولو إن زكريا جزء من النظام، ولكن همَّا بيعتبروا زكريا راجل معتدل وبيعتبرونى أنا راجل متطرف! وإنهم يعنى ممكن زكريا يتفاهم معاهم ويتفق معاهم ونجنب البلد الحقيقة ويلات الحرب؛ لأنه كان ممكن إنهم يستمروا ويضربولنا ويهدولنا البلد! يعنى ممكن.
ولغاية النهاردة ممكن إنهم يدخلوا؛ لأن همَّا عندهم تفوق جوى وممكن يدخلوا يكسروا لنا المصانع والقناطر والكبارى والسكك الحديد ويضربونا جامد، وإحنا النهاردة عندنا إيه؟ عندنا 60 طيارة 21، و100 طيارة 17.. ما بيعملوا حاجة برضه!
والميج 21 الحقيقة بالنسبة للميراج، يعنى الميراج أحسن منها، بل هم طيارينهم مدربين أحسن من طيارينا؛ لأن هو الطيار بيطلع كل يوم ويتدربوا ويصرفوا ذخيرة حية وبيعملوا.. وإحنا ما بنعمل كده! هم الحقيقة جادين أكثر مننا فى هذه الأمور.
بعدين إحنا لما قلنا للروس آخر يوم - يمكن بادجورنى كان هنا - وقلنا لهم: إن العملية بهذا الشكل ما تنفعش وإنتم باعتين لنا طيارات ميج 17 قديمة! فيه طيارات فاضل فيها 50 ساعة، وفيه طيارات فاضل فيها 100 ساعة، وإن دا كلام يعنى مابينفع والطيارات الميج 21 قليلة! وكانت أغلبها قديمة.
وأضاف عبدالناصر: فقالوا إن إحنا هنبعت لكم الميج 21.. بعتولنا. كنا إحنا متعاقدين الحقيقة على 80 يجيلنا 40 و40 اللى هى FL! لكن طيارينا لسه ما يعرفوش يستعملوا هذه الطيارة! دا بالنسبة للوضع كله.
الحلول المطروحة
بالنسبة للوضع عمومًا، إحنا قدامنا حل من اثنين.. يا نناضل يا نستسلم للأمريكان. الحقيقة إن نضالنا لوحدنا عملية عسيرة جدًا؛ لأن إذا كان الأمريكان هيساندوا إسرائيل وهيضربونا بواسطة إسرائيل، يستطيع الأمريكان يخلوا الإسرائيليين ييجوا القاهرة ويحتلوا البلد كلها! بنقول: نناضل وإنتم بتقولوا قاتلوا! زى ما قالوا فى الجزائر: إن عبدالناصر هيطلع على الجبهة وهيقاتل فى الجبهة والكلام دا!
فين هى الجبهة اللى يطلع فيها عبدالناصر؟! مافيش! فين هى حرب العصابات اللى عبدالناصر ممكن يحارب فيها؟! إحنا ماحناش زى الجزائر، إحنا بلد عاملة زى البساط خالص، سينا مافيهاش مياه؛ يعنى حرب العصابات فى سيناء صعبة جدًا؛ لأن مافيهاش مياه ومافيهاش حد، فيها عدد من البدو لكن ماهياش الجزائر!
وقال عبدالناصر: وبعدين مكشوفة. يعنى لو هيطلع هو بالهلكوبتر - هو استخدم الهلكوبتر فى العملية - بيقدر يعمل فيها اللى عايز يعمله! فى مصر.. هنحارب عصابات فى مصر إزاى؟! لا عندنا مقاومة شعبية حتى، ولا عندنا حاجة! وبعدين إذا كان بالدبابات وبالكلام دا كله ما قدرنا نوقف اليهود، طب هطلع الناس المدنيين هاوقف اليهود؟! إذا كان الجيش خِلِص، يبقى هاوقف اليهود بالمدنيين إزاى؟! عملية كانت مستحيلة، ولم يكن أمامنا من بد إلا إن إحنا نقبل إيقاف القتال.
وقال عبدالناصر: إحنا عندنا وادى مسطح عامل زى الحصيرة كده زى الترابيزة مافيش جبل، يعنى تمشى مصر كلها ماتلاقى فيه جبل فى مصر غير جبل المقطم دا وجبل المقطم مابينفع، تعرفوا جبل المقطم؟ ها.. تعرف جبل المقطم؟ ما بينفع للعمليات!
