تبدأ جماعات المعارضة السورية المتشرذمة محادثات في مدينة اسنطبول التركية اليوم الثلاثاء في مسعي لاظهار ان بوسعها تقديم بديل جيد عن الرئيس السوري بشار الاسد. ودعت تركيا وقطر التي تشغل مقعد الرئاسة الدورية لجامعة الدول العربية زعماء المعارضة السورية لاجراء محادثات في اسطنبول ومحاولة تشكيل جبهة موحدة في الوقت الذي يعاني فيه وطنهم من تواصل الحملة القمعية التي يشنها الاسد علي انتفاضة مندلعة منذ عام. وحضر نحو 300 منشق علي النظام السوري مأدبة العشاء التي أقيمت الليلة الماضية في فندق في بنديك وهي ضاحية نائية في الشطر الاسيوي من اسطنبول ومن المتوقع انضمام المزيد الي ما تصفه تركيا الدولة المضيفة باجتماع "البيت المفتوح" اليوم. وسعي برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري المعارض الي حشد التأييد لاجتماع مصالحة ينتهي باداء "قسم وطني" تلتزم فيه كل جماعات المعارضة ببناء دولة ديمقراطية لا يتضمن جدول اعمالها اي أعمال ثأرية والسعي لتحقيق المصالحة الوطنية فور اسقاط الاسد. وجاء في مسودة الاعلان ان المسؤولية الوطنية الواقعة علي كل القوي السياسية في الثورة السورية وجهود توحيد المعارضة ورؤيتها هي ما يحكم اعلان المباديء الاساسية التي ستقوم عليها الدولة الجديدة. ويقول الاعلان ان سوريا الجديدة ستكون "مدنية وديمقراطية وحرة تماما" علي ان تعد الحكومة الانتقالية لاجراء انتخابات لاختيار جمعية تأسيسية تضع دستور سوريا الجديد. وجاء في مسودة الاعلان ان الشعب السوري فخور بتنوعه الثقافي والطائفي وان الكل سيسهم في بناء المستقبل. وقبل اسابيع قليلة انسحب عدد من المعارضين البارزين من المجلس الوطني السوري بعد ان اعترضوا علي قيادته وساءهم تأثير جماعة الاخوان المسلمين التي تستمد تأييدها من الاغلبية السنية في سوريا. وأذكي تشرذم المعارضة مخاوف من ان محنة سوريا لن تنتهي بتنحية الاسد وهم ما ترك حكومات كانت ستسعد بسقوط الاسد متحيرة بشأن كيفية الخروج من المأزق ببديل مقبول له. وتستضيف تركيا في الاول من أبريل نيسان اجتماع وزراء خارجية مجموعة "أصدقاء سوريا" التي تتألف اساسا من حكومات غربية وعربية علي أمل الاتفاق علي اجراءات يمكن ان تقنع الاسد بسحب قواته الامنية والسماح بدخول المساعدات الانسانية الي البلاد والسماح ببدء الانتقال السياسي.