وعلى هذا الأساس إحنا الحقيقة بعد زيارة الرئيس بومدين لموسكو (12–13 يونيو 67) وطلبنا حد يجيلنا من الاتحاد السوفيتى.. وجالنا بادجورنى (21–24 يونيو 67)، قلنا: الحل النهاردة كده.. يا هنناضل يا بنسلم لأمريكا! وبعدين هنناضل لوحدنا عملية عسيرة جدًا، فإذًا.. إذا ماكنتوش هاتقفوا معانا فالسبيل الوحيد أمامنا إن إحنا نقول للأمريكان اتفضلوا وتعالوا نتفاهم! وهتبقى مصر زى تايلاند.. بلد زى تايلاند؛ وبهذا ينتهى الكفاح فى العالم الثالث. وتبقى مصر راحت وسوريا راحت والدور على الجزائر.. لن يتركوا الجزائر! وبعد كده هيبقى الخط التالى لهم هو ألمانيا الشرقية الحقيقة!

عدم الانحياز
قلت لهم: موضوع عدم الانحياز وموضوع الحياد أصبح كلام فارغ الحقيقة! لأن النهاردة إيه عدم الانحياز؟ إحنا بنقول عدم الانحياز بين الشرق والغرب، ولكن الغرب واقف ضدنا وبيضربنا! وبنقول: إن إحنا محايدين بين الشرق والغرب، فكيف أكون محايد بين اللى بيضربنى وبين اللى ما بيضربنيش؟! فى موضوع الحياد وعدم الانحياز.. إن إحنا فى هذا مستعدين إننا نصل إلى أى مدى، حتى لو نعمل اتفاق دفاع مشترك مع الاتحاد السوفيتى!
وقلنا لهم: إن الأسطول السوفيتى لازم ييجى عندنا ويقعد هنا فى بورسعيد، وعايزين تتولوا الدفاع الجوى فى مصر؛ لأن الدفاع الجوى عندنا انتهى كلية وعايزين دفاع جوى سوفيتى.. بييجوا ناس على الأجهزة الفنية وعلى الرادارات وعلى كل العمليات اللى بهذا الشكل. وعايزين صواريخ من اللى بتضرب الطيران الواطى بأطقم سوفيتى. وقلنا لهم: إن الوضع بالنسبة لينا النهاردة مهدد جدًا، وممكن فى أى وقت اليهود يعبروا القنال وتبدأ العمليات مرة أخرى، وإحنا ماعندناش جيش يحارب وبنعمل جيش، وقدرنا نعمل 3 فرق وغير كاملة التسليح، بالذات خصوصا المدفعية ناقصة جدًا!
وقال عبدالناصر: فمافيش مدفعية! وعلى هذا الأساس لازم تعوضونا عن هذه العملية بالطيارات؛ ولهذا إحنا بنطلب طيارات وطيارين سوفييت ييجوا عندنا وبيشتركوا معانا، وحتى مستعدين نديكوا القيادة بالنسبة للدفاع الجوى كله؛ بتشتركوا فى الدفاع عن المنطقة غرب قنال السويس، ولا مطلوب منكم أى عمليات فى سيناء أو داخل إسرائيل.
المراوغة
وقال: الحقيقة يعنى همَّا كلامهم قالوا: إن سياسة عدم الانحياز دى سياسة كويسة جدًا، وسياسة الحياد إنتم كنتم ناجحين فيها، وإنت بالذات أخدت اسمك العالمى من سياسة عدم الانحياز وسياسة الحياد؛ وعلى هذا الأساس فالعدول عن هذه السياسة بيسبب ضرر كبير بالنسبة لمصر وبالنسبة للعالم العربى! فقلت لهم: طيب ما هيلاسلاسى معلن سياسة عدم الانحياز ولكن الأمريكان بيساعدوه! وبورقيبة معلن سياسة عدم الانحياز، والملك الحسن معلن سياسة عدم الانحياز، وليبيا بتقول إنها محايدة!
وأضاف: خلاص الألقاب والكلام دا يخلينا فيها ونتكلم.. بلاش نقول اتفاقية دفاع مشترك، ولكن ما هى المساعدات اللى إنتم ممكن تدوها لنا؟ قالوا بقى إنهم هيبحثوا هذا الموضوع، ولغاية دلوقتى لم يبتوا فى شىء!
وقال: إحنا جالنا معلومات من 4 أيام من الروس، بلغونا الآتى: قالوا لنا: إن الآن تقرر إن إسرائيل هتعبر قنال السويس وهتحتل قنال السويس، وتقف غرب قنال السويس بعشرة كيلو متر! وإنهم رتبوا الخطط على هذا واتفقوا مع الأمريكان على تنفيذه، وقالوا لنا بقى إحنا نتصرف! وأنا بعت لهم الحقيقة وقلت لهم: إن إذا كان اليهود هيعبروا قنال السويس، طيب إنتم هتعملوا إيه؟ ماهو العمل اللى إنتم بتعملوه دلوقتى؟
وكان يومها فيه قتال.. أول إمبارح كان فيه قتال فى منطقة القنال، قلنا لهم:
أولًا: إن إحنا هنطلب مجلس الأمن للانعقاد، لازم يكون لكم كلام صريح.
ثانيًا: لازم تعملوا بيان وتقولوا: إن إذا استؤنفت العمليات إنتم هيكون لكم موقف واضح.. زى ما عملتوا فى سنة 56.
ثالثًا: لازم تبعتوا الأسطول السوفيتى لبورسعيد.
رابعًا: لازم تبعتوا الدفاع الجوى اللى إحنا اتكلمنا فيه دلوقتى من مدة طويلة؛ لإن إحنا فى حتة الدفاع الجوى غير قادرين على العمل!
خامسًا: قلت لهم: إذا عسكرى يهودى واحد دخل غرب قناة السويس إحنا لن نستطيع كحكومة أن نبقى! ولن يكون أمامنا من حل إلا إن إحنا بنسلم الحكومة لناس بتوع أمريكان - موالين للأمريكان - علشان يطلبوا من أمريكا إنها توقف اليهود، ويعملوا صلح مع أمريكا ويتفقوا مع أمريكا! ولكن دلوقتى إذا دخلوا اليهود غرب القنال، وفيه احتمال كبير إنهم يعدوا غرب القنال؛ لأن لازال وضعنا الدفاعى الحقيقة وضع ما هواش قوى؛ لأن الجيش اللى خلص صعب قوى - وأنتم تعرفوا يعنى كعسكريين - الواحد يوقفه بسهولة كده!
وقال عبدالناصر: إن الروح المعنوية طبعًا فى الجيش كانت تعبانة جدًا نتيجة اللى حصل، بعدين إحنا عندنا خسائر كتير؛ يعنى عندنا قتلى فى هذه الأيام حوالى 7000، وإحنا مطلعين المفقودين كذا والأسرى كذا، ويبقى الباقى قتلى.. دا الحساب. الجرحى اللى جابوهم لنا من داخل إسرائيل واللى جم ماشيين مات منهم حوالى 500 قتيل هنا.. ماتوا عندنا فى مصر!
لكن فيه 7000 لا همَّا أسرى ولا جرحى، ودول بيعتبروا قتلى فى سيناء، منهم حوالى 500 طقم من الدبابات.. فيه 500 طقم دبابات ناقص مارجعش.. ودا معناه إن فيه 500 دبابة انضربت واللى فيها ماتوا.. ودا بيسبب لنا مشاكل! النهاردة جاتلنا دبابات؛ حتى الدبابات اللى جاتلنا مش لاقيين ناس علشان نركبهم داخل الدبابات، وبنجيب ناس من الاحتياطى علشان يركبوا الدبابات!
وأضاف: المشكلة الحقيقة مشكلة معقدة، فأنا بعت الرسالة دى أول إمبارح للروس، وقلت لهم: خلّصوا، يعنى أصول إنكم تنتهوا من مرحلة التردد.. مرحلة عدم القرار اللى إنتم موجودين فيها، ولازم تعملوا قرار وتقولوا لنا إيه اللى إنتم تقدروا تعملوه!
همَّا بعتوا إمبارح إنهم هيبعتوا الأسطول إلى بورسعيد، وهيبعتوا وفد هيوصل النهاردة هيتكلم فى موضوع الدفاع الجوى. الحقيقة فى رأيى إن الوفد ده مالوش لازمة! لأن إحنا اتكلمنا فى الموضوع مع زخاروف لما كان هنا من مجاميعه، واتكلمنا مع بادجورنى، وزخاروف اتكلم مع العسكريين.
هم جايبين وفد طياريين، قلت لهم: إذا كنتم عايزين مطارات ليكوا تشتغلوا فيها، وإذا كنتوا عايزين تشتغلوا معانا؛ كل الطيارين اللى عندنا بيتكلموا روسى.. يعنى ممكن يكون كل الكلام بالروسى، وممكن يشتغلوا جدًا لأنهم كلهم اتعلموا فى الاتحاد السوفيتى.
تردد الروس
خايفيين قوى ياخدوا أى قرار فى هذا الموضوع! بل بالعكس بقى هم بيطالبونا دلوقتى بتنازلات فى الأمم المتحدة يمكن أكثر من اللى بيطالبنا بها الأمريكان.. والله! يعنى راسك قابل محمود فوزى وجروميكو قابله، راسك ماضغطش على فوزى وجروميكو ضغط جدًا على فوزى! باقول لكم المواضيع يعنى الحقيقة بكل وضوح.
والمشروع اللى متقدم إمبارح ده اللى هو نازل النهاردة اللى بيقولوا عليه المشروع الأسبانى.. المشروع الأسبانى دا ما هو مشروع أمريكانى باين!
وقال عبدالناصر: أسبانيا علاقتها بأمريكا أيضًا معروفة يعنى. هذا المشروع الأسبانى المتقدم أخف بكثير من مذكرة جاتلنا من يومين من الاتحاد السوفيتى؛ بيطالبونا فيها - من اللجنة المركزية والحكومة - بإن إحنا نقبل كل ما تطالب به أمريكا وإسرائيل!
وأنا قلت لهم فى الآخر: يعنى إعملوا اللى إنتم عايزين تعملوه.. فى الآخر قلت لرياض: قل لهم إعملوا اللى انتم عايزين تعملوه، وإحنا نعمل اللى إحنا عايزين نعمله! إنتوا تتقدموا باللى انتوا عايزين تتقدموا بيه، وإحنا نعمل اللى إحنا عايزين نعمله. وإحنا بتقولوا لنا: إن اليهود هيعدوا غرب القناة، وتبعتوا لنا جواب الصبح، وتقولوا لنا: لازم تقبلوا نهاية حالة الحرب.. ولازم تقبلوا! همَّا قالوا: إنهم بعتوا هذا الكلام لكم وبعتوه للحكومات العربية الأخرى.
حقيقة الوضع
فنطلع من دا بإيه الحقيقة؟ آدى وضعنا وأنا شرحته، وإحنا عايزين نكسب وقت.. نكسب وقت برضه علشان نبنى قواتنا المسلحة. وفى نفس الوقت برضه وضعنا الاقتصادى تعبان جدًا؛ لأن إحنا خسارة من قنال السويس شهريًا 9 مليون جنيه! زائد خسارة السياحة كلها لما بقى مافيش سياحة.. ده بيسبب تعب كبير، ومن الناحية الاقتصادية بنحاول ندبر نفسنا.
لكن من الناحية العسكرية، الحقيقة يدوبك الجيش.. بنبنى جيش جديد خالص، يعنى الجيش اللى عندنا انتهى وبنبنى جيش جديد، وعايزين ناخد فترة نقدر نقف فيها على رجلينا. بالنسبة لموضوع سينا، بيقعدوا فى سيناء زى ما همَّا عايزين يقعدوا، لكن بعد ما نبنى جيشنا ونبنى نفسنا تانى نستطيع إن إحنا نعمل على تحرير سيناء.
بيبقى هنا الحقيقة الواحد لما بيناقش الموضوع بيبقى قدامه حلين.. يا بنلح على الروس بحيث إن الروس يقفوا معانا علشان نناضل ونقبل برضه رذالات الروس! لأن الحل الآخر إن إحنا نستسلم للأمريكان ونتفاهم مع الأمريكان.
وأضاف: أما الحقيقة مثلًا هنقف إحنا لوحدنا وإسرائيل بتاخد كل حاجة من أمريكا؟! الحقيقة إسرائيل فى يوم واحد بتلم فى أمريكا 200 مليون دولار، وبتلم فى إنجلترا كذا مليون جنيه، وبتلم فى فرنسا، وبتلم فى بون، وعندهم فلوس وبيشتروا أسلحة وكل حاجة جاية، وإحنا الروس إدونا طيارات ميج 17 قديمة يعنى!
يحصل اللى يحصل
وقال عبدالناصر: أنا فى رأيى ليس أمامنا من حل إلا إننا نناضل، يجب أن لا نسلم لأمريكا أبدًا إن شاء الله يحصل ما يحصل، نناضل ونحاول بكل الوسائل إن إحنا نضغط على الروس.. إحنا وإنتم والسوريين نضغط على الروس؛ بحيث إن الروس الحقيقة يتحركوا معانا، ويخرجوا من حالة الجمود اللى همَّا فيها! وزى ما بيقول الأخ بومدين إمبارح: إن هو ملاحظ إن روسيا هى اللى اتبعت سياسة عدم الانحياز دلوقتى وسياسة الحياد الإيجابى بينا وبين الأمريكان! (ضحك)
وأضاف: بعدين دا بيجرنا الحقيقة إلى عدة نقط.. ماذا نستطيع أن نعمل فى المجال العربى؟ ثم ماذا نستطيع أن نعمل فى المجال الدولى؟
الموقف العربى
وقال عبدالناصر: بالنسبة للمجال العربى، أنا لازلت أعتقد إن رغم إيمانى بكل ما قلتوه عن مؤتمرات القمة؛ لأن أنا رأيى فى مؤتمرات القمة معروف.. باقول: إننا نحاول أن نصل لشىء فى مؤتمرات القمة، لا نقاطع المحاولة ولكن نحاول إرضاء للرأى العام العربى، والرأى العام العربى يقول لك: جمع الشمل! فبنروح وبنحاول، وإذا نجحنا كان بها، وإذا لم ننجح نستطيع أن نكشف ونقول للناس: يا ناس إحنا ماقصرناش إحنا رحنا، ولكن هؤلاء الناس عايزينا نترك طريق الثورية ونسير فى طريق الخيانة! زى الكلام اللى قاله منجى سليم.. همَّا دلوقتى كلامهم إن طريق الثورية طريق فاشل وطريق الخيانة هو طريق النجاح!
وأضاف: وبقول لو قدرنا نحل موضوع اليمن فى مؤتمرات القمة -ولو إن أنا باعتبر الأمل فى هذا ضعيف جدًا- نكون كسبنا مكسب كبير جدًا؛ لسبب بسيط.. لأن إحنا عندنا فرقتين موجودين فى اليمن -6 ألوية موجودة فى اليمن- كاملة التسليح، وعندنا قوة من الدبابات موجودة فى اليمن، وقوة كبيرة من الجيش موجودة؛ لو قدرنا نعمل اتفاق على اليمن ونسحب هذه القوة.. بتساعدنا جدًا إننا نقف على رجلنا. لو قدرنا نعمل حد أدنى تلتزم به الدول العربية؛ وهذا لا يمنع إحنا كدول ثورية إننا ناخذ أى حد يتعدى هذا.. نعتبر إن ده مفيد.
وقال: ولهذا أنا بعتبر إن إحنا النهاردة فى سبيل كسب الوقت، وفى سبيل يعنى إنقاذ الشرف العربى والسمعة العربية؛ نيجى على نفسنا، ويمكن أكثر واحد هييجى على نفسه فى الناحية الشخصية أنا فى هذا! لأن شماتة الملك فيصل فىّ لن تعادلها شماتة! لأنه هيكون سعيد جدًا باللى حصل فينا، وموقفه طبعًا معانا كان موقف المتشفى حتى فى الإذاعة وفى الجرايد! على هذا الأساس باقول: إن إحنا مانرفضش مؤتمر القمة، ونروح مؤتمر القمة ونحاول عن طريق مؤتمر القمة أن نصل إلى حد أدنى من العمل العربى الموحد، وبعد هذا إحنا نقدر نعمل أى عمل تانى.
وقال: الحقيقة برضه إيه العمل التانى اللى إحنا نقدر نعمله؟ والواحد لما بيدور بيجد برضه إن المبادأة مفقودة من إيدينا، وإن إحنا قدامنا السكك مش مفتوحة! العمل الثانى هو برضه بإن إحنا بنزيد الحقيقة الضغط على الاتحاد السوفيتى والدول الاشتراكية، وبنحاول عن طريق العناصر التقدمية فى العالم - ودا اللى يمثل العمل الدولى - إن إحنا نجلب مؤيدين.
الحقيقة العالم الغربى واقف ضدنا، فرنسا الوحيدة اللى واقف فيها ديجول.. فرنسا ماوقفتش معانا فديجول بس هو اللى وقف معانا، ولكن فرنسا لم تقف معانا، بل بالعكس الشعب الفرنساوى كله واقف مع إسرائيل!
موقف الجيش المصرى فى اليمن
وقال عبدالناصر: هو الحقيقة يعنى أنا مثلًا فيه بعض الناس -كمال حسين- كان طلب إنه يشوفنى، وهو قال لى: إحنا النهاردة لازم نكون واقعيين؛ فمافيش داعى إن إحنا نبقى نستبقى قوات فى اليمن ولا نتحدى فيصل ولا الأمريكان ونفضل فى اليمن.. فنسلم اليمن لفيصل ونخلى فيصل يتوسط لنا عند الأمريكان!
طبعًا هو الكلام ساذج جدًا؛ لأن أنا إذا سلمت اليمن النهاردة لفيصل معنى هذا إن خطة أمريكا نجحت! ما هى خطة أمريكا تستهدف اليمن وتستهدف الجنوب العربى وتستهدف عدن وتستهدف الخليج وتستهدف هنا وتستهدف كله! فإذًا لغاية دلوقتى مافيش حاجة وقعت، فإذا جت اليمن النهاردة الحقيقة وسلمناها؛ يبقى أول ثمرة خدوها من العدوان اليمن! بالتالى الثمرة الثانية من العدوان هى عدن والجنوب؛ لأن إذا خدوا اليمن على طول حركة التحرير الموجودة فى عدن والجنوب بتنتهى لأن هى أساسًا بتغذى من تعز؛ بالتالى حركة التحرير الموجودة فى الخليج النهاردة بتنتهى.. فإذًا العدوان يبقى بهذا أعطى ثمار!
وقال: فيبقى السؤال مثلًا.. هل نسيب اليمن؟ أنا سألت نفسى هذا السؤال واتسألنا هذا السؤال.. هل نسيب اليمن واللا نفضل برضه؟ إحنا الحقيقة فى شدة الحاجة إلى القوات الموجودة فى اليمن لأن هى القوات الصلبة اللى باقية، ولو نجيبهم بنقدر نوقف اليهود غرب القنال.. يعنى ما يعدوش أبدًا للغرب! لأن أنا عندى 3 فرق دلوقتى غرب القنال، وفيه فرقتين فى اليمن، فيبقى 3 فرق بتسع لواءات، وفرقتين بست لواءات.. يبقى 15 لواء، وعندى لواء مستقل.. يبقى 16 لواء؛ هتبقى قوى كبيرة جدًا الحقيقة تمكنا من إن إحنا نقف. فيه عندنا فرقتين لسه بنجهز فيهم، لكن هيعوزوا وقت فى التجهيز لغاية لما تيجى الأسلحة.
وأضاف: لكن السؤال: هل أسيب اليمن علشان أدافع عن القنال واللا برضه نحتفظ باليمن؟ أنا رأيى يعنى ما نسيبش اليمن أبدًا، نفضل فى اليمن ونساعد حركة تحرير الجنوب وبنمشى فى السكة اللى كنا ماشيين فيها، وإلا إذا خدوا نجاح النهاردة.. إذا خدوا نتيجة وثمرة من الثمرات تنتهى بيبقوا نجحوا!
الموقف الأردنى
عندما تساءل الرئيس بومدين عن الأردن بقوله: فى الواقع يعنى من ناحية الأسئلة - اللى هى مشكل الأردن يعنى - كلنا نعلم بأن الأردن قبل 5 يونيو كان متبع خط سياسى عام، وبعد 5 يونيو اتبع وضع جديد يعنى بالنسبة للموضوع؛ مش عارف يعنى هل الملك حسين يستمر بها الشىء ويتبع نفس الخط؟
رد عليه عبدالناصر قائلًا: والله أنا النهاردة بعد اللى حصل من الملك حسين بأديله العذر فى أى حاجة يعنى، إذا راح وباس إيد جونسون باديله العذر، وإذا راح وباس إيد ويلسون باديله العذر! ولكن هو الملك حسين جه ودخل معانا فى دفاع مشترك، واليهود ضربونا وماضربهوش. وبعدين هو خد الخطوة الأولى فى ضرب إسرائيل.. قبل سوريا ما تضرب إسرائيل كان الأردن بيضرب فى إسرائيل! هذه الخطوة الحقيقة يجب إن أنا أحطها فى اعتبارى ولا أنساها. ونتج عن هذا إنه فقد ثلاثة أرباع مملكته والضفة الغربية.. والى آخر هذا الموضوع!
وقال: قد يكون الملك حسين جه علشان يركب الموجة، وكان يتصور - كما تصور الشعب المصرى - إن إحنا هندخل تل أبيب بعد 24 ساعة! وجاى على هذا الأساس والظروف خيبت حساباته كما خيبت حسابات الشعب المصرى فى العملية! ولكن يعمل إيه الملك حسين بعد كده بقى؟ يحاول إنه يروح يستجدى الأمريكان! وأنا بعت له قلت له: ما يقطعش علاقاته مع أمريكا وإنجلترا - الحقيقة هو بالذات - لأن وضعه هو كان وضع سيئ جدًا! هو عايز يستعيد الضفة الغربية.
وقال: لن يستطيع الملك حسين أن يستعيد الضفة الغربية إلا إذا وافقت أمريكا على هذا! دا كلام يعنى أكيد. الضفة الغربية تختلف عن سيناء اختلاف كلى؛ لأن اليهود مهما قعدوا فى سينا سنة أو اثنين أو خمسة، فهم قاعدين هناك بقى صحراء فيها الشمس والفيران والتعابين والحيات.. ما فيش حاجة يعنى فى سينا! الحقيقة الضفة الغربية وضعها يختلف؛ كلما يطول وضع إسرائيل فى الضفة الغربية، كلما يكون من العسير على العرب إنهم يستردوا الضفة الغربية.. ودا يعنى من تتبعنا لسير اليهود!
فهيعمل إيه الملك حسين؟ أنا بتكلم لأكون منصف.. الحقيقة بيروح لجونسون ويستجدى جونسون، ولكن جونسون بيعاقبه فبيروح لويلسون وبيستجدى ويلسون، وبيروح هنا وبيروح هنا!
وقال: الحقيقة إحنا بكل الوسائل يجب إن إحنا نساعده، وأنا باقول: لو عمل حلف مشترك مع أمريكا علشان تديله الضفة الغربية؛ والله أنا بقول له: أهلًا! أنا باقول لك يعنى لأى مدى الوضع يعنى بيختلف النهاردة! لأن هل الملك حسين هو ثورى؟ هل الملك حسين هو بومدين؟ أبدًا.. يعنى أنا لم يخطر فى بالى مطلقًا إن الملك حسين هو ثورى وواحد من الثوريين؛ الملك حسين هو الملك حسين، ولكن الملك حسين النهاردة فى أزمة! ومش هو بس فى أزمة والشعب الفلسطينى فى أزمة!
وأضاف: يعنى إذا جه النهاردة الملك حسين - هو هييجى الساعة واحدة ونص - وقال لى: إن الأمريكان طلبوا منى إن أنا أعمل معاهم دفاع مشترك؛ وعلى هذا الأساس أديهم قواعد فى الأردن، وعلى هذا الأساس بيخرج اليهود من الضفة الغربية.. والله باقول له: أنا موافق! يعنى إلى هذا المدى، ليه؟ لأن كل يوم بيمر على إسرائيل فى الضفة الغربية هو تمكين لإسرائيل وإضعاف لإمكانية عودة الضفة الغربية إلى العرب!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